رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

من المعروف أن أبرز صفات الأطفال القلب الأبيض الذى لا يحمل كرهًا ولا غلًا ولا حقدًا نحو أى أحد، ويكون نقيًا ولا يوجد بداخله الشوائب الموجودة داخل قلوب الكبار. وهذا من أجمل الأشياء فى الأطفال. ومن المؤسف هذه الآونة تحول كل هذا النقاء إلى عنف وكره وحقد يسود بين الأطفال بشكل غير طبيعى. ترجع هذه التغيرات التى طرأت على الأطفال إلى الثقافة التربوية السائدة فى المجتمع فى الوقت الحالى. هناك بعض الآباء والأمهات يصور لأبنائهم العالم الخارجى كالغابة، والناس عبارة عن وحوش مفترسة، ولا بد أن يكون الطفل أسدًا لالتهام فريسته.

الانحدار الأخلاقى الذى أصاب أغلب الناس من أهم الأسباب التى ساعدت فى انتشار هذه الظاهرة البشعة. فالطفل يشاهد أسرته تحمل أشكالًا وألوانًا من الأحقاد للآخرين، مما يجعل الصغير يتشبع بهذه الصفة من والديه، بل ويطلب من الطفل أن يكون بذات هذه الأخلاق فى التعامل مع زملائه بالمدرسة أو أصدقائه بالنادى، وكلنا يسمع آباء وأمهات يحرضون الأطفال فى حال وقوع أى مشكلة لهم بالمدرسة بالضرب والتعدى على الآخرين، وليس الأمر ينتهى عند هذا الحد، بل يطلب منهم التوجه إلى معلم الفصل ويسبق زميله بالشكوى مدعيًا قيامه بضربه، وبذلك تكون المصيبة أكبر، حيث إنه لم يحرضه على العنف فقط وإنما على الكذب والافتراء أيضاً. وتصبح هذه هى القاعدة التى يسير عليها الطفل فى أى مكان طوال حياته.

عندما نعود بالذاكرة إلى الماضى نجد أن الأهالى لا تتدخل فى أى مشكلة تخص الأطفال إلا فى أضيق الحدود، وكان هذا التدخل يكون بطريقة سلمية جدًا ألا وهى المصالحة بين الطفلين، لإيمانهم بالمثل الشعبى الجميل «قاضى الأطفال شنق نفسه»، لأن الطفل بطبيعته لا يحمل بداخله الشر ويغضب سريعًا وبعد 5 دقائق يلهو مع صديقه الذى كان ينازعه.

بعض الأسر اعتادت نشر خطاب الكراهية الذى دائمًا ما تلقيه أمام أطفالهم، فلا يسمح للولد الذكر بالعودة مهزومًا أو معنفًا من أحد وإلا بذلك يكون ضعيفًا، لدرجة أن بعض الأهل يشعرون بالسرور كون أحد أبنائهم يعنّف من فى صفه.

وقد تتخذ بعض الأسر إجراءات للضغط على الطفل الضعيف المسالم لدفعه إلى أن يكون عنيفًا مع الأطفال الآخرين.

وهناك رأى لأحد الاخصائيين النفسيين يرى أن أسلوب التربية الذى يثير مشاعر الخوف وانعدام الأمن فى مواقف التفاعل، يترتب عليه تعرض الطفل لمشكلات نفسية أو سلوكية، أو تأخر فى نواح مختلفة من النمو. ومن هذه المشكلات السلوكية السرقة التى تعنى استحواذ الطفل على ما ليس له. وشدّد على أهمية تعليم الطفل الحفاظ على حقه دون اللجوء إلى تعليمه القوة والطغيان كون ذلك سينقلب على الأسرة.

.. وللحديث بقية.