رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

رغم كل المجازر التى ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضى إلا أنها تخسر الحرب ومعها العشرات بل المئات من الجنود والعتاد العسكرى..

جاءت تلك الدعوة القضائية الدولية طوق نجاة لإسرائيل، فهى الكيان الذى يرفض أن يعترف بهزيمته رغم دعمه بأقوى دولة فى العالم ومن الصعب عليها وقف الحرب لأنها بالوقف دون تحقيق أهدافها وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية تكون قد أعلنت الهزيمة.

استمرار إسرائيل فى الحرب يعنى فقد المزيد من الجنود والعتاد، وكذلك سمعتها الدولية وتعاطف العالم الحر مع أهلنا فى غزة.. وما قامت به دولة جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام القضاء الدولى أو محكمة العدل الدولية ضد الجرائم التى ترتكبها إسرائيل تطالب بوقف الحرب الفورى بعد مقتل ما يقرب من ٢٤ ألف فلسطينى شهداء حتى الآن حسب إحصائيات المقاومة يكون سببًا فى وقف المقاومة عن عملياتها العسكرية ووقف النزيف الإسرائيلى، فقرار العدل الدولية للطرفين وبذلك تخرج إسرائيل من تلك الأزمة بقرار العدل الدولية.

وصفت جنوب أفريقيا فى الطلب الذى قدمته إلى المحكمة يوم الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣، تصرفات إسرائيل فى غزة بأنها «إبادة جماعية فى طابعها لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من الهوية الوطنية والعنصرية الفلسطينية». و«المجموعة العرقية». وجاء فى الطلب أن الأفعال المعنية تشمل «قتل الفلسطينيين فى غزة، وإلحاق أذى جسدى وعقلى خطير بهم، وفرض ظروف معيشية عليهم تهدف إلى تدميرهم جسديًا».

أما عن محكمة العدل الدولية والتى هى فى الأساس صنيعة أمريكية عملت على إقامتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب انتصارها فى الحرب العالمية الثانية التى انتهت ٢ سبتمبر ١٩٤٥.

ولكن رغم أنها دعوى تبدو أنها ضد إسرائيل فهى فى الوقت نفسه منقذ إسرائيل طول أمد الحرب ونزيف الخسائر.

ويقع مقر العدل الدولية فى لاهاى بهولندا. وهى الجهاز الوحيد من بين الأجهزة الستة للأمم المتحدة الذى لا يقع فى نيويورك. أُسست عام ١٩٤٥ وبدأت أعمالها فى العام اللاحق، وحلت محل المحكمة الدائمة للعدالة الدولية.

والطريف فى الأمر أن العالم كله يعلم أن تلك المحكمة صناعه أمريكية هدفها التنفيس عن الشعوب وأن تلك المحكمة لها شقان الأول مستعجل والثانى غير المستعجل، حيث سوف تصدر قرار وقف إطلاق النار فى الشق المستعجل وتنظر جرائم إسرائيل فى الشق الثانى الذى ينتظر سنوات وربما عشرات السنوات.. كما أن تلك المحكمة لا تملك أدوات لتنفيذ قراراتها فليس لديها مثلًا جيش أو شرطة لتنفيذ أحكامها، بل إن أحكامها تشبه التوصيات وبذلك وفى تلك القضية تنقذ إسرائيل من ويلات المقاومة التى توسعت وأصبح لها أكثر من منفذ فى جنوب لبنان واليمن والعراق.. قرار العدل الدولية سوف يمنع المقاومة من إطلاق رصاصة واحدة على العدو الإسرائيلى لاسترداد الأرض والانتقام للشهداء وسوف يعيد إلى إسرائيل الاستراحة والتفكير بهدوء وراحة فى القضاء على المقاومة الفلسطينية وإعادة أسراهم لدى المقاومة.

الكثير من التفاؤل بعد سماع هذا القرار الجنوب أفريقى ربما يكون غير مبرر، خاصة بعد أن كشف للجميع أنه لا يوجد فى العالم ما يسمى بالقانون الدولى وأن هذا القانون مجرد تعويذة اخترعها الأقوياء للسيطرة على العالم تخرج لمصالحهم، حيث لا مكان فى هذا العالم الآن إلا للأقوياء وخير دليل ما قامت به اليمن التى لا تملك ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ولكنها أرعبتهم وحركت الجيوش لمقاومتها، وبعد أن أفدحتهم الخسائر بصواريخ لا يتعدى ثمن الواحد ٢٠ ألف دولار يقاوم بصاروخ أمريكى تكلفته ٢ مليون دولار فى نزيف غير مسبوق للأموال فى ظل تدهور اقتصادى عالمى كشفت عنه تقارير منظمة العمل الدولية، مؤكدة أن عام ٢٠٢٤ هو عام الفقر العالمى. إنها لعنة تلك الدماء الطاهرة التى سكبت على أرض غزة تلك اللعنة التى سوف تقلب العالم وتحول موازين القوى دون محكمة دولية أو مجلس أمن صناعة أمريكية أو حتى روسية.

إنها محكمة تبدو للعدل ولكنها فى الأصل للعزل بين من يعتقد أنهم آسياد العالم وشعوب مغلوب على أمرها.