عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

كأى مصرى أتابع بشغف فعاليات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا فى كوت ديفوار، مارثون كبير، ودراما حقيقية، وشجاعة وبطولة لأبناء مصر، أوصلتنا إلى دور الـ16، لم يخطر فى ذهنى وأنا أكتب عن سلسلة القوى الأمين، أنا أتطرق إلى لاعب كرة ولكن وجدت نفسى أمام التزام أدبى وأخلاقى، ومن باب الساكت عن الحق شيطان أخرس، قررت ألا أصمت ولا اسكت وأكتب عن كابتن وقائد منتخب مصر ونجم ليفربول النجم محمد صلاح.

رصدت الهجوم الكبير الذى شنه قلة من بعض المحللين الرياضيين حاولوا جاهدين إثارة البعض من الجماهير المصرية على النجم العالمى محمد صلاح، بدواعٍ مختلفة، منها التقصير وادعاء الإصابة وغيره من الادعاءات الكاذبة، رغم أنها رؤى فنية بحتة، أولى بها مدربوه والمتخصصون، وليس العوام، أتفهم الغيرة الكبيرة من المصريين على بلدهم و منتخبهم، ولكن لماذا أدمن المصريون جلد الذات، لماذا نريد إطفاء أى شعاع أمل للأجيال القادمة و«جلد الذات» لمن لا يعلم، هو مصطلح نفسى يحمل جزءا معنويا وآخر ماديا، المعنى المعنوى هو المبالغة فى انتقاد الشخص لذاته ولومه لنفسه وتأنيبه لها لارتكابه سلوكيات خاطئة، أما المعنى المادى فهو إلحاق الأذى بنفسه متعمدًا، فالسؤال لماذا نريد إلحاق الأذى بأنفسنا دون أن نشعر.

أتوقع منك عزيزى القارئ أن تخالفنى الرأى فالخلاف رحمة ولكن، أدعوك لإطلاق العنان لتفكيرك، هل تعلم مسيرة محمد صلاح القاسية، التى ذاق خلالها الأمرين، من شاب بسيط من قرية نجريج بمركز بسيون، التابعة لمحافظة الغربية، وكيف كان يسافر إلى القاهرة مستقلا قطار الدرجة الثالثة أو الميكروباص، لم يبحث عن شيء سوى الأمل الذى اجتهد فيه من أجل بناء ذاته وتحقيق طموحاته، وهو الأمر الذى ساهم بشكل كبير إلى رفع اسم مصر عالياً فى كافة المحافل الرياضية الدولية حتى لقبه الأوربيون Egyptian king..

ألم يخطر فى بال أحد من مهاجمى صلاح كم عانى هذا الشاب المصرى إلى أن توج بجائزة جلوب سوكر 2022 لأفضل لاعب فى العالم بتصويت الجماهير:  وجائزة القدم الذهبية: 2021. وجائزة أفضل لاعب فى قارة إفريقيا المقدمة من الاتحاد الدولى لتاريخ وإحصاءات كرة القدم: 2021. وجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز المقدمة من بى بى سي: 2021 وحصل صلاح على الحذاء الذهبى الثالث له، وجوائز أخرى لا يسع المجال بكتابتها.

بالمنطق وبالورقة والقلم، صنع صلاح لنفسه وبلده وللمصريين ما لم يفعله غيره على مر التاريخ، صنع صلاح لوطنه «الأمل» ليكون نموذجا لكل شاب مصرى، تجربة صلاح رسخت قاعدة أننا نستطيع أن نصل العالمية إذا تسلح الإنسان بالأدوات التى تسلح بها صلاح، أدوات جميعها شخصية، التزام، إخلاص، البعد عن النزوات، الصبر، وفوق هذا وذاك الثقة بالنفس والتشبث بالأمل، فمصر بها 105 ملايين محمد صلاح قادرون على تكرار إنجازاته كل فى مجاله إذا ما ساروا على نفس النهج والمنوال.

أرجوكم لا تغتالوا الأمل بدعوات هدامة ودعونا نشد على يديه للوصول إلى أعلى منصات التتويج، وعلى الجانب الآخر هناك رجال فى المنتخب يساوون صلاح فى الموهبة قادرون على العبور والوصول إلى منصة تتويج كأس الأمم الإفريقية.

بقى أن أؤكد أن صلاح يستحق أن يكون ضمن قائمة الشرف لـ«القوى الأمين»، الذى ذكره الله فى كتابه العزيز، «إن خير من استأجرت القوى الأمين»، فصلاح ليس وزيرا ولا رئيس نادى ولكن شاب آمن بأن العمل هو سبيل النجاح، وتفوق على نفسه وأصبح لدينا Egyptian king محمد صلاح.

لن أمل فى البحث عن القوى الأمين الذى يذخر بهم الوطن كنماذج تستحق منا كل تحيه إجلال وإكبار وتقدير منا ومن وطنهم الغالى مصر.

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية

المحامى بالنقض

عضو مجلس الشيوخ