عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صحتك فى أمان

إياك أن تتعجل الإجابة فلا يقصد الكاتب هنا الأمراض العادية والتى نعرفها، بل يقصد الأمراض التى خُلق الموتُ من أجلها، ولأجلها كان العذاب، فالموت خُلق من أجل أن يستأصل أمراضاً لا حيلة لنا بها، فلا يبقى له ذكر، ولأننا حتى الآن لم نعرف إنساناً تكبّر على الموت أو استطاع منه فكاكاً أو رده، بل إن هناك من الناس من ظن بُعده وهو كان أقرب إليه من حيث لا يدري. 

والعلاقة بين المرض والموت علاقة غير معلومة وإن كان التفقه فيهما مطلوب، فالإفتاء فيهما غير مرغوب فهناك أمراضاً لا نعلمها حتى الان وبطبيعة الحال الموت لا فقه لنا فيها. 

وما زلت أذكر زميلاً حدثت له حادثة فى سيارته ولكنه خرج منها سليماً تماماً وأجرى بعض الاتصالات لكى يطمئن الذى تأخر عليهم فى الشغل، ولكنه نسى أو لم يعرف أن الموت قد أتى وساعته حانت وكان الموت بجانبه ولم يتركه وإن كان لم يمت لحظتها فى حادث السيارة فقد  كُتب أنه مع الموتى فى هذا «الحين» وليس فى هذا المكان فسيدركه الموت دون مبرر ودون استئذان ولذلك بعد أن عاد الى بيته نام فلم يقم وأنا كنت أعرفه جيداً وأعرف أنه مثلى فى العمل ينتقل من هنا إلى هناك بحثاً عن الرزق وقد يحدث لنا ما حدث له فلذلك لا تتعجب من موت الصالحين وتتعجب من استمرار ظالمين فلا نملك لذلك أى اجابة الا قول الله سبحانه وتعالى «أَينَمَا تَكُونُواْ يُدرِككُّمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم فِى بُرُوج مُّشَيَّدَة وَإِن تُصِبهُم حَسَنَة يَقُولُواْ هَذِهِ مِن عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبهُم سَيِّئَة يَقُولُواْ هَذِهِ مِن عِندِكَ قُل كُلّ مِّن عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ لقَومِ لَا يَكَادُونَ يَفقَهُونَ حَدِيثًا».

أمراض الخسة والنذالة: 

فهناك من الأمراض ما لم يتم تصنيفه أو كتابته أو ذكره حتى الآن وهناك من الأمراض ما لا يظهر على صاحبه فهو دفين فى عقله أو فى جسده ولا يظهر فى صورة حرارة أو التهاب ولكن عين المؤمن تستطيع أن تقرأ وجهه وتجد الكراهية فى نبرات صوته أو على الجبين الذى لا يكذب. 

وقد يسأل سائل ما علاقة المقالات الطبية بالموت إن كان الأخير غير معلوم وأجيبه أننا فى بعض الأمراض نجد أن المريض يسلك مسلكاً عكسياً مع العلاج وفى العلاج كأنه يريد أن يدمر نفسه أو يضر نفسه. 

وما زلت أذكر طبيباً أخطأ فى حقى كثيراً ثم أصابه المرض وجلس فى بيته لا يراه أحد وطلب منى البعض أن أذهب إليه ولكننى كنت أرفض لما فعله بى ولى ولكن يوماً ما صليت العصر ثم ساقتنى قدماى إلى بيته فسلمت عليه وقبلت رأسه دون كلام آخر وتمنيت له الشفاء وكان هذا آخر لقاء ثم توفاه الله ولا أعرف لماذا يأتى الانسان ليعتذر متأخراً فى أغلب أحواله ولا أعرف لماذا يصر الناس على أذى الآخرين دون مبرر ثم يطلبون منهم أن يسامحوهم ولعل هكذا هى الدنيا؟؟ 

أسئلة أخرى عن الأمراض التى لا تموت فأين موقع الأذى فى العقل وأين يكون بعد أين يموت الناس؟ هل يتبخر أم يتنقل الى آخرين أم تراه يُورث مع المال والمتاع والخوف كل الخوف أن تورث هذه الأمراض فتنقل من جيل الى جيل وتضيف الى الأمراض الوراثية «لستة» أخرى من الأمراض التى لا طاقة لنا بعلاجها.

ويقول العارفون بالموت إنه لمقيت وإن ظننت أنك عنه بعيد لست بسعيد ولا تكن للموت عنيد فإنه شديد وفيه ألمٌ وشراب صديد لكل صنديد.

 

استشارى القلب  -  معهد القلب

[email protected]