رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«رانـيا شوقي» أول مدربة تحطيب تحي فـنًا قتـاليًا فرعـونيًا

لاعبة التحطيب رانيا
لاعبة التحطيب رانيا مدحت

رانيا مدحت شوقي تقدم نموذجًا مغايرًا لبنات الصعيد، لم تمارس مُعلمة التربية الرياضية، تمردًا تقليديًا وهو السائد بين بنات جيلها اللاتي يتمردن على الواقع بأساليب متباينة. 

 غردت رانيا مدحت منفردة خارج السرب بطريقتها، لتدخل التاريخ كونها أول أنثي تمارس وتدرب لعبة العصا أو رياضة التحطيب الضاربة في عمق التاريخ المصري.

تقول لاعبة التحطيب لـ «الوفد» إن التحطيب رياضة فرعونية تعود زمنيًا إلى 5 آلاف سنة وتحديدًا في عصر الأسرة الخامسة الفرعونية، حيث تم اكتشاف مناظر تصور المصريين القدماء يمارسون تلك الرياضة بغرض الدفاع عن النفس.

لاعبة ومدربة التحطيب رانيا مدحت

 وكانت من الفنون القتالية التي يتدرب عليها المحاربين في الجيش المصري بغرض الدفاع عن النفس.

 وتضيف أن التحطيب تحوّل من رياضة قتالية للدفاع عن النفس، بمرور الزمن إلى لعبة شعبية تمارس في القري حيث انتقلت إلى الفلكلور كرقص شعبي يمارس في الاحتفالات الشعبية المتنوعة. 

درست رانيا مدحت بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط وهي الكلية التي كانت تتفق مع توجهاتها وهواياتها في حب الرياضة وممارستها منذ طفولتها.

مُطوّر التحطيب:

 وكان تعلّم رياضة التحطيب تحدي كبير لها، لأنها رياضة ذكورية، ولم يكن مألوفًا للإناث بممارستها أو تعلّمها.

 وإن كانت لم تجد معارضة من عائلتها في مركز صدفا بمحافظة أسيوط في تعلّم تلك اللعبة.

حتي واتتها الفرصة عندما رشحتها جمعية الصعيد للتربية والتنمية ـ مكتب محافظة أسيوط، لخوض دورة تدريبية في القاهرة.

 علي يد الدكتور عادل بولاد مطور رياضة التحطيب الفرعونية، وهو مصري أصول شامية وفُد جده الأكبر «حبيب بولاد» إلى مصر هربًا من مذابح العثمانيين في دمشق سنة 1860، وكان مهتمًا برياضة التحطيب وعمل على إحياءها. 

بعروض في متحف اللوفر في باريس ومحافل أخري بأوروبا ، كما عمل لمدة 5 سنوات مع اليونسكو في ملف تسجيل  «التحطيب بلعبة العصي» وتسجيل اللعبة ضمن التراث الإنساني. 

توضح رانيا مدحت أن عادل بولاد اكتشف خلال توثيقه لرياضة التحطيب من خلال دراسة  نماذج اللاعبين التقليدين الذي تعرّف علي أدائهم أنه كان أقرب إلى الفنون القتالية الآسيوية وأبعد ما يكون عن التوجه الاستعراضي الراقص.

وتبيّن أن التحطيب المعاصر الذي طوره «بولاد» هو عودة للجذور الأساسية للرياضة، وتضيف ما فعله الدكتور عادل بولاد هو هيكلة التحطيب التقليدي وابتكار منهج رياضي معاصر مستمد من تجربة الفنون القتالية اليابانية.

 فيما يتعلق بإدخال نظام التشكيلات، والزى الرياضي العصري، وإتاحة الفرصة للجنسين في ممارسة تلك الرياضة بعد أن كانت قاصرة على الرجال، وإضافة المبارزة الثنائية التقليدية لإحياء الأصل الفرعوني للرياضة في ميادين المعارك.

الدورة التدريبية

تدريب مكثف:

خاضت رانيا مدحت، تدريبًا لمدة شهر ضمن 12 فردًا، علي يد المدرب عادل بولاد وتنقلت بين القاهرة والمنيا، وحازت علي المركز الثاني كأفضل من حصلوا علي الدورة التدريبية.

 ورشحها مدربها لتخوض اختبار المدربين مع 5 أفراد آخرين، ونجحت  لتكون أول مدربة تحطيب معاصر مصرية معتمدة من مؤسس التحطيب المعاصر عادل بولاد. 

 لعبة التحطيب لعبة شعبية بالدرجة الأولي في الصعيد وتجذب العديد من الشباب وتقام حلقات كبيرة لممارسة اللعبة في التجمعات الموسمية وتكون في الغالب في الاحتفالات الشعبية بموالد الأولياء والمهرجانات الشعبية في الساحات الكبرى في القري.

 ما موقف فتاة أسيوط من المشاركة في مثل تلك المحافل؟!

 تقول رانيا مدحت، إنها لا تمانع في أن تمارس اللعبة أمام الرجال في حلقات كبيرة وأنها كانت الفتاة الأولي التي تمارس اللعبة أمام الرجال وتتغلب عليهم، وهي لديها رسالة من إتقانها لتلك الرياضة وهي تعزيز الهوية المصرية بنشر رياضة التحطيب الفرعونية لكل المصريين.

 وتنوه رانيا مدحت، أن التحطيب رياضة مقرونة بالضرورة بالشهامة والشموخ والأخلاق وهي من ثوابت الشخصية المصرية.