رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنتظر يوم 14 فبراير 2024، ليس للاحتفال بعيد الحب فقط، ولكن لأرى كيف يكون الحلم حقيقة، ومجسد فى دار الأوبرا المصرية، أنتظر أن يطل علينا الفنان القدير محمد الحلو ضيفاً على صديق عمره الفنان «الوطني» على الحجار ليشدو روائع موسيقار الأجيال العبقرى محمد عبد الوهاب فى أولى سلسلة الحلم «100 سنة غنا».

بالأمس القريب حدثت حالة من الانبهار لما يقدمه البعض من مهرجانات يستقطبون فيها بعض النجوم ولا يعلمون أن معظم النجوم قد علقت فى السماء وقل من يكون نجماً على الأرض فى أيامنا تلك، النجم ليس صوتاً ولا أداء ولا مهارة، بل وطنية قبل كل شيء، تعرفه بمجرد أن تسمع صوته، فلو تحدث وشكر بداياته الأولى وهى مصر، كان فيه رمق من وطنية، ولو اجتهد ودافع وقدم حياته لأجل بلده، كل فى مجاله، لأصبح قدوة يشار إليها، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه نجمًا.

بالأمس أيضاً كان حلماً وبالقريب العاجل يصبح حقيقة نراه، وكلنا لهفة لأولى حفلاته، مشروع «100 سنة غنا» هو مشروع وطنى يهدف للحفاظ على تراث مصر الفني، متمثل فى عباقرة التلحين والغناء عبر 100 عام مضت، ربما البعض منهم لا يحمل الجنسية المصرية، ولكن بدياته ونجوميته كانت فى مصر، فحق علينا ان نحتفى به وهو من رضى بنا وطنا، منهم من أوصى أن يدفن فى تراب مصر ليختلط جسده بتربتها الغالية.

جمعنى لقاء مع الفنان «الوطني» على الحجار، تحدثنا عن الحلم كيف كانت بداياته، ذكر أن الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق تحمس لفكرة المشروع، ولكن تعطل تنفيذه لبضع سنوات، لم ييأس، بل عاود طرح الفكرة منذ خمس سنوات، حتى حدث الاتصال التليفونى من وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني، وإعطاءه الضوء الأخضر لمشروعه، بدأ أولى جلسات تحضير أولى سلسلة متكاملة من الحفلات.

وعن ضيف الحفل الفنان الكبير محمد الحلو، قال «الحجار» إن العلاقة ترتبط بينهما يوم أن تقدما للجنة الإذاعة، أصبحا رفيقي درب طويل، عندما علم «الحلو» بالبدء فى جلسات أولى حفلات المشروع، بادر بالاتصال عارضاً مشاركته طواعية لصديق عمره، وهو ما أثلج صدره كثيراً، محمد الحلو ليس مطربا كبيرا، بل هو قدوة إيضاً، تضعه بجوار على الحجار ومحمد ثروت وغيرهم ليشكلوا ماسات تاج الطرب الأصيل لعصرنا الحالي.

ليس كل مشروع يتكلل بالنجاح والاستمرار إلا إذا وجد الدعم من ثلاثة، الأول الدولة وهى بالفعل تدعم قدر إمكانياتها، والثانى رجال الصناعة والأعمال وكل المهتمين والوطنيين فى الحفاظ على تراثنا المصرى الأصيل، والثالث هو من يبحث عن فرصة فى مجال الطرب أو من وجدها وعلا شأنه أو من أصبح فى مقام شيخ من شيوخ الطرب أن يشاركوا فى تلك الملحمة الوطنية.

كنت أريد أن أساله لماذا لم ينشأ أكاديمية يعلم فيها الطرب لمن يريد وبالمقابل، فاجأنى قبل أن أسأله بقوله إنه منذ الصغر كان يجد والده المرحوم الفنان إبراهيم الحجار يفتح ذراعيه لكل من يريد التعلم، ويقدم له من خبرته دون مقابل، لذلك فهو أيضا وضع فى ذلك المشروع مالاً مما جمعه خلال عمره ليكون سنداً ودافعاً لاستكمال ظهور المشروع، وأيضا سوف يكون المشروع فرصة لتقديم مواهب جديدة تستكمل مسيرة الفن المصرى وهو هدف أساسى فى المشروع.

خيراً فعل الفنان الكبير على الحجار ليس فقط بدعوته لمشروع «100 سنة غنا» ولكن لأنه لم ييأس يوماً فى تنفيذ حلمه فى الحفاظ على تراث مصر من محاولات العبث التى تدور حوله، فقد قدم درساً لكل مصرى غيور، ليس لكل فنان أو مطرب فقط بل كل وطني، بدفاعه عن تراث وطنه والإصرار على تحقيق مشروعه.

أخيراً.. من يريد أن يبنى فعليه أن يختار الأحجار بعناية لبنائه، وزارة الثقافة تضع حجراً، وسوف نرى يوم 14 فبراير «الحلو» يضع حجراً، والأوبرا وكل العازفين والمشاركين فى الحفل يضعون حجراً، وننتظر رجال الصناعة والأعمال والمهتمين ان يساهموا بأحجارهم، كلنا ننتظر ان يستكمل المبنى أحجاره ليكتمل ويكون هدية لمصر عبر «100 سنة غنا».

شكرا «الحجار» جامع أحجار قصر الطرب المصرى الأصيل.

[email protected]