رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيلم جوليا روبرتس وسام إسماعيل» اترك هذا العالم خلفك، « عن رواية بذات الاسم لأدب نهاية العالم إنتاج 2023 وإخراج سام إسماعيل يتعرض لقضية هامة وخطيرة تهدد مستقبل وحياة البشرية والحضارة فى كل أرجاء المعمورة ألا وهى تحكم مجموعة من البشر بصورة خفية فى مصير هذا العالم أجمع.. وكأن الشعوب بدأت تدرك فظاعة وبشاعة ما يحيط بها وأنها قد صارت مهددة بالفناء والدمار حيث هؤلاء المجموعة المستترة من رجال المال والسلاح والتكنولوجيا يحركون العالم والبشر ويفتعلون الحروب وينشرون الأوبئة والأمراض، ويدعون أنهم يملكون التكنولوجيا والإعلام ومع هذا يستخدمون علومهم وحضارتهم فى تحريك المنظمات والميليشيات المسلحة لتهديد الدول والحكومات... تبدأ أحداث الفيلم بأن تختار البطلة «أماندا» قصرًا فخمًا فى أحد المنتجعات وتقرر أن تأخذ عائلتها وزوجها إلى هناك دون سابق ترتيب وتفاجئ الجميع بالمكان والزمان لرغبتها فى الهروب من صخب الحياة فى المدينة وضغوط العمل وتوتر العلاقة مع زوجها.. وفى أول يوم على شاطئ المنتجع تظهر سفينة فى عرض البحر وقد فقدت السيطرة على أجهزة التحكم الإلكترونية وتقترب من الشاطئ وتضرب المصطافين والبيوت وتتصاعد أحداث التشويق والإثارة مع الإعلان عن توقف شبكات الإنترنت فى العالم بسبب هجوم سيبرانى من قبل بعض الإرهابيين.. وفى منتصف الليل يدق الباب فإذا برجل أسمر وابنته يدعون أنهم أصحاب المنزل ولظروف طارئة عليهم كان عليهم الرجوع والإقامة فى المنزل وإلغاء التعاقد مع العائلة المستأجرة.. وتبدأ خيوط التشابك والخوف والشك والإثارة فى التداخل وتتوتر الأجواء حين يتوقف الإرسال والبث التليفزيونى والفضائى وتظهر مجموعات من الغزلان تتحرك صوب المنزل المفتوح على غابة صديقة البيئة.. ويخرج الزوج باحثا عن الطعام ولكنه يفاجئ بالصمت المريب وعدم وجود حياة وتم غلق كل الطرق وتنشق السماء عن طائرة تلقى بمنشورات حمراء مكتوبة بالعربية «الموت لأمريكا» عبارة تدل على أن مرتكبى هذا الهجوم السيبرانى هم العرب المسلمون الإرهابيون، ولكن نفاجأ بأحد المارة يستغيث طالبا العون يقول أنه تلقى منشورات بالكورى وأخرى بالفارسى والروسي ... فإذا بالرجل الأسمر يقول أصبح لأمريكا أعداء كثر جميعهم يودون القضاء علينا لأننا ظلمنا وقتلنا وأسأنا إلى العالم أجمع.. وتنكشف الحقائق حين يخبر الرجل الأسمر الزوجة التى أستأجرت المنزل أن هناك سرا خطيرا أخبره به أحد القادة العسكريين الكبار فى لحظة صفاء بعد احتساء الخمر وبداية صداقة غريبة بينهما؛ ألا وهى أنه وأصدقاء آخرون سوف يقررون الحرب على العالم وتدمير البشرية لإقامة حياة جديدة، لهذا حفروا ملاجئ وأنفاقا تحت القصور الكبرى مثل « القصر الأبيض» لأغنى وأقوى عائلة «ثرون» فى إشارة إلى البيت الأبيض حيث كل سبل الحياة متوفرة من طعام وأمن وإنترنت وفن وثقافة.. تهرب الابنة الصغيرة إلى البرية حتى تجد البيت الأبيض وتدخل النفق لتأكل وتشرب وتشاهد مسلسلها الرومانسى المفضل «الأصدقاء».. وقبل هذا تكون البطلة فى حوار مع ابنة الرجل الأسمر التى تخبرها أن البشر يكرهون ويبغضون بعضهم البعض ويتنافسون ويتناحرون وهذا سبب الدمار والكوارث وأن عليهم أن يراجعون أنفسهم وسلوكهم ومواقفهم ويعيدوا الحب والتسامح والرحمة بينهم.. وينتهى الفيلم بتحول الغزلان إلى حيوانات متوحشة تهاجم العائلتين ومرض الابن وضياع الصغيرة داخل الملجأ وبداية الحرب الإلكترونية التى شلت حركة جميع الأجهزة فى العالم.. رسالة الفن أقوى رسالة ونحن علينا أن ندرك أن العالم قد استيقظ على ما يحاك للبشرية وأن المتحكم فى البشر قد أعلنها حربًا مدوية ولا ملجأ إلا العودة إلى الإنسانية وإلى الشعوب وإلى الخالق عز وجل.