رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

السما «مبتحدفش» فلوس، ولا الحداية «بتحدف» كتاكيت.. طيبو القلوب وحدهم هم الذين يمكنهم أن «يحدفوا البرتقان» - (هكذا نُحَرِف اسمه، وربما نقول أيضا «البردقان» باللهجة الريفية) - حدف البرتقان على أيدي المواطن المصرى الطيب عم ربيع أصبح مبعوثا خاصًا للشعب المصرى وسفيرًا للمحبة والتحية لأهلنا فى فلسطين المحتلة.

طيبو القلوب وحدهم يصدر عنهم فى هذه الأيام ما لا يمكن توقعه أو التنبؤ به من اعمال النبل والمروءة. الفكهانى العجوز عم ربيع ابن بنى سويف، الذى أدمعت عيناه - وهو الرجل الصلب الخشن - مشهد شاحنات المساعدات الإغاثية العابرة أمامه على طريق الحوامدية - جيزة، حيث يفرش بسطته الصغيرة لبيع الفاكهة فى هذا المكان، مؤمنا بالله وبالانسانية وبروابط الدم، وقلب المؤمن دليله.. وقد أفتاه بأنه إذا لم يكن يملك سوى هذه الحفنة من البرتقال، التى يبيعها ليسترزق منها قوت عياله، فلا أقل من أن يرسل بعضها من فوق ظهر شاحنات الإغاثة، كمساهمة بمساعدة ربما لا يملك غيرها فى هذه الظروف الصعبة، وتحية إعزاز وتقدير للمقاومة الجسورة للاحتلال الصهيونى والعدوان الغاشم وحرب الإبادة الجماعية التى يواجهها أهلنا فى فلسطين. 

شوهد الرجل خافق القلب، الممتلئ انسانية تفتقر إليها دول بأكملها، وهو «يحدف» بدقة وبدأب ورجاء ثمار البرتقال لتستقر على ظهر الشاحنات، حبة تلو الأخرى، وكأنها الطير المسافر الذى يبث اهلنا هناك دعمه ومساندته بكل ما يملك مصحوبًا بدعواته بالنصر. تجلى ذلك مع كل «بردقانة» يصوبها على الشاحنة.. ولسان حال الرجل الطيب يقول: «ياللى زرعتوا البردقان ياللا اجمعوه، واعطوه لعم ربيع، عساه يجد طريقه إلى شفتى طفل أو مسن أو أم افترسها الجوع والعطش، يروون بها ظمأهم ويسدون بها رمقهم، بعد أن نكبتهم الحرب الطاحنة. قلوب الملايين تعلقت بمشهد عم ربيع الفكهانى، تصرفه التلقائى الشهم معبر عن الجميع، حتى إن بعض الناس صوروا حبات برتقالة وكأنها شاحنات كبرى محملة بالبرتقال. ليس هناك من هو أكرم ممن يحول ضيق رزقه إلى متسع يشاركه فيه الآخرون.

هذا الشعب المعوَّزْ ونموذجه الرائع «عم ربيع» ينفق مما لديه مهما كان قليلا، وتلقائية وعفوية المصريين تتجلى فى هذه المواقف، وتتم من دون تفكير.. فطرة صحيحة فطر عليها عم ربيع، وتمثل حقيقة المصريين ومشاعرهم ناحية أهلنا فى فلسطين. يكتب الناس فخورين بالعم ربيع قائلين: «مصر فيها مليون عم ربيع يدعمون فلسطين، مع ملايين أخرى من كافة الاقطار العربية المنكوبة ينزلون ضيوفًا علينا بكل الحب والود، انها الشقيقة الكبرى والكريم مهما غدر به الزمان لا يضام.

أنصع وأبلغ تعبير قرأته كان لمواطن يقول: «عم ربيع بفيديو ربع دقيقة أنهى التطبيع وصفقة القرن». 

- مهما كان الطريق حالكًا، يأتى نور من أمثال عم ربيع، وببردقانة أو برتقانة واحدة تختزل معانٍ كثيرة. لا أنسى أبدًا أن صغيرى شادى ومازن (اولادى) بفطرة سليمة ودونما تدخل منى، طلبا منى ألا اشترى لهما أي سلع تنتجها شركات تمت مقاطعتها، لدعمها للصهاينة، حتى انهما لم يتذوقا طعم البيبسى والكولا منذ اندلع طوفان الاقصى، فى أبلغ مشهد لأطفال تحدف برتقان المساعدات بطريقة أخرى تتقاطع مع بردقان عم ربيع.