رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المجنونة" بالعملة الصعبة.. رحلة الطماطم المجففة من الأقصر إلى أوروبا

تجفيف الطماطم
تجفيف الطماطم

 على مساحات شاسعة يكسو اللون الأحمر أرضية وادي نسيم، تلك المنطقة الجبلية الواقعة غرب مدينة إسنا بجنوب محافظة الأقصر، ففي الوهلة الأولى عندما تلمح هذا اللون الأحمر على بُعد مسافة تقدر ببضعة أمتار، تظن أنه بستان ورود، بينما حين تقترت تجدها مناشر لشرائح الطماطم الإسناوية ذات أعلى جودة لـ"المجنونة" في مصر؛ قد تم نشرها تحت أشعة الشمس؛ تمهيدًا لتصديرها إلى دول أوروبا.

 نجحت مدينة إسنا في تنفيذ فكرة تجفيف الطماطم، حتى تم تصديرها للخارج، ولم يقتصر تصديرها على دولة واحدة فحسب، بل غزت طماطم الجنوب المصري، السوق الأوروبية.

 جريدة الوفد قصدت وادي نسيم، الذي يبعد عن مدينة الأقصر بحوالي 60 كيلو مترًا جنوبًا؛  للتعرف على فكرة التجفيف ومراحله باعتبار المشروع أحد المشروعات الناجحة والتي تخطى صداها حدود الوطن؛ فأوضح المهندس عبد الكريم دياب، رئيس مجلس إدارة محطة الشهيد ماجد صالح بإسنا للتعبئة وتجفيف المحاصيل، أن المحطة تقوم على فكرة الزراعة التعاقدية؛ التي بموجبها يتم التعاقد مع مجموعة من المزارعين؛ بهدف الاتفاق على المبيدات والمخصبات في حدود آمنة تتوافق مع مواصفات الجودة المطلوبة، ووفقًا لمتطلبات السوق الأوروبية.

 وأضاف، يتم وزن الطماطم بعد توريدها من المزارع إلى المحطة، ثم تبدأ عملية الفرز المبدئي للطماطم، يعقبها مرحلة الغسيل، ثم التقطيع ونشرها على المناشر المعدة مسبقًا لهذه العملية، ومن ثم رش الملح لتبدأ مرحلة التجفيف للمحصول تحت أشعة الشمس، التي تستغرق من 8 إلى 11 يومًا.

 خلال تفقد المحطة، وجدنا عددًا من الفتيات والسيدات عند كل منشر من مناشر الطماطم، وقد ارتدين البالطو الأبيض، وقناع الوجه، وقفازات الأيدي؛ حرصًا منهن على نظافة المحصول على الوجه الأكمل؛ واستعدادًا لأعمال التقطيع والنشر، وهي المرحلة الأهم في عملية التجفيف؛  فدورهن هو الأبرز في إعداد الطماطم وتجهيزها للسوق الأوروبية، لما يبذلنه من جهد شاق وقوفًا تحت أشعة الشمس لساعات متواصلة على مدار اليوم.

 واستكمل دياب: يتم تجميع الطماطم مرة أخرى، ويتم إدخالها صالة الفرز لانتقاء الأفضل ومن ثم تعبئتها؛ وإعدادها لعملية الشحن لتصديرها للخارج.

 ولفت رئيس مجلس إدارة المحطة إلى أن أعمال التصدير يعود مردودها بشكل إيجابي من حيث تشغيل العمالة، والدخل القومي؛ مؤكدًا أن التصنيع الزراعي يسهم في تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة، وهو ما يتوجب علينا تنميته والاهتمام به لكون مصر دولة زراعية خاصة أن مصر منحها الله مناخًا مثاليًا للزراعة، مشيرًا إلى أن المحطة تسهم في تصدير الكنتالوب، والفلفل المجفف، كما يتم تصدير القرع العسلي للسوق الألمانية.
 

 الأمر لم يتوقف عند السوق الأوروبية، حيث أوضح المهندس عبد الكريم بأن المحطة بدأت في تصدير الطماطم الطازجة للسوق السعودية، وكذلك الكويت، مؤكدًا أن بداية هذا الموسم كانت مبشرة: " فبدأنا أعمال التجفيف مبكرًا في أواخر شهر نوفمبر"، مشيرًا إلى أنه في خلال شهر واحد تم تصدير حوالي 70 طنًا من الطماطم المجففة للسوق البرازيلية.
  وأشار المهندس سيد رمضان، مسؤول الجودة، إلى أن موسم الطماطم يبدأ من شهر ديسمبر في الغالب، ويستمر حتى شهر أبريل، مؤكدًا أن كل عام يتم توسيع المزارع؛ لزيادة الطلب على المنتج، وللتوسع في أعمال زراعة وتجفيف الطماطم، مبينًا أن كل عميل له مواصفات، ويتم العمل بالمحطة وفق طلب كل عميل، فإيطاليا والبرازيل وفرنسا، أشهر الدول المستوردة للطماطم، مشيرًا إلى أنه في حال تم طلب كميات أكبر من المتوفرة بالمحطة، يتم حينها توريد محصول الطماطم من محافظات وجه بحري، وتجهيزها بمحطة إسنا بالأقصر.

 وأوضح مسؤول الجودة، أن تجهيز المنشر يتم اختياره بناءً على أسس معينة، من بينها: قرب مسافة المنشر من مسكن العمالة؛ حرصًا على توفير الوقت، وأن يكون المكان مهيئًا كوقوعه بين أشجار ونخيل؛ تفاديًا لمخاطر العواصف الترابية.