رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

أليكسى نافالنى، ويفجينى بريجوجين، روسيان لكل منهما فلسفة، وطريقة تعامل مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وإيديولوجية خاصة بـالتمرد على سيد الكرملين.

نافالنى الشاب المتحمس، نال أرضية من معارضته للرئيس الروسى، بينما بريجوجين قائد قوات فاجنر، اكتسب بعض الإعجاب من إخضاع كبار قادة وجنود لنفوذه، ووسع إمبراطوريته داخل الجيش الروسى حتى وصلت أدغال أفريقيا،وكل من الثنائى كان يمثلًا خطرًا على الزعيم الروسى بأفكاره وطموحه وسلاحه!

لم يختلف الثنائى نافالنى وبريجوجين فى العداء لـبوتين وإنما اختلفا فى الهدف وطريقة الموت التى اختارها بوتين لهما، وتشابه نجاح بوتين فى النهاية الدراماتيكية بالتخلص منهما.

و بصرف النظر عن مقتل نافالنى بفعل فاعل فى السجن أو من تداعيات مرضه أو دخوله فى حالة يأس واكتئاب وقطع وريده ووفاته كما يشاع، وهى تحليلات صعب الاقتناع بها، وفى النهاية الهدف إسكات صوته والتخلص من ضجيجه المزعج لقيصر روسيا الطامح لإحياء المجد الضائع للإمبراطورية السوفيتية، لدرجة أنه كان – وما زال بوتين- ينزعج من ذكر اسمه على لسانه فى السر أو العلن، داخل الكرملين حيث الاجتماعات السرية أو المؤتمرات والجلسات على الهواء، ما يؤكد مدى الغضب والاحتقان من خطوة نافالنى التى «شوشرت» على السياسة الروسية بدءًا من تسميمه بغاز الأعصاب» نوفيتشوك» شبه المميت فى لندن وحتى عودته لبلاده بخاطره والقبض عليه فى طائرة العودة!

إيدلوجية نافالنى تختلف عن بريجوجين، فالأخير براجماتى نفعي، لا يفهم إلّا لغة السلطة والنفوذ والمال، وغبائه السياسى أودى بحياته، لعبت شيطنة هذه « الماديات» فى عقله وأوصلته لـ«هذيان»،متمردًا علنًا على وزارة الدفاع الروسية فى عز الحرب على الأوكران، والرئيس الروسى نفسه الذى كان يومًا طباخًا له، وزاغ بصره من زهو كرسى الرئاسة لقربه منه بقصر بوتين فـ منّى النفس بالجلوس عليه يومًا حالمًا باستعادة الإمبراطورية الروسية مثلما كان يخطط تحت مظلة القيصر!

عمل نافالنى بالمحاماة جعله أكثر ذكاءً وتفوهًا بالخطابة والقدرة على جمع مناصريه حوله خاصة مع صراخه بالفساد المستشرى فى البلاد وكيفية التخلص منه.

ربما كان نافالنى برومانسيته وحبه لبلاده مغامرًا بالعودة للوطن، يراهن على مريديه وكسب مزيدًا من الأرضية وسحب البساط من تحت أقدام المخضرم العجوز، فانفض من حوله أغلب مناصريه فى ظل الغلاء والبحث عن لقمة العيش،وهو رهان تنقصه الحنكة مع القبضة الحديدية لبوتين على مقاليد الحكم،والتى تزيد مع استقطاعه أرض الجار الأوكرانى، فلاصوت يعلو على صوت المعركة، وكان سببًا فى إحجام مناصريه للخروج بكثرة بعد وفاته واعتقال العشرات شاركوا فى رمزية تكريمه بالورود، مثلما مُنع أنصاره فى حياته من مسيرات احتجاجية من شرطة مكافحة الشغب.

نافالنى عكس بريجوجين لم يخسر بموته حتى «الصامتون «مؤمنون بأفكاره ورؤيته وينتظرون وقت التحرر من حكم الرجل الأوحد، وستحمل زوجته «يوليا» لواء النضال بعد أن تعهدت فى كلمات مؤثرة لمحبيه لتعويض مافات إذ قالت:

سأواصل عمل نافالنى معكم من أجل بلادنا، وأدعوكم إلى الوقوف بجانبى.. ليس مخجلًا أن نفعل القليل، بل المخزى ألّا نفعل شيئًا، من المخزى أن ندع أنفسنا نخاف..!