رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

اغتالت إسرائيل مدينة رفح منذ الخميس الماضى عندما شنت الغارات المكثفة على رفح الحدودية المكتظة بالنازحين فى جنوب القطاع مما أسفر عن وقوع خسائر فى الممتلكات وسقوط العديد من القتلى والإصابات. وضع مأساوى غرق فيه قطاع غزة من جراء جرائم إسرائيل الآثمة، فلقد جلس الفلسطينيون وسط جثامين ضحايا الهجوم الإسرائيلى فى رفح، وشاهدوا الأضرار الناجمة عن القصف الصهيونى الوحشى، والذى حولت إسرائيل من خلاله مدينة رفح إلى أنقاض. وحدث هذا فى وقت كانت الولايات المتحدة قد حذرت فيه من عواقب التداعيات الناجمة عن اجتياح إسرائيل لمدينة رفح.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لإسرائيل قد حذرت يوم الجمعة الماضى من كارثة تلوح فى الأفق، وأنها تعتبر سلوك إسرائيل فى حربها ضد حركة حماس مبالغاً فيه. بيد أن نتنياهو صرح بأنه أمر القوات الإسرائيلية بالاستعداد للعمل فى رفح، والتى تعد آخر مدينة كبيرة فى القطاع لم تكن القوات البرية الإسرائيلية قد دخلتها بعد. وفى الوقت نفسه حذر أمين عام الأمم المتحدة من الأنباء المثارة حول التقدم الإسرائيلى داخل رفح، وقال إن ذلك سيؤدى إلى تفاقم كابوس إنسانى، كما حث «أنتونى بلينكن» وزير خارجية أمريكا إسرائيل على حماية المدنيين فى حال شنها هجوماً برياً على رفح، وهى المدينة التى تؤوى أكثر من مليون نازح. وجاء هذا خلال جولته الخامسة فى المنطقة، والتى اختتمها فى الثامن من فبراير الجارى، وقد سعى خلالها للدفع نحو التوصل إلى هدنة طويلة بين إسرائيل وحماس.

مضت إسرائيل فى غيها وارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين، بحيث أصبح معها الوضع فى غاية السوء، ولهذا حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن حياة مئات الآلاف من الأشخاص باتت عرضة للخطر فى شمال ووسط قطاع غزة بسبب نقص الغذاء. وقال المفوض العام للأونروا «فيليب لازارينى»: (إن آخر مرة سمح فيها للوكالة بتسليم إمدادات إلى المنطقة كانت فى 23 يناير الماضى، غير أن إسرائيل رفضت طلبات الوكالة لإرسال مساعدات إلى شمال غزة منذ بداية العام، رغم أن الأمم المتحدة حددت جيوباً عميقة تعانى المجاعة والجوع فى شمال القطاع،إذ يعتمد ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف شخص يعيشون فى المنطقة على مساعداتنا من أجل بقائهم على قيد الحياة).

يأتى هذا فى وقت نزحت فيه أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه بحثاً عن أماكن أكثر أمناً فى ظل الحرب الدائرة فى قطاع غزة الذى يعيش اليوم أكثر من نصف سكانه، يقدر عددهم بمليونين ونصف المليون نسمة، فى مدينة رفح فى الجنوب، بيد أن العديد منهم يعيشون فى وادى غزة فى الوسط والشمال. هذا وقد نفذت إسرائيل فى الوقت نفسه حملة من الاعتقالات والمداهمات فى عدة مدن بالضفة الغربية المحتلة أسفرت عن اندلاع اشتباكات فى بعض المناطق واصابة العديد من الأشخاص، كما أصيب ستة أشخاص بالرصاص الحى يوم الجمعة الماضى خلال مواجهات اندلعت مع القوات الإسرائيلية فى بلدة « بيت فوريك» فى مدينة نابلس. وإمعاناً فى تحدى القانون والشرائع الإنسانية منعت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى من دخول البلدة لإسعاف المصابين. وليس هذا بالغريب على الكيان الذى يسعى إلى إبادة الفلسطينيين إبادة جماعية.