رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بمناسبة عيد دخول المسيح الهيكل المقدس

ألحان وطقوس قبطية تفوح فى الكنائس الأرثوذكسية

بوابة الوفد الإلكترونية

«الآن يا سيدى أطلق عبدك بسلام بحسب قولك، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته أمام جميع الشعوب نورًا ينجلى للأمم، ومجدًا لشعبك»، هكذا ورد فى الكتاب المقدس بـ(لو 29:2)، لتدون ذكرى دخول السيد المسيح الهيكل المقدس والتى تقام فى جميع الكنائس الأرثوذكسية فى تاريخ 8 أمشير حسب التقوم القبطى من كل عام.

واحتفلت الكنيسة الجمعة الماضية 16 فبراير الموافق 8 أمشير حسب التقويم القبطى، بهذه المناسبة التى تعد أحد الأعياد السيدية السبعة الصغرى والتى تعيد إحياء ذكرى واقعة من أبرز الوقائع التى مرت على الأقباط بعد مولد السيد المسيح بأيام، ويروى كتاب حفظ التراث المسيحى «السنكسار» أنه فى اليوم الأربعين لميلاد المسيح أخذته أمه العذراء مريم ومعها يوسف النجار وذهبا به إلى الهيكل ليصنعا له عادة كانت معروفة حينها حسب عادة الناموس ويقوما خلالها بتقديم الذبيحة المطلوبة عنه وهو ما ورد فى (للاويين 12: 1 –8)، وتعتبر زيارة المسيح للهيكل، من المناسبات التى وردت فى إنجيل لوقا 2: 41-52، باعتبارها آخر الأحداث المسطورة التى تتحدث عن طفولة المسيح وتم حفظها فى الأناجيل القانونية، وحسب ما ورد أنها تمت وهو بعمر 12 عامًا، وأنه أصبح فى عمر يسمح له بتأدية طقوس الشريعة المعروفة حينها.

ويتردد على ألسنة الأقباط فى هذه المناسبة الكنائس خلال هذه المناسبة تسابيح خاصة وتعلو أصوات ألحان «تى جاليليا»، وقراءات «ذكصولوجية دخول السيد المسيح إلى الهيكل» وعادة ما تأتى عقب القداس الإلهى والطقوس الأرثوذكسية المتمثلة فى رفع البخور وتقديم الحمل وتلاوة أسفار الكتاب المقدس، كما يتخلل طقس الصلاة ترديد ما يعرف كنسيًا بـ«الليلويا فاى بى بي»، ولحن «تاى شورى»، وتشمل صلوات هذه المناسبة ترديد «أتيت» إحدى قراءات الكنيسة. 

 ويصادف هذا التاريخ ذكرى نياحة سمعان الشيخ ذكرى دخل فيها السيد المسيح إلى الهيكل، بعد مرور مرحلة «ختانه» بمدة تذكرها بعض المراجع مدة 8 أيام بعد الـ33 يومًا حسب شريعة «موسى»، وبعد 40 يومًا من ولادته، صعد يوسف البار النجار والعذراء مريم إلى القدس حتى يقدماه إلى الهيكل، وكان فى انتظاره الشيخان المباركان اللذان ظلا ينتظران لأكثر من قرن من الزمان بشيخوخة وحين دخل بالطفل «المسيح» ليصنعا عنه كما يجب فى الناموس حمله سمعان الكاهن على يديه وعوضا عن أن يباركه مثل بقية الأطفال انحنى له ليتبارك منه لأنه حسب المعتقد السائد حينها الأصغر يبارك من الأكبر وفق ما ورد فى الكتاب المقدس آيات (عب 7: 7).

ويعد هذا العيد واحدا من أبرز المناسبات الكنيسة والتى تعيد إحياء تذكار تقديم ودخول المسيح ابن مريم للهيكل المقدس لأول مرة حسب ما كانت يقوله الناموس، ويذكر تاريخ هذه الواقعة أن فقر العذراء ويوسف جعلهما يقدمان عنه تقدمة الفقراء وهى فرخا حمام، وكان فى الهيكل كاهن شيخ يُدعى سمعان أخذه على ذراعيه وبارك الله قائلا الآن يا سيد تطلق عبدك بسلام وباركهما ثم قال لمريم إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى هذه الأرض ولعلامة تقاوم (وهى علامة الصليب) وأنت أيضا يجوز فى نفسك سيف يقصد به «سيف الحزن عند صلب المسيح».

وفى تلك الأثناء دار حوار بين العذراء مريم والقديس يوسف البار الذى رافق العائلة المقدسة مساراتها، والشيخ سمعان وحنة النبية، كان يعتبر تقديم السيد المسيح إلى الهيكل المقدس هو الحدث الذى شهد إعلان وجود المسيح مخلص الأمة المسيحية، كما تعتبر الكنيسة المصرية هذا العيد أحد الأعياد السيدية، وعادة ما تقوم بإعادة إحياء هذا العيد من خلال إقامة الصلوات فى وتطبيق طقس «الفرايحى»، وتصلى الألحان الخاصة بالعيد، ثم تُقرأ أعداد من القراءات الخاصة بعيد 8 أمشير (عيد دخول المسيح الهيكل).

ويتخلل طقس الصلاة ترديد ما يعرف كنسيًا بـ«الليلويا فاى بى بي»، ولحن «تاى شورى»، وتشمل صلوات هذه المناسبة ترديد «أتيت» إحدى قراءات الكنيسة التى تُردد خلال احتفالية الأحد السابع من الصوم الكبير والمعروف بعيد (أحد الشعانين)، كما تتضمن صلوات القداس فى هذه المناسبة قراءة الإنجيل المقدس باللغة العربية والقبطية.

ويقوم المرتلون وخورس الشمامسة بأداء الصلاة فى هذه المناسبة لحن يعرف قبطى، ثم يحمل الكهنة البشارة الملفوفة بستر من الحرير الأبيض، ويحمل الشمامسة ولمجامر الشموع ليطوفوا بالهيكل المقدس ثلاثة مرات، ثم يقدم البشارة للكاهن مترأسا الطقوس وهو ما ورد ذكره فى إحدى المخطوطات «ترتيب البيعة».

 وفى الختام تقام صلاة قسمة الأعياد السيدية، الخاصة بالمناسبات المصنفة كنسيًا بأعياد تعود للسيد المسيح وتعد من الدرجة الأولى من حيث حرص الكنيسة وأبنائها للاحتفال بها.