عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

دراسة القانون ليست مجرد دراسة وتنتهى بل منهج حياة ووضع قواعد ومبادئ للتعامل مع الحياة بأحداثها وناسها؛ لتصبح تلك القواعد بمثابة قانون؛ فتعلمت من دراسة القانون أن العبرة بالأدلة فأصبحت لا أقبل شيئًا بدون دليل؛ فلولا الدليل لقال من يشاء ما يشاء؛ وكلام الآخرين أيضاً لا أعطيه اهتماما إلا لو صاحبه دليل؛ فالأقوال لا تعنى لى شيئا إلا لو صاحبها أفعال تبرهن وتؤكد تلك الأقاويل غير ذلك فهى مجرد كلام لا يعتد به. 

تعلمت من دراسة القانون أن النية لا يعتد بها عند ارتكاب الجريمة فتستوى النية الحسنة مع النية السيئة طالما النتيجة واحدة؛ فالعبرة بتوافر القصد الجنائى عند ارتكاب الجريمة فقط والنوايا لا تهم؛ أيضاً الدوافع لارتكاب الجريمة لا تهم إلا القاضى لاتخاذها سببًا لتخفيف أو تشديد العقوبة كما يتراءى له طبقا لملابسات الجريمة؛ فعند ارتكاب أحدهم لجريمة ما سرقة أو قتل أو غيرهما من الجرائم لا يهم إذا كان القتل أو السرقة بحسن نية أو سوء نية فالنهاية والنتيجة واحدة وهى ذهاب روح المجنى عليه، وأخذت تلك القاعدة منهاجًا لحياتي؛ فلا يهم نية الشخص الذى آذانى بالفعل أو القول إذا كان حسن النية أم سوء نية طالما فى النهاية النتيجة واحدة وهى وقوع الأذى! فأصبحت كلمة مكنتش أقصد التى تقال عقب كل فعل أو قول مؤذٍ فالكل يعى ما يقوله وما يفعله وهذه القاعدة الرابعة التى تعلمتها وهى يعفى من العقاب كل صاحب آفة عقلية أى لديه مانع من موانع المسئولية الجنائية كالجنون وصغر السن؛ فإذا كان الشخص الذى أمامى يتمتع بكامل قواه العقلية وليس لديه آفة عقلية تمنعه من العقاب ورشيدًا وليس صغير السن لا يعتد بتصرفاته فعند ذلك يعتد بأفعاله وأقواله؛ ولا داعى لتضييع الوقت وإبعاد كل من يتعمدون إيذاءك بالكلام أو الأفعال، فأعرض عن هؤلاء الجاهلين واستمر فى رحلة حياتك وتحقيق هدفك؛ فنحن محاطون بجميع أنواع الأنفس البشرية فهناك من يحقد عليك بدون أن تؤذيه وكل سبب حقده نجاحك وأحيانا حب الناس لك يجلب للبعض الغيرة والغل وهؤلاء لن تبرد نار الغل والحقد إلا بذهاب ما تمتلكه فلا تعبأ بهم والأهم إبعادهم عن محيطك. 

علمتنى دراسة القانون أن هناك جرائم العود وشرط العقاب هو الاعتياد؛ والعائد هو من يرتكب جريمة بعدما صدر ضده حكم سابق بالإدانة ويترتب على ذلك ظرف تشديد العقوبة؛ ففى حياتنا من يرتكب ضدنا جرائم تؤذى النفس وهؤلاء قد نوقع عليهم عقوبة ونتفاجأ بتكرارهم لتلك الجرائم وعودتهم مرة أخرى بارتكابها، فاعلم أن هذا طبع لصيق بالشخص وتلك شخصيتهم. فأيضا ابتعد عن هؤلاء فلن يتغيروا ولن تستطيع التعامل معاهم ولا داعى لمنح فرص وتبريرات لن تصلحهم بل تؤذيك نفسيا. 

علمتنى دراسة القانون الكثير والكثير حتى أصبحت أعرف جيداً كيف أتعامل مع الحياة بأحداثها وناسها؛ فلا تعش الحياة بشكل عبثى وعشوائي، بل ضع لنفسك مباديء وقوانين تعيش عليها وتحكم بها علاقاتك مع الناس ولا تقبل أن تتعامل مع أناس ليس لديهم مباديء؛ فالإنسان الذى بلا مبدأ كدولة بلا قانون.

 

 

عضو مجلس النواب