رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيق مختوم

خصال السياسى المحتال كما يراها مكيافيلى فى كتابه الأمير تتجسد فى بنيامين نتانياهو، فهذا الثعلب العجوز  73 عاماً فاسد حتى النخاع ومع ذلك كسر الرقم القياسى كأطول رئيس وزراء جلس على سدة الحكم، فهذه ولايته السادسة وهو مازال يداهن ويخدع الجميع ويرقص برشاقة على كل الأحبال، حنكته السياسية أقنعت شرذمة الأحزاب الدينية بالتوحد فى حزب الصهيونية الدينية وتمرس هندسته الانتخابية ضمنت عدم تشتت أصواتهم كما كان يحدث فى السابق ليحصل هذا التجمع الوليد على 14 مقعدًا ليصبح ثالث أكبر قوة فى الكنيست فى مفاجأة من العيار الثقيل قلبت موازين المشهد السياسى راساً على عقب.

تتمتع حكومة «الملك بيبي» بأغلبية مريحة 63 مقعداً من أصل 120 وصفتها هارتس بأنها أكثر ثيوقراطية عنصرية متطرفة فى تاريخ إسرائيل، فهى تضم عتاة الإجرام أمثال  سموتريتش وآفى ماعوز وإيتمار بن غفير  مما استفز 300 حاخام أمريكى وقعوا على رسالة تحذر من أن هذه الحكومة سوف تتسبب فى ضرر لا يمكن إصلاحه للعلاقات مع يهود الشتات، فهى لعنة على قيم الديمقراطية لأنها تخطط لتقويض حقوق النساء والمثليين وضم الضفة الغربية والجمع بين السلطات بجعل المحكمة العليا تابعة للبرلمان، وهذا تحديدا ما يريده نتنياهو للفرار من سيف الملاحقة القضائية بتهم الفساد، وهو ما يستغله بن غفير جيداً، تنحدر عائلة هذا الإرهابى من أكراد العراق بدأ فى سن مبكر نشاطه الإجرامى فى حركة «كاخ» التى أسسها مائير كاهانا. وهى بالمناسبة الحركة اليهودية الوحيدة  فى قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة فى الولايات المتحدة وإسرائيل. لا يخجل  من أفكاره الشيطانيّة لذا يعلق فى منزله صورة باورخ جولدشتاين الذى قتل 29 فلسطينيا خلال صلاة الفجر فى الحرم الإبراهيمى 1994. قدمت ضده خمسون لائحة اتهام، ثمانية منها جنائية ومع كل هذا التاريخ المشين أصبح هذا المعتوه وزيراً للأمن القومي، حقاً إسرائيل واحة الديموقراطية فى صحراء الشرق الأوسط !! 

شعبيته الكاسحة فى أوساط المتطرفين ترجع إلى صراحته الفجة الممزوجة بغباء نادر، فهو يعتقد أن إسرائيل ليست دولة طبيعية وإنما مملكة توراتية صهيونية استعمارية لذا يدعم بشدة عنف المستوطنين، بل يدعو بوضوح للطرد القسرى للفلسطينيين ويناهض تأسيس دولة لهم ولا يكترث للقلق الأمريكى الخجول، فهو الوحيد الذى يهاجم إدارة بايدن علانية وبقسوة « هل بدأوا إدارة دولة إسرائيل رسمياً أننا لن نصبح جمهورية موز ولن نصبح ماعزا تقييد الحسابات المصرفية  للمستوطنين  هو تجاوز لخط أحمر لا ينبغى السماح به. مما أثار حفيظة بايدن الذى يلوم نفسه الآن بعدما غامر بشعبيته فى سنة انتخابية حاسمة من أجل أولئك الجاحدين والنتيجة جزاء سنمار مما أحرج الطبقة السياسية التى عبر عنها يائير لبيد زعيم المعارضة بعدما خرج عن شعوره»بن غفير مهرج خطير، فهؤلاء الأشخاص غير مؤهلين لإدارة البلاد، ومن سمح له بأن يكون وزيرًا للأمن القومى فقد عقله»

لا شك أن نتنياهو فى موقف لا يحسد عليه لأن ائتلاف حكومته على وشك الانهيار، فهو عالق بين كماشة الضغوط الدولية وشروط حليفه فى مجلس الحرب بينى جانتس وسندان بن غفير الرافض لوقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل الأسرى مع يحيى السنوار هذه هى لعبة الساحر الأخيرة، فهل يستطيع  الداهية إخراج حيلة جديدة من جراب الحاوى ينقذ بها نفسه من كآبة السجن، فساعة الحساب تدنو أكثر من ذى قبل، وستحصد كل الرؤوس الكبيرة لاسيما مع استمرار الفشل الميداني  بسبب الصمود الأسطورى للمقاومة التى لا تفجر أرتال الميركافا فقط وانما تفجر معها الخلافات الداخلية وتعمق الانقسامات الحادة التى تحدث تدميراً ذاتياً لعصابات تل أبيب. 

تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتي.