رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

على غير ما يميز الموقف المصرى القوى، فى التصدى والإدانة اليومية، لما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلى، من مذابح وتدمير ممنهج فى قطاع غزة، وعلى امتداد الأراضى الفلسطينية أيضًا، تذكرت تصريحا ساخنا للرئيس التركى رجب طيب أردوجان، قاله خلال أحد أيام الشهر الأول للحرب، وكان يقارن بين ما تفعله إسرائيل فى غزة، وبين ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية وقت غزوها العراق، فى عام 2003، والرابط بين البلدين الترويج لمعلومات مضللة، بهدف التبرير لجرائم الحرب، تلك التى قتلت 100 ألف هناك فى العراق من 20 عامًا، وما يجرى حاليا من أعمال قتل، تجاوزت الـ27 ألفا فى غزة. 

< وفى الحالتين.. الأمريكية، كان الكلام عن المزاعم الملفقة عن أسلحة دمار شامل، كانت «واشنطن» تصر على أنها بحوزة النظام العراقى.. والإسرائيلية، ركز الكلام على أكاذيب، كانت تتعمد «تل أبيب» على الترويج لها، ومن دون مشروعية أممية، ومن دون أى تفويض دولى، الأمر الذى يجعل من البلدين- أمريكا وإسرائيل- ليستا مجرد شبيهين فى العدوان، بقدر ما يمكن أن نعتبر أنهما شركاء حرب، وحتى لا نبتعد عن الحقيقة فى هذا الاتهام، فإن التاريخ البعيد والقريب، يسجل العديد من الجرائم البشعة، التى ارتكبها جيشا البلدين فى العراق وغزة، بخلاف العمليات العسكرية التى تقتل أبرياء، إما فى سوريا أو اليمن.. إلح، بفعل الآلة الحربية الأمريكية. 

< الوثائق تذكرنا بواحدة من أكبر جرائم الحرب، ارتكبها الجيش الأمريكى، فى 27 فبراير 1991، عندما تجرد الرئيس الأمريكى جورج بوش «الأب».. أولا من أى أخلاقيات إنسانية.. وثانيا من أى التزام قانونى أو تفويض دولى، وقت أن طلب من الطيران الحربى، محاصرة مركبات الجيش العراقى عند منفذ «العبدلى»، على الحدود العراقية - الكويتية، وعلى الطريق المؤدية إلى مدينة البصرة، وهى فى طريق عودتها بعد قرار الرئيس صدام حسين بالانسحاب من الكويت، استجابة لقرار الأمم المتحدة «الرقم 1660»، وكانت النهاية المأساوية لما عرفت بـ»حرب الخليج الثانية»، وانتهت بمقتل 11 ألف عراقى، من الجنود والمدنيين الذين غادروا الكويت. 

< ثم يأتى من بعده، «الابن» جورج بوش، ويتوج جريمة «الأب» جورج بوش، ويدجج العالم كله ضد النظام العراقى، بأكذوبة امتلاك أسلحة دمار شامل، وبنفس رعونة الرئيس «الأب»، يتخذ الرئيس «الابن» قرار غزو العراق، دونما الرجوع للأمم المتحدة، أو حتى الأخذ بتقارير لجان التفتيش، الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلنت أنها لم تعثر على مثل هذه الأسلحة، ومع ذلك كان العدوان على «بغداد»، فجر الـ20 من مارس 2003، فى حرب فرضت زورا على العراقيين، انتهت بتدمير شامل للبنية العراقية، وحصدت أرواح أكثر من 100 ألف من المدنيين الأبرياء، الذين دفعوا ثمن كذبة أمريكية، عن أسلحة لم يمتلكها العراق على الإطلاق. 

< بنفس الذرائع والأساليب، ترتكب شريك الحرب «إسرائيل» جرائم الحرب، وتاريخها الأسود -غير مجازر غزة- يسجل مجزرتين فى قرية «قانا» جنوب لبنان، الأولى.. فى 18 إبريل 1996، عندما قصف جيش الاحتلال، مقر قوات الأمم المتحدة وقتل 100 مدنى، كانوا لجأوا إليه هربا من «عناقيد الغضب» على لبنان، ثم كانت المجزرة الثانية، فى 30 يوليو 2006، وقُتِل فيها حوالى 55 نصفهم من الأطفال.. وهكذا يتواصل تاريخ الأكاذيب والتبريرات الإسرائيلية المضللة، مع سجل نظيرتها الأمريكية عن المجازر التى ترتكب حول العالم، فى تحد سافر وغير مسبوق للقوانين الدولية، وكما تجرى الآن من دون توقف.. إسرائيل تضرب فى غزة، وأمريكا تضرب فى اليمن.