قصر ديليسبس تحفة معمارية تخطف الأنظار بالإسماعيلية

قصر ديليسبس بالإسماعيلية تحفة فنية ومعمارية يخطف أنظار كل من يمر في محيطه حتى لو صادفت المرور من جواره يوميا فإنك مع كل مرة تتأمل جماله وتقف لثواني أو دقائق تمتع نظرك بتناسقه. وتتابع تدرجات الوان بناياته. وزخارف جنباته، والأشجار التي تطل من داخل حديقته الغناء.

 تظهر وجهته القصر من الوهلة الأولى لكل من يمر بشارع محمد علي بوسط مدينة الإسماعيلية، ويمتد عمره لنحو 165 عاما شاهد على تاريخ المدينة الذي سطر مع اول معول بفأس لحفر قناة السويس في عام 1859.

القصر الذي بني خصيصا ليكون مسكن للمهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس صاحب فكرة شق قناة السويس في منتصف القرن التاسع عشر، ليتابع من خلاله أعمال حفر أهم ممر ملاحي في العالم منذ نحو  ما يقرب من 165عامًا، لازال هذا القصر قائما في قلب المدينة ببناءه المميز بالزخارف الخشبية وطرازه المعماري الفريد الممنبثق من الريف الاوروبي والمزين أعلاه بالقرميد الأحمر .

الجميع هنا بالإسماعيلية يدرك قيمة هذا القصر، ورغم أن القصر لا تفتح أبوابه للجمهور بشكل كامل إلا أن إدارة قناة السويس تعتني بصيانته دوريا وتخصص فريق عمل للحفاظ على مقتنياته.بالتنسيق مع وزارة الآثار.

ويتكون القصر الذي تحيط به حديقة غناء من طابقين يربطهما درج خشبي من الداخل ، ويحتوي على عدد من اللوحات الزيتية لكبار فناني أوروبا في النصف الثاني للقرن الـ19، كما تحمل جدرانه صورا لديليسبس وأفراد أسرته وضيوف حفل افتتاح قناة السويس وحكام مصر من أسرة محمد علي.

هذا فضلا عن متعلقات ديليسبس الشخصية ومنها: سريره، والناموسية، ومكتبه ويعلوه نسخة عتيقة من الإنجيل باللغة اللاتينية وقلمان (ريشة) كان يكتب بهما، وكتاب «وصف مصر» بحجمه الأصلي، وطوله متر وعرضه نصف متر، وهو أحد أجزاء كتاب وصف مصر للحملة الفرنسية، 

ويضم رسومات أصلية للمعالم مصرية والأثرية. بالإضافة إلى أدوات المعيشة، ترمومتر زئبقي، نموذج مصغر لمركب بضائع يحمل السجائر الصغيرة (سيجاريللوس)، وكان يقدمها ديليسبس إلى ضيوفه. أما في حجرة ديليسبس توجد صورة له هو وزوجته، والمهندس نيجريللي (النمساوي) منفذ مشروع القناة. والصورة الأصلية لصفحة من عقد الامتياز بـالفرنسية، 

وصورة لبيت ديليسبس في فرنسا، وأخرى له بين أصدقائه بالزي العربي، ومجموعة من كروت (التاروه)، فضلاً عن قطع الدومينو والشطرنج، وكيس قماش به عملات نادرة عثر عليها أثناء الحفر، 

ولوحة كنفاه عليها أول حرفين من اسمي ديليسبس وزوجته. ومجموعة من القارورات الزجاجية الزرقاء الصغيرة ومتفاوتة الأحجام للعطور. وهناك مدفأة كلاسيكية فرنسية الطراز بجوار الصالون الكبير ومقاعد مصنوعة منذ 170 سنة وصورة نادرة توضح قصر ديليسبس وحيدًا في الصحراء، حوله قوافل البدو، وجرامفون، يعمل بالبطاريات.

أقيم المبنى وملحقاته على مساحة تعدت 3000 متر تقريبا تحاط بها الحدائق والأشجار النادرة من جميع الجهات ويتوسط مدخل المبنى نافورة صنعت من الفسيفساء وصمم بوجهة خشبية تمتد لمسافة 100 متر تقريبا تتزين بالزخارف والأخشاب المحفورة ويعتليها القرميد الأحمر لتبدو كتحفة فني

وتسلمت  الإدارة المصرية، عقب التأميم في يوليو 1956 القصر  الذي ظل منذ ذلك التاريخ تحت ولاياتها.