عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

كل شىء فى مصر تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة وتوابعها فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب وشرايين الملاحة العالمية، ولم يتأثر الجنيه فقط وإنما صحة المصرى نفسه، ولم تسلم مفاصله هى الأخرى من دفع ثمن هذه الحروب، (وكأن العملية ناقصة أزمات)؟!.

فمنذ أكثر من 6 شهور تقريبا توقفت جراحات المفاصل واستبدالها باخرى صناعية بمعظم المستشفيات العامة والخاصة، نتيجة عدم توفر هذه الأعضاء، وبدلا من ان تتقلص قوائم الانتظار لهذه النوع من العمليات، عادت مجددا تزداد طولا وعددا، وازدادت معها دموع وآلام من كانوا ينتظرون دورهم فى مبادرة مليون صحة التى تعطى أولوية قصوى لمثل هذا النوع من الجراحات الضرورية والعاجلة .

ولم أكن أتخيل أبدا أن مصر بلد السبعة آلاف سنة حضارة والجراحات المتقدمة والأطباء المهرة، لا يوجد بها مصنع مفاصل، إلا عندما قرأت مؤخرا عن قرب تصنيع أول مفصل مصرى بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربى، لتوفير نحو 15 ألف مفصل تحتاجه المستشفيات المصرية سنويا، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق، ومازال فى بدايات تكوينه، وربما يكون قد تاه أو ضل الطريق كبقية أحلام المصريين التى تبخرت وسط كل هذه الأزمات الاقتصادية الرهيبة التى يعانى منها العالم والمنطقة.

وعلمت أن وزارة الصحة، كانت وحتى وقت قريب تستورد هذه المفاصل ومستلزماتها وخاماتها بالمجان وعلى نفقة الدولة، وكان المفصل فى المستشفى الحكومى يكلف الدولة قبل أزمة الدولار ما بين 100 إلى 150 ألف جنيه إضافة الى تكلفة العملية ومتطلباتها، وكان الثمن أضعاف ذلك فى مستشفيات القطاع الخاص .

والآن وفى ظل ندرة المفاصل وارتفاع الاسعار وصلت تكلفة تغيير المفصل الواحد فى المستشفى الخاص إلى 500 ألف جنيه من دون أتعاب الطبيب الجراح التى تتراوح ما بين 120 إلى 150 ألفا، يرتفع هذا الرقم إذا كان المفصل من النوع السيراميك الفاخر، وليس أسمنتيًا، يعنى بالصلاة على النبى كده ندخل فى 650 ألف جنيه، وبعدها تدخل فى الحلقة الثانية من الأسعار الخيالية لجلسات العلاج الطبيعى فى المراكز الخاصة التى يتم حسابها بالساعة والدقيقة.

والمشكلة إن تغيير مفصل الفخد، عملية دقيقة جدا تحتاج إلى جراح (جزار) شاطر، يزيل الرأس المدور( الخربان ) والتجويف المفصلى من عظم الفخذ ثم يقوم بتثبيت رأس مفصل الفخذ الصناعي في تجويف العظم، والرأس المدور، وغالبا ما تستغرق الجراحة من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وتصل لأربع فى الحالات الحرجة.

هذه الازمة التى تهدد حياة الملايين من المصريين شيوخا وشبابا وأطفالا، دفعت النائب أبوالعباس فرحات تركى، عضو مجلس النواب لأن يتقدم بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى الجبالي، رئيس مجلس النواب، يطالب فيه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بسرعة توفير هذه المفاصل وغيرها من المستلزمات الطبية الصناعية، وذلك رحمة بالمصريين البسطاء والذين لا يستطيعون شراء العلاج اليومى البسيط فما بالك بالمفاصل التى لم تعد أمراضها قاصرة على العواجيز بل صارت تضرب الشباب .

إن عملية تغيير مفصل الفخد (الورك) أصبحت حلما مستحيلا للكثيرين، وصار ثمنها يعادل شقة من وزارة الاسكان، وهى تختلف من حالة لأخرى، والمفصل عمره الافتراضى 20 عاما، وما يحتاجه المسن لا يصلح للشاب، وستتضاعف الأسعار مستقبلا مع ارتفاع الدولار والتعويم، فماذا نحن فاعلون؟

نتمنى من حكومة مدبولى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى هذا المجال والتدخل السريع لإنقاذ مفاصل المصريين، فبدونها لا عمل ولا انتاج، وبصراحة مش ناقصين بطالة ولا سوق سوداء و«مهببة» فى أعضاء الإنسان.

SAMYSABRY19 @GMAIL.COM