عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيق مختوم

إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى اعترفت بنظام الأبرتهايد بجنوب أفريقيا 1949، لذا ثمة تشابه أيديولوجى بين النظامين فكلاهما يشعر بأنه نصف إله فكما زعمت الكنيسة الهولندية بأن المستعمِرين البيض هم شعب الله المختار وأن الله خلق السود عبيدًا لهم كذلك زعمت الصهيونية بأن اليهود هم شعب الله المختار وأن باقى البشر ما هم إلا أغيار. 

تدرك جنوب أفريقيا أنها اقتحمت منفردة عش الدبابير وأن هذا المعترك المعقد له عواقب وخيمة ستنال من سمعتها واستقرارها لكنها تسلك سبيلًا مدروسًا ومتقنًا تعرف بدايته وتعرجاته وتستطيع تقدير نهايته ونتائجه.

لقد أسس الفريق القانونى المحترف شكواه المؤلفة من 84 صفحة، على تقارير دولية محايدة وتصريحات اسرائيلية رسمية لاسيما تصريح جالانت العنصرى بالعقاب الجماعى للمدنيين الأبرياء بقطع الماء والكهرباء والغذاء والوقود بل ووصفهم بالحيوانات البشرية ووزير التراث عميحاى إلياهو، الذى هدد بضرب غزة بقنبلة نووية ومحوها من على وجه الأرض. 

أعتقد أن طرح القضية من قبل جنوب افريقيا تحديداً أفضل من الدول العربية والإسلامية والتى ستدمر سمعتها آلة الدعاية الصهيونية كما حدث فى 2009 عندما رضخت المحكمة الجنائية للضغوط الغربية وتواطئت ضد شكوى السلطة الفلسطينية عقب عملية الرصاص المصبوب، بالإضافة لسبب آخر هام وهو الزخم الكبير لمكانة وتاريخ زعيمها الأيقونى نلسون مانديلا مما يجعلها قضية انسانية عالمية يلتف حولها مختلف الأعراق والجنسيات. 

قرار المحكمة المشكلة من 15 قاضيًا سيتم تعزيزهم بقاض إضافى من كل جانب قرار نهائى وغير قابل للاستئناف قد ينتج عنه مواقف عملية بوقف فورى لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلا أنها لا تستطيع تنفيذ قراراتها.

يؤمن فرانسيس بويل المحامى الدولى الذى حصل على حكمين من هذه المحكمة، بفوز جنوب أفريقيا لأن حجة إسرائيل الأساسية هى الدفاع عن النفس، وقد رفضتها المحكمة الدولية مسبقا لأنها حجة المحتل المحارب وليس لديه الحق فى الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وبما أن الامريكان يحرضون على استمرار الحرب فسيكونون مذنبين أيضا وذلك بموجب المادة «3 E» من اتفاقية الإبادة الجماعية، لذلك أتوقع أنهم سيستخدمون «جون دوناهو» رئيسة المحكمة والمسئولة السابقة فى وزارة الخارجية، وهى تكنوقراط فاسدة سوف تفعل كل ما فى وسعها داخل الغرف المغلقة لإخضاع وابتزاز باقى القضاة لتحقيق المصالح الإسرائيلية الأمريكية. 

لقد أظهرت بريتوريا مستوى رفيعًا من الجسارة الإنسانية يفتقدها كثيرًا ممن حق عليهم القول، فخطوتها الجريئة صفعة مهينة على وجه القتلة، حمدًا للرب ما يزال إرث «القديس مانديلا» الذى جمعته اخوية النضال مع أبو عمار يسرى فى عروق سيريل رامافوزا بتصريحه النبيل الذى تقشعر من صدقه الأبدان. 

«بينما كان محامونا يدافعون عن (قضيتنا القضية الفلسطينية) لم أشعر قط بالفخر الذى أشعر به اليوم يقول البعض إن الخطوة التى اتخذناها محفوفة بالمخاطر نحن بلد صغير ولدينا اقتصاد صغير قد يهاجموننا، لكننا سنظل متمسكين بمبادئنا ولن نكون أحرارًا حقا ما لم يتحرر الشعب الفلسطينى».. سكت الكلام.