رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حضر وائل الدحدوح جنازة نجله، ثم عاد بعدها إلى الأثير. وقال لقناة الجزيرة: «ليس هناك ما هو أصعب من ألم الفقدان، وعندما تشعر بهذا الألم مرة بعد مرة، يصبح أصعب وأشد». وأضاف: «أتمنى أن يكون دماء ابنى حمزة هو الأخير من الصحفيين وآخر من الناس هنا فى غزة، وأن تتوقف هذه المذبحة».

حمزة وزميله مصطفى ثريا، مصور فيديو لوكالة فرانس برس، هما الأحدث بين عشرات الصحفيين الذين قتلوا على يد إسرائيل فى هجومها على غزة رداً على هجوم حماس عبر الحدود فى أكتوبر. وتقول إسرائيل إنها لا تستهدف الصحفيين، لكن من الصعب التوفيق بين ذلك وحقيقة أن جيشها أطلق صاروخين مباشرة على السيارة التى كانت تقل حمزة. 

أتساءل فى كل لحظة عن تلك القدرة الهائلة من التحمل التى يملكها وائل الدحدوح القادر على الوقوف مرة أخرى أمام الكاميرا والتركيز على معاناة الآخرين حتى عندما عانى مرارًا وتكرارًا، رغم جحيمه الشخصى. لقد كان متواجداً طوال القصف الإسرائيلى المستمر على غزة على الهواء فى أكتوبر، عندما علم أن زوجته وابنته البالغة من العمر سبع سنوات وابنه البالغ من العمر 15 عاماً وحفيده البالغ من العمر سنة واحدة قتلوا فى الهجوم. ومع ذلك استمر فى تقديم التقارير.

وفى الشهر الماضى، أصيب «الدحدوح» نفسه وقُتل مصوره سامر أبودقة فى القصف الإسرائيلى لمدرسة تديرها الأمم المتحدة وتستخدم كملجأ. وفى يوم الأحد، أدت غارة جوية إسرائيلية بطائرة بدون طيار على سيارة فى جنوب غزة إلى مقتل الابن الأكبر لـ«الدحدوح»، حمزة البالغ من العمر 27 عامًا، والذى كان يعمل أيضاً فى قناة الجزيرة، إلى جانب صحفى آخر.

أن إسرائيل قتلت أكثر من 70 عاملاً إعلاميًا فى الحرب الأخيرة فى غزة، ما يجعلها الصراع الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود. ويقدر آخرون عدد القتلى بأكثر من 100.

فى عام 2003، أطلق جندى إسرائيلى النار على مصور الأفلام الوثائقية البريطانى جيمس ميلر فأرداه قتيلاً فى غزة. وأصدر تحقيق فى المملكة المتحدة حكماً بالقتل غير المشروع. ورفضت إسرائيل محاكمة الجندى المسئول، لكنها دفعت تعويضاً قدره 1.5 مليون جنيه إسترلينى.

ويبدو أن مقتل ميلر كان جزءاً من نمط يقوم فيه الجنود الإسرائيليون غير المنضبطين بإطلاق النار على أى شخص يريدونه ،ليس فقط الصحفيين، بل أيضاً مسئولى الأمم المتحدة وعمال الإغاثة، فضلاً عن الأطفال الفلسطينيين. وعادة ما يسارع الجيش إلى محاولة التستر على عمليات القتل لكن لا يبدو أنها كانت منسقة.

تبدو غزة مختلفة جداً اليوم. حجم وطبيعة وفيات الصحفيين وعائلاتهم يشير إلى أن ما يحدث هو أكثر من مجرد قيام بضعة جنود غير منضبطين بإطلاق النار على الصحفيين.

من المثير للقلق أنه فى الوقت الذى نشرت فيه الصحف ومحطات التلفزيون الغربية الأعداد المتزايدة من الوفيات بين الصحفيين فى غزة، يبدو أن العديد من المؤسسات الإخبارية غير راغبة فى تناول نمط القتل بشكل مباشر، والذى، كما تظهر أدلة لجنة حماية الصحفيين، يقدم دليلاً قوياً على وجود جريمة قتل. جريمة حرب. ومن المؤكد أن الأمر سيكون مختلفاً لو كان الصحفيون الأمريكيون أو الأوروبيون هم الذين يموتون.