رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

أمس، تم افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٥، لتعيش القاهرة هذه الأيام العرس الثقافى السنوى، ما حدا بى أن أتكلم عن الكتاب وأهميته ومدخل حب القراءة.. ولأن العلم إحدى وسائله «القراءة».. و«الخبرة» تخرج من رحم الحياة.. والحكمة مبلغ «الخبرة والقراءة معًا»؛ من هنا تأتى أهمية القراءة التى لا يَجهلها أحد، ولا يُجادل فى ضَرورتها إنسان، فهى سلم العلماء، ووجهة النبغاء، وبوابة الثقافة والمعرفة، بها يرتقى الصبى مراتب الكبار.. وبدونها ينحدر الرجل لمجالس الصبيان، وأهميتها للفرد لا تحصى، فهى كبسولة تخفيف الضغط، ومنح الهدوء، واكتساب المعرفة، فهى الطاردة لطاقة الإنسان السلبية، المخففة من التوترات العصبية، وهى سلة الاكتئاب ترمى بداخلها الهموم الحياتية، تسرق الوقت لتعطيك أوقاتًا، وأهميتها للمجتمع لا تعد، وهى الرافعة للمستوى التوعوى لهذه الأمة، ومستواها الثقافى، وبالتالى الاقتصادى، فتكون فى مقدمة الأمم.

فالقراءة ميزان الإنسان، وبناء الشخصية، وأداة التقييم والاعتبار، وكان الفيلسوف أرسطو عندما يريد أن يحكم على أى إنسان يجهل شخصيته يسأله مستدرجًا إياه: كم كتابًا قرأت.. ولمن قرأت؟ لتتكشف له شخصية هذا الشخص تباعًا.

ولا بد من الاهتمام بالقراءة بداية من مرحلة ما قبل الابتدائية، بإعدادنا- نحن الدولة والأسرة على السواء- برامج لتحبيب الطفل فى القراءة، ولو بإمكانيات بسيطة، وتوجيهه والسيطرة على استخدامات التكنولوجيا ذات الحدين، وتخصيص بعض الوقت لها لا جلّه.. وأنصح بعدم الانغماس فى المناهج التعليمية على حساب أولى درجات سلم حب القراءة للطفل.. وهو الاطلاع الحر للنشء.. بداية من الحكى المبسط للأطفال.. الذى يكون بأسلوب التشويق لهم.

ومن دواعى سرورى أن يقع اختيار اسم الكاتب يعقوب الشارونى شخصية معرض كتاب الطفل هذا العام لما له من باع كبير فى أدب الطفل تخطى عشرات السنين وعلى يدى الرجل اشتدت سواعد كثير من النشء وتربت على كتبه، قراءة وثقافة ووعيًا أجيال تبعتها أجيال فأجيال.

ولأن الله تعالى نهانا قائلًا: «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ» والآية أشمل وأعم من السياق الذى نزلت فيه كان لزامًا عليّ أن أسند الفضل فى حبى للقراءة واختراق مهنة الصحافة لأخى الأكبر المستشار عاطف عبداللطيف، ولصديقى وزميل «الدكة» الدكتور إبراهيم عبدالغفار والأستاذ بكلية الطب، وكانا يحثانى على كثرة القراءة وحب الاطلاع.. لمَ لا وهى أحد أسباب بناء الشخصية، ومفتاح العمل طالما اقترنت بالعلم والتخصص.

إذن فالأسرة والمجتمع يقع عليهما عبء مسار التنمية الفكرية للطفل واشتداد سواعد شخصيته، والمضى قدمًا فى عملية بناء المجتمع التى تبدأ بنواة المجتمع ومفرداتها التى تبدأ بالطفل.

اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.