رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

كيف تعيش وسط هذا العالم  دون أن تملك ارادتك.. إنها المعادلة الصعبة التى توصلت إليها بعض الدول التى تظن معادلات الرياضيات  أنها صغيرة وضعيفة ولكنها فى الواقع امتلكت إرادتها فأثبتت لهذا العالم الشرس أنها تستطيع المواجهة بل وتغيير المعادلة وقلب موازين القوى.. وهذا واقع وليست كلمات حماسة أو استرسال.. الواقع يقول إن اليمن عندما خرجت من حظيرة الولايات المتحدة وحلفائها بل وحتى حظيرة إيران وحلفائها وامتلكت إرادتها لنصرة إخوانهم فى فلسطين حركت العالم وهزته ونعنى الإرادة ليس فقط  السلاح والدواء وإنما التحرك والتحدى بقوة دون النظر إلى حسابات القوة والعتاد أنها تمتلك العقيدة التى هى منبع الإرادة والقوة.. تأمل الولايات المتحدة الأمريكية التى يخشاها العالم، تأتى دولة صغيرة الامكانيات  «اليمن « ترعب الجميع وتتحرك من أجلها القواعد الأمريكية لمجرد أنها خرجت عن حظيرتهم بل وتعترف امريكا أنها عرضت عليها مساومات واغراءات ولكن رفضت والغريب أيضا أن إيران أيضا والتى كانت تظن أنها صاحبة الولاية عليها طلبت منها التوقف عن تهديد السفن فى البحر الأحمر لمنعها من خدمة إسرائيل إلا أنها رفضت أيضا وتحدت العالم بأسلحة أفقر مما تمتلكه الولايات الأمريكية.. وانطلقت الصواريخ اليمنية تستهدف حتى السفن الأمريكية والولايات المتحدة الأمريكية لاتصدق ما يفعل بها، وفى تحد صارخ  يستهدف اليمن «سفينة أمريكية» فى خليج عدن ردا على الغارات الأمريكية البريطانية على مواقع فى يمنيه.. رغم أن تلك المواقع التى ضربتها أمريكا تم نقل العتاد  العسكرية منها قبل الضرب.. أى أن حتى تلك الضربات لم تكن مؤثرة.

امتلك اليمن ارادته بتصنيع سلاح وان كانت قدراته أقل من القدرات الأمريكية.. وفقد الغرب بقيادة  أمريكا العقول وهى تفقد صواريخ تتعدى ال٢مليون دولار تكلفة الصاروخ فى حين لاتتعدي  تكلفة صواريخ اليمن  ألفى دولار..  لتصبح اليمن كابوس صهاينة العالم تلك الصهيونية التى لم تعد لليهود فقط  بل كما تنبأ المفكر المرحوم  عبدالوهاب محمد المسيرى، مفكر وعالم اجتماع المصرى المسلم، ومؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية فى القرن العشرين تنبأ بأن الصهيونية سوف تمتد  تحمل من ينتمون للأديان الأخرى وللأسف بينهم بعض من ينتسبون للإسلام.

ربما لم نصدم بقرار أمريكا الاخير بإدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب وقبلها حماس فهى دولة تمتلك  إرادتها وتدافع عن مصالحها ولكن ربما يأتى التعجب بعدم تحرك العرب  والدول الإسلامية التى تصل إلى ٥٧  دولة فى منظمة  التعاون الإسلامى وتعداد المسلمين يصل الي  2 مليار شخص ويشكلون حوالى 25% من سكان العالم. لنضع إسرائيل فى قائمة الإرهاب وتكون لنا قوائم نمنع من خلالها دخول هؤلاء الإرهابيين الصهاينة من دخول  دولنا مع منع التعامل معهم لكونهم إرهابيين بعد كل تلك الجرائم التى ترتكبها بحق الفلسطينيين وقطاع غزة..

متى نتحول إلى فعل دون حتى رد فعل.. لا يخفى عن العالم أن الفرحة التى ظهرت على  العرب والمسلمين من قرار دولة جنوب أفريقيا غير المسلمة برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام العدل الدولية لم تكن سوى فرحة قليل الحيلة الذى لا يملك حتى الصراخ والتنديد..  جنوب أفريقيا جاءت متطوعة ودون طلب تحرج الجميع.

لماذا لا تمتلك ٥٧ دولة إسلامية محكمة عدل دولية تقاضى مجرمى العالم سافكى الدماء، ولماذا لا يكون هناك حلف إسلامى يمتلك إرادته من سلاح وجيش يستطيع أن يقف أمام العالم الغربى بقيادة أمريكا..

بالطبع الكثير سوف يعتقد أنها مجرد امنيات لاتمت للواقع بصلة.

ولأن حسابات الورقة والقلم لاتعطينا هذا الحق.. إذن على الجميع التعلم من اليمن.. فى حين أن العالم كله شاهد مجموعة صغيرة العدد من أبناء غزة هزموا الجيش  ظن أنه لا يقهر. ووقفوا أمام أقوى دول العالم.. لابد أن نتأكد أن ما بعد ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ يختلف تماما.. ولكن ربما لايمثل هذا التاريخ تغيرا فى جمود والجموع العربى.