رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

نفخر بانتمائنا العربى، ونتباهى بأصولنا المصرية القديمة، وننظر إلى المتوسط باعتباره تطلعا إلى التطور، لكننا لا يمكن أن نغفل أبدًا عن امتدادنا الافريقى، فالقارة السمراء بالنسبة لنا ليست مجرد ارتباط جغرافى أو علاقات تحكمها المصالح ويحددها الأمن القومى، رغم أهمية كل هذا، وإنما هى جزء من تركيبتنا الثقافية ورافد أساسى من روافد هويتنا، ولهذا عندما حدد المفكر الراحل ميلاد حنا الأعمدة السبعة للشخصية المصرية كان أحدها هو الانتماء الافريقى، وحتى لو كانت السياسة والمصالح والتوازنات تحكم العلاقات الرسمية بين الدول، فإن العلاقات بين الشعوب لها قواعد أخرى وأسس مختلفة، فالشعوب كثيرًا تصلح ما تفسده السياسة بين الدول، وجزء من علاقات الشعوب تقوم بها مؤسسات المجتمع المدنى، وهنا يمكن أن نتحدث عن نموذج اتحاد الصحفيين الأفريقيين الذى أعلن تأسيسه عام 1974 كهيئة مستقلة وكان فكرة هدفها دعم حركات التحرير الأفريقية التى عانت من نير العنصرية وإيجاد حلول لمشكلات الصحافة الافريقية لمواجهة صحافة الغرب ولتعزيز التفاهم والتعاون بين مصر والشعوب الافريقية، فى مجال الصحافة والفكر والتبادل الثقافى، لكنه مع مرور الوقت وترسخ مكانته أصبح الآن ليس مجرد مؤسسة تعارف وتعاون، وإنما ركيزة فى التكامل وتأكيد الانتماء المصرى لافريقيا، وجزء من هذا الدور صنعه من تقلدوا رئاسة الاتحاد لإيمانهم بفكرة الرابطة الأفريقية واختيار السيد عبدالمنعم الصاوى نقيب الصحفيين المصريين فى ذلك الوقت رئيسًا للاتحاد واختيار مصر مقرا مؤقتا له قبل أن تصبح مقرًا دائمًا، وهو يستهدف هذا الدور، الذى استمر حتى الآن بل يتزايد ويتأكد بشكل جعل وزارتى الخارجية والإعلام تواصلان دعمهما له تقديرًا لما يقوم به من الحفاظ على مساحات كبيرة من التواصل الجاد مع الاشقاء الافارقة خاصة وأن رئيس الاتحاد الحالى الكاتب الصحفى الكبير محفوظ الانصارى من المؤمنين بالانتماء الافريقى لمصر وضرورة أن نعمل بشكل مستمر على تدعيم كل سبل التقارب مع شعوب القارة ومفكريها، ويكفى أن نعرف أن اعضاء هذا الاتحاد كانوا فى بدايته ثمانى دول إفريقية لكن وصلوا الآن إلى ٥٣ دولة إفريقية، وهذا يكشف مدى أهمية الاتحاد الذى سنحتفل هذا العام بعيده الذهبى لمرور خمسين عامًا على تأسيسه، وبمراجعة حصاد ما انجزه خلال هذه الفترة فى التواصل والتعاون سنجد أنه لم يتوقف يومًا عن سياسته فى عقد دورات للصحفيين الافارقة، فمنذ عام ١٩٩٢ يقوم الاتحاد بتنظيم دورتين تدريبيتين سنويا يشارك فى كل دورة عدد من الصحفيين يمثلون ٢٥ دولة إفريقية و٦ من النقباء وبلغ عدد المتدربين حتى اليوم ما يقرب من ٢٥٠٠ صحفى منهم من تقلد مناصب قيادية فى بلاده ومنهم من أصبح من قادة الرأى أو كبار الكتاب، وكان لهم دور فى مد جسور تواصل جيدة وأصبحوا سفراء لمصر فى بلادهم وسفراء أيضا لبلادهم فى مصر والأمر لا يتوقف فقط عند الصحفيين الافارقة بل وايضًا المصريين لتحقيق الاندماج والتلاقى الثقافى بين أبناء القارة فضلًا عن تواصل مستمر مع السفراء الأفارقة المعتمدين لدى مصر لعقد ندوات للتعريف ببلادهم والتطورات التى تشهدها القارة بشكل عام وإعداد دورات تدريبية متخصصة للصحفيين المصريين والأفارقة المقيمين فى مصر.

‏ýولأنه منذ نشأته له رسالة واضحة تمت صياغتها بقناعة فقد نجح الاتحاد فى أن يحقق عدة أهداف على الصعيدين السياسى سواء مشاركته فى دعم حركات التحرير الإفريقية أو تطوير المهنة فى دول القارة والتأكيد على حرية الصحافة والحفاظ على كرامة الصحفى.

‏ýوبسبب هذه الرسالة تجد الاتحاد دائمًا حريص على الا يتوقف عن اداء دوره حتى فى اصعب الظروف، والأهم والذى يستحق التوقف امامه هو انك تجد كل من يقودون الاتحاد يتحدثون بنفس اللغة ولديهم نفس القناعة بالدور الذى يؤديه لصالح التواصل والحوار الثقافى بين أبناء القارة، فلا تختلف لغة رئيس الاتحاد عن مسئولى أمانته الفنية المكونة من رموز وقامات فكرية ودبلوماسية وإعلامية وصحفية أو الأمين العام الدكتورة سامية عباس التى تعمل ليل نهار من أجل تنفيذ خطط الاتحاد بما يتوافق مع رسالته وتعظيم دوره محليًا ودوليًا خاصة فى ظل وجود قيادة سياسية تؤمن بالبعد الافريقى لمصر وضرورة فتح كل مسارات التعاون والحوار مع الشعوب الافريقية يستحق الاتحاد احتفالية وطنية كبيرة بمناسبة يوبيله الذهبى لأنه قدم الكثير لأبناء القارة.