عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

تعد الدراما من أهم القوالب الفنية التى يمكنها تناول الظواهر الاجتماعية المختلفة فى المجتمع المصري، والدراما باعتبارها عملًا أو حركة أو حدثًا فهى محاكاة؛ لأن المحاكاة تشمل العمل والحركة والحدث. والحقيقة، إن الدراما تتضمن الفعل والمشاهدة، فهى تتألف من شقين اثنين؛ هما: عمل المؤلف، وعملية التجسيد للشخصيات والأحداث والأفعال، والأهم من ذلك كله تجسيد العلاقات. 

ومن هذه العلاقات التى قد تعبر عنها الدراما، بوجه عام، ومسلسلات التليفزيون، بوجه خاص، العلاقة بين الطبقات الاجتماعية؛ إذ يتباين أعضاء كل مجتمع بناء على عدد من المتميزات الاجتماعية؛ كالمهنة والملكية والمال، إلى جانب العادات والاهتمامات والمنجزات الثقافية، كما يتباين هؤلاء أيضًا فى الأذواق والقيم والمعتقدات، وسمات أخرى تُكتسب أثناء ممارسة الحياة الاجتماعية.

وتقيم المجتمعات وزنًا لهذه الاختلافات، لتصبح فيما بعد أساسًا مهمًا تعتمد عليه الأوضاع الاجتماعية من خلال تحديد الواجبات المختلفة فى تنظيم وجوه النشاط الاجتماعى وأنماط الحياة اليومية؛ فيما يسمى بالطبقات الاجتماعية. وتتعدد التنصيفات الاجتماعية لهذه الطبقات وتتنوع، بل وتختلف باختلاف أبعاد القياس التى يقوم عليها كل تصنيف؛ إذ يتم تصنيفها من حيث البعد الاقتصادي، ومن حيث بعد القوة، ومن حيث البعد المهني، لكن حجم التداخل بين هذه الأبعاد قد تزايد بشكل ملحوظ ليأخذ منحى جديدًا يقوم على المزج بين الأبعاد الثلاثة، وبما يتفق وطبيعة الأوضاع الاجتماعية.

ومع وجود الطبقات الاجتماعية وتباينها، ظهرت نظرية الصراع الطبقي؛ والتى تنظر إلى المجتمع وتحلله فى ضوء الصراع بين المصالح المختلفة والمتعارضة أحيانًا، حيث ترى هذه النظرية الصراع بين الطبقات الاجتماعية ضروريًا ولازمًا للتطور الاجتماعي، وقد يكون هذا الصراع داخل الطبقة الواحدة، أى أنه صراع من نوع معين يظهر داخل وحدة اجتماعية معينة، وليس صراعًا على المستوى الأفقى الذى يمتد فى شرائح المجتمع المختلفة، وقد يكون هذا الصراع بين الطبقات الاجتماعية فى ضوء الغايات والأهداف التى يحددها النسق الكلى للمجتمع.

وفى إطار ما تحظى به الدراما لدى الجمهور من كثافة مشاهدة مرتفعة، فإن التوظيف الثقافى للدلالات السيميولوجية التى تقدمها دراما التليفزيون للعلاقات بين هذه الطبقات الاجتماعية بما يُشكل أبنية سيميولوجية مليئة بالمعانى والدلالات الرمزية، قد يعكس صورة متحيزة تسهم، بشكل كبير، فى تعميق الصراع بين هذه الطبقات بما يخالف الواقع؛ ومن ثم فإن البناء المحكم والتصميم الدقيق لتلك العلاقات قد يكون من أهم مقومات نجاح ما تقدمه هذه الدراما.

وفى هذا الإطار فإن استخدام الرموز فى تشكيل البناء الدلالى الذى تعكسه الدراما لا بد أن يتم فى إطار من المسئولية الاجتماعية؛ فاتساع مجال الحرية الذى تتيحه الوسيلة فى نشر  المضامين المتنوعة وتداولها لا يجب إساءة توظيفه فى استخدام الرموز التى تقدم دلالات تتعارض وثقافة المجتمع، وهذا ما يوجه الأنظار إلى ضرورة الاهتمام بالتربية من أجل استخدام أفضل لوسائل الإعلام.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة