رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

التصريحات التى أدلى بها جون كيربى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى خلال الساعات الماضية حول المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لم تمر مرور الكرام.. والبيان العاجل الذى أصدرته الخارجية السعودية تعقيبا على تلك التصريحات يؤكد أهمية الحدث والحديث الدائر حول تلك القضية.

قال كيربى للصحفيين إن إدارة الرئيس بايدن تلقت ردًا إيجابيًا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بينهما.. تصريحات كيربى المقتضبة جاءت فى أعقاب الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى بلينكن إلى السعودية ولقائه ولى العهد السعودى محمد بن سلمان ومن هنا جاءت أهمية هذه التصريحات.

الغريب أن كيربى ألقى بهذا التصريح الذى لا يتعدى بضع كلمات ولم يتطرق إلى أى شرح أو توضيح أو الدخول فى تفاصيل وهو ما تسبب فى غياب المضمون وجوهر القضية.. وهو ما أثار العديد من التساؤلات فى أعقاب الإدلاء بهذه التصريحات.

وحسنا فعلت الخارجية السعودية.. فقد أصدرت المملكة بيانًا عاجلًا صدر فى ساعة متأخرة ليضع النقاط فوق الحروف ويؤكد الثوابت التى تحكم سياسة المملكة فى هذا الخصوص.. وإن جاز لى أن أكتب عنوانًا لهذا البيان فيكون المواقف الثابتة للملكة.. فقد صدر البيان ليؤكد الثوابت ويشرح التفاصيل ويشير إلى جوهر القضية ويتطرق إلى المحددات الرئيسية.. حمل البيان ردًا فوريًا على الأسئلة التى ترددت فى أذهان الجميع.

بيان الخارجية السعودية تطرق صراحة إلى تصريحات كيربى حيث أشار فى سطوره الأولى إلى أن البيان يأتى بخصوص المناقشات الجارية بين السعودية والولايات المتحدة حول مسار السلام العربى الإسرائيلى وفى ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى بهذا الشأن.. أى أن البيان معنى بما قاله كيربى وبما ردده حول هذا الموضوع.

كانت البداية حول الموقف الثابت للملكة من القضية حيث أكد البيان أن موقف السعودية كان–ولا يزال–ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية ولا يزال هنا تؤكد أن الموقف ثابت من الماضى إلى الحاضر لا يتبدل ولا يتغير، وحدد البيان الثوابت بضرورة حصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة، وتطرق البيان إلى تفاصيل المناقشات الجارية، حيث أشار إلى قيام المملكة بإبلاغ موقفها الثابت من القضية إلى الإدارة الأمريكية وهو أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلى من القطاع.

لقد جاء البيان متسقًا مع المبادرة السعودية التى أشاد بها العالم من قبل وصدر بعبارات قوية واضحة تحمل دلالات إشارات عميقة، وتطرق إلى تفاصيل ومناقشات دبلوماسية رفيعة المستوى.

البيان أكد قوة المملكة وتمسكها بالثوابت سواء كان ذلك فى الغرف المغلقة أو فى التصريحات العلنية.

إن حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا بوحدة الصف العربى وفى مقدمة ذلك قوة وصلابة محور القاهرة الرياض والحديث عن غير ذلك لن يفيد.