رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

لن يمحو التاريخ وصمة عار المجتمع الدولى، إذا صمت طويلا على مقتل الطفلة هند التى وثقت بدمائها وبكائها أبشع جريمة إنسانية فى حق الطفولة، حين عثر عليها جثة هامدة وسط أشلاء أسرتها داخل سيارتهم بمنطقة تل الهوى جنوب غرب غزة صباح السبت الماضى٠
تلك الطفلة بنت الست سنوات التى ظلت تتوسل قبل موتها إلى الصليب الاحمر الفلسطينى ثلاث ساعات متواصلة لإنقاذها قائلة :( أنا خايفة، أرجوكم تعالوا)، وحين تحرك الصليب الأحمر لإسعافها، دكتها دبابات الاحتلال ومعها المسعفين، ليتخلصوا من نداءاتها حسبما أذاع الصليب الأحمر تسجيلات إغاثتها قبل العثور على جثتها بأيام٠
الى هنا ستظل الطفلة هند رمزا مؤلما لاغتيال البراءة، بعد ان سبقها فى هذا المدمار الطفل محمد الدرة ابن الاثنى عشر ربيعا، الذى اغتيل برصاصات الاحتلال فى 30 سبتمبر عام 2000 فى اليوم الثانى لانتفاضة  الأقصى، ولفظ أنفاسه بين أحضان والده، حين أختبأ به خلف برميل للأسمنت بأحد شوارع غزة وفشل فى حمايته فسقط فوق جثته مغشيا عليه، مسببا جرحا غائرا للشعب الفلسطينى لم يندمل حتى الآن بعد ان فشل العالم فى محاكمة إسرائيل بجريمة اغتياله!
وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد فترتكب إسرائيل نفس جرائمها فى حق الطفولة، لكنها هذه المرة بصورة أكثر ضراوة وبأساليب أكثر وحشية، حين عثر على الطفلة هند رجب مقتولة فى غزه بعد أن سجلت وسائل التواصل الاجتماعى استغاثاتها قبل مقتلها بأيام، الأمر الذى دفع حماس إلى دعوة المؤسسات الأممية والحقوقية إلى توثيق هذه الجريمة البشعة وعرضها على المجتمع العالمى عسى أن يتحرك!
والسؤال إلى متى سيظل هذا المجتمع الدولى ساكنا، امام القتل والترويع اللذين تمارسهما إسرائيل ضد المدنيين والأطفال فى غزة؟
والى متى تظل آلة الحرب الصهيونية وجنود الاحتلال يرتكبون كل أنواع القتل والاغتيال للمدنيين، فى محاولة لتصفية القضية وإرغام الفلسطينيين إلى النزوح القسرى على الحدود المصرية؟
يحدث ذلك وسط إدانات عالمية بعبارات إنشائية، فى مواجهة تهديدات إسرائيلية يجرى تنفيذها على الأرض، تلويحا بالاجتياح البرى لرفح الفلسطينية خلال أيام فى أكبر مجزرة إنسانية سيتم ارتكبها، فى حق شعب أعزل محاصرا من كل اتجاه، ومن ينجو من القتل يموت جوعا، بينما المساعدات الإغاثية على بعد امتار قد تنتهى صلاحيتها، بينما تواصل إسرائيل قصف المعبر الفلسطينى لمنع دخولها، ثم تتهم الجانب المصرى بعرقلة دخولها، بينما الموقف المصرى لا يحتاج تبريرا أو تأكيدا فى مناصرة القضية الفلسطينية، منذ قرن من الزمان بشهادة العديد من دول العالم.
فى اعتقادنا اذا لم يتحرك الضمير العالمى لوقف هذه المجازر الإسرائيلية، بحشد وتجييش مواقف المجتمع الاسلامى، والمجموعة العربية فى المقدمة، من خلال التلويح بالضغوط الدبلوماسية والعلاقات التجارية ووقف الاستثمارات العربية فى الاتحاد الأوروبى وأمريكا، والتى تفوق التريليونى دولار على أقل تقدير، حتى تفيق امريكا من نومها ويستيقظ الضمير العالمى لإرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار، بعد أن سجل اغتيال هند وأخواتها وصمة عار فى جبين العالم، فمتى يتحرك لإزالتها؟