عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

تحركت أمريكا وبريطانيا بعد شهر والنصف من الهجمات الحوثية على بعض السفن المارة من باب المندب، والتى تحمل علم إسرائيل أو تحمل بضائع فى طريقها للاحتلال، حيث شنت غارات على 60 هدفًا فى 16 موقعًا تابعًا للحوثيين فى اليمن، بدعم من استراليا والبحرين وكندا وهولندا فجر الجمعة، وفقًا لبيان القوات الجوية الأمريكية.

الحوثيون شنوا 26 هجومًا على سفن تجارية فى البحر الأحمر وخليج عدن ردًا على حرب إسرائيل ضد غزة، ورد الفريق براد كوبر قائد البحرية الأمريكية بأن الهجمات الاثنى عشر الأخيرة للحوثيين كانت على سفن ليس لها علاقة بإسرائيل.

هجمات الحوثيين أيًا كان سببها فهى تعرض حرية الملاحة للخطر فى أهم الممرات المائية الأكثر حيوية فى العالم، بل وتزيد منطقة الشرق الأوسط توترًا وتفتح الباب لتواجد قوات أجنبية فى البحر الأحمر لحماية مصالحها والمصالح الدولية.

فى الحقيقة أن الحوثيين لم يستجيبوا للتحذيرات المحلية والدولية من خطورة استهدافهم السفن التى تمر من باب المندب، وبدأت بوادر اشتعال النيران فى المنطقة تظهر مع دخول حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن على خط المعارك، فتزايدت المخاوف من اتساع بؤرة الصراع فى غزة على مدى أوسع مما ينذر بحرب شاملة.

أمريكا وبريطانيا يستهدفان تحرير ميناء الحديدة الاستراتيجى من سيطرة الحوثيين ودفعهم إلى الداخل بعيدًا عن الساحل بهدف تقليص قدراتهم على استهداف السفن فى البحر الأحمر.

ويرى خبراء أن الهجوم الأمريكى البريطانى على اليمن قد يأتى بثمار عكسية بالنسبة للمصالحة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، وأنه قد يؤدى إلى انهيار عملية السلام فى اليمن، ما يعنى استهداف الحوثيين مرة أخرى للسعودية والإمارات والقواعد الأمريكية فى الخليج عبر الصواريخ والطائرات المسيرة.

الحسابات باتت معقدة بشكل كبير، فالحوثيون أعلنوا أن هجماتهم جاءت تضامنا مع غزة ضد إسرائيل ما يعنى أن المؤيدون للهجوم الأمريكى البريطانى سيكونون داعمين لإسرائيل والعكس، الأمر الذى يكشف سبب غياب مصر عن المشاركة فى التحالف رغم تضرر حركة الملاحة فى قناة السويس، إلا أن الموقف المصرى واضح جدًا فى مسألة حرب غزة وثابت وشدد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرًا فى قمة الأردن، أنه لا سبيل لإنهاء الصراع إلا بحل الدولتين، وأن القضية الفلسطينية استراتيجية للمصريين جميعًا.

مصر التى كتب الله عليها أن تحمل على كاهلها قضايا الوطن العربى أكمله على مر العصور، باتت فى قلب بؤرة الصراع وسط حدود ملتهبة، اعتبرت أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التى تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر واليمن، مؤشر واضح على ما سبق وأن حذرت منه مرارًا وتكرارًا من مخاطر اتساع رقعة الصراع فى المنطقة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية فى قطاع غزة، مؤكدة حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين.

باختصار.. الرؤية المصرية بعيدة المدى أعلنتها مصر من قبل بعد انطلاق الحرب فى غزة مباشرة مطالبة المجتمع الدولى بضرورة التدخل والضغط على إسرائيل بهدف الوقف الفورى للقتال وحماية الأشقاء الفلسطينيين من حرب الإبادة الشاملة فى غزة، واللجوء إلى المفاوضات لإقرار حل الدولتين، وحذرت مصر مرارًا من أن استمرار المجازر الإسرائيلية سوف يفتح الباب لنار لا يستطيع أحد إخمادها، وأن بؤرة الصراع سوف تتسع لتهدد استقرار المنطقة بل والعالم أجمع، ومازالت التحذيرات المصرية مستمرة من خروج الأمر عن السيطرة.

تبقى كلمة.. أكاذيب إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ليست جديدة عليها، وما زعمته أمام المحكمة من أن مصر هى المسئولة عن منع دخول المساعدات إلى غزة، هى أقوال مكذوبة ومنافية للحقيقة والهدف منها محاولة الاحتلال الهروب من الإدانة الدولية عبر إلقاء الاتهامات على مصر، كما أن تصريحات قادة الاحتلال موثقة منذ بدء العدوان بأنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات للقطاع وخاصة الوقود، بل وصل الأمر إلى التلويح باستهداف شاحنات المساعدات بعد دخولها من معبر رفح.. لكننا نؤكد أن الكاذبين لن ينجوا أبدًا من جرائمهم ومجازرهم التى ارتكبوها فى حق الغزيين والتى لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.

[email protected]