رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطلح الصراع المجمد مصطلح سياسى حديث على الساحة الإعلامية والسياسية بمعنى الاعتياد على الأخبار الخاصة بقضية أو صراع سياسى جغرافى عقائدى بعد أن يتحول هنا الصراع من حرب أو معركة محددة المدة إلى صراع أو حرب ممتدة مطولة ليس لها نهاية، وهذا هو ما نعيشه الآن من حرب غزة، وذلك الصراع العربى الإسرائيلى الذى بكل أسف أصبح فى خبر كان بعد التطبيع والسكوت والخوف وبعد أن عشنا 75 عامًا ونحن نردد هتافات وشعارات منفصلة عن الواقع الحقيقى للسياسات وللمصالح وللحالة التى وصلت إليها الحكومات العربية والجيوش العربية أيضاً، فها نحن منذ بداية الألفية الثالثة والعالم العربى قد تعرض لأكبر مؤامرة حربية وسياسية وفكرية بعد أحداث البرجين فى مركز التجارة العالمى بنيويورك أو ما يسمى 11/9/2001.. حين أعلنها الرئيس الأمريكى آنذاك بوش الابن بداية الحروب الصليبية واتهم الجماعات الإسلامية بأنها من خطط ودبر لهذه الجريمة الشنعاء، واندلعت الحرب على العراق فى 2003 واستعملت أمريكا أوروبا والمنظمة الدولية المسماه الأمم المتحدة فى تمرير وتبرير قرار دولى بتدمير بغداد وذبح الرئيس العراقى صدام حسين صبحية يوم عيد الأضحى فى رسالة صريحة للعرب والمسلمين هذه هو مصيركم وحكامكم إن خالفتم أمرنا... وبعد العراق وما أصابه ظهرت دويلة الدواعش بدعم أمريكى كامل ومعها ثورات الربيع العربى عام ٢٠١١ فى تونس ومصر وسوريا وليبيا، وانفصل السودان شمالًا وجنوبًا وتحولت المنطقة العربية إلى حروب أهلية بين فرق ومذاهب وجماعات وتمويلات من الشرق والشمال والغرب، ولم تعد هناك قوى سياسية متماسكة الأطراف وفقدت سوريا والعراق جيوشهما بعد تحويل لبنان إلى دولة بلا جيش، وإنما حزب موالٍ لدولة أخرى، ودخلت دول الخليج حربًا مع اليمن بزعم أنها مدعمة من إيران الدولة الشيعية، بينما التطبيع جاهز والعلاقات الاقتصادية مستمرة مع الكيان المحتل الذى هو أصل وأساس كل الموبقات والمشكلات والصراعات المذهبية الفكرية والعسكرية فى المنطقة.. وحين انفجرت حرب غزة فى 7 أكتوبر 2023 كانت الدنيا متوقفة متابعة لما يجرى، وكان الساسة فى حيرة ومأزق أخلاقى وإنسانى، هل تدين «المقاومة» وتطلق عليها تصنيف ولفظة «إرهاب» أم تدين وترفض الكيان المحتل المغتصب الذى تحول إلى دولة تبيد وتقتل وتستبيح الأرض والعرض وتحاصر المدنيين العزل، ويصل الحال بأهلنا فى غزة إلى الجوع والعطش والخوف ومقتل أكثر من 25 ألف قتيل وشهيد وقرابة 100 ألف مصاب ومعاق، بالإضافة لضياع جزء من أرض فلسطين وتدمير 50 % من البنية التحتية لغزة واقتحام مخيمات الفلسطينيين فى الضفة الغربية، بل والأكثر إيلامًا وحزنًا التحرش العسكرى بالدول العربية، ضرب وقتل فى قلب بيروت وسوريا والعراق ودفع الدول الغربية بزعامة أمريكا لإصدار قرارات دولية لضرب اليمن و«الحوثيين» فى صمت عربى قاتل ومخزٍ ومحزن ومهين.
أصبح الصراع العربى الإسرائيلى مجمدًا فى ثلاجة التبريد جثة هامدة ومعه تجمدت الأخلاق والجيرة والإنسانية وتحولت مقومات ما كان يسمى القومية العربية ووحدة الصف والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا إلى كلمات جوفاء ليس لها معنى على أرض الواقع.. والحقيقة فبينما يقتل الأطفال والنساء وتدمر البيوت والصوامع والمساجد لا يرفع فيها آذان ولا تدق أجراس الكنائس فى بيت لحم والأقصى، تقام الليالى الملاح وترقص وتغنى الجوارى والغلمان.. وهذا هو مفهوم جديد لعهد ينبئ بأن الصراع المجمد سوف تنتهى صلاحيته وتفسد مقوماته ويتحلل وتذروه الرياح إلى قاع اليم.. ولا عجب أن تكون الحقبة القادمة نهاية أمة وبداية تحقيق نبوءة الكيان كاملة.