رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

باختصار   

العربدة الإسرائيلية متواصلة، وإسرائيل تهدد على لسان هرتسى هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أنه بعد انتهاء العمليات القتالية فى قطاع غزة سنعرف كيف نفعل ذلك أيضا فى لبنان، ما يعنى بوضوح أن الخطط الموضوعة من قبل الاحتلال سوف تتركز فى نقل بؤر الصراع من منطقة لأخرى بطريقة تضمن توسيع دائرة النفوذ ورقعة التدمير والإبادة.

تصريحات رئيس هيئة الأركان يجب ألا تمر مرور الكرام، فبين كلماته المسمومة وتصريحاته التى لا تخلو من التهديد والوعيد يتضح سوء النوايا وتنكشف خطط الأمد الطويلة وكيف أصبح تفكير اليهود دمويًا بعيدًا عن القوانين الدولية والمجتمع الدولى وتلك المسميات المستهلكة لأنه فى النهاية – ما يحدث فى غزة نموذج- الأمر يحكمه الدعم الأمريكى المطلق والفيتو القاتل لفرض قانون الغاب على أرض الواقع.

جاءت التصريحات العنترية للقائد اليهودى خلال إجرائه تقييمًا للوضع وسط قطاع غزة مع قائد المنطقة الجنوبية وقائد الفرقة 36، وقادة آخرين فى الجيش الإسرائيلى الأربعاء، قائلا للجنود «بعد ما فعلتموه فى غزة لا توجد قرية أو منطقة وعرة فى لبنان لن تتمكنوا من الدخول إليها وتفكيكها، سنضعكم فى الأماكن التى ستستدعى ذلك وستفعلون هناك كل ما يتطلبه الأمر، فهذه حرب طويلة سنخرج منها بنتائج جيدة»، مؤكدًا أنه بعد انتهاء القتال ستعرف إسرائيل كيف تفعل ذلك أيضا فى لبنان.

رغم نشوته بين جنوده إلا أنه اعترف بضراوة الحرب فى غزة، وأن القتال يدور فى منطقة بالغة التعقيد جزء منه فوق الأرض والآخر تحت الأرض، وأن المقاومة تدافع بطريقة منظمة داخل مناطق مأهولة بالسكان والحرب فيها معقدة للغاية.

جيش الاحتلال كان يعتقد بما يملك من معدات عسكرية متطورة وترسانة أسلحة محرمة دوليا أنه ذاهب فى نزهة إلى غزة حدد مدتها بـ15 يوما على أقصى تقدير ينتهى خلالها من تدمير القطاع وتهجير سكانه إلى دول الجوار، وخابت ظنون اليهود وفشلت تقديراتهم، وها هى المعركة تقترب من 100 يوم فى أكبر حرب إبادة بشرية شهدها التاريخ، وربما امتدت لفترات، ومازالت المقاومة فى عنفوانها تتحدى وتقاوم وتلحق بالاحتلال خسائر لا أول لها ولا آخر.

جيش الاحتلال الذى يبحث عن انتصارات فى غزة ولبنان ولا ندرى ما هى المحطة التالية، إلا أننا نؤكد أنهم يعملون وفقا للحكمة اليهودية التى تقول «إذا لم تستطع أن تنفجر فيهم كقنبلة موقوتة فتخلل أجسادهم كالسرطان»، وهذا ما يطبقه الاحتلال بكل دقة، فقد بات على مدار أكثر من 7 عقود سرطانا ينتشر فى الجسد العربى وينخر فى عظامه من حين لآخر فى محاولة يائسة لفصل أجزائه ومن ثم الانقضاض عليه.

باختصار.. استطاع اليهود خلال السنوات الماضية التوغل فى بعض البلدان العربية والإسلامية، إما تطبيعا أو سرطانا عبر بث الفرقة وإثارة القلاقل وإشعال الصراعات، وفى الحالتين فإن الذئب واحد لا دين له، وإنما يستخدم مكره وخداعه للانقضاض على الفريسة متى وجد الوقت مناسبا لذلك فالمسألة فى البداية والنهاية يحسمها الوقت.

تبقى كلمة.. الإحصائيات التى أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة مساء الأربعاء تكشف خطورة الأوضاع والثمن الذى تدفعه المقاومة نيابة عن الأمة كلها.

الوزارة أكدت ارتفاع حصيلة الشهداء منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى إلى 23357 شهيدا و59410 مصابين وأضافت أن الاحتلال ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات فى القطاع راح ضحيتها 147 شهيدا و243 مصابا خلال 24 ساعة فقط، وأنه لا يزال عدد الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليها.. وَكَفَى بِالله وَكِيلًا. 

[email protected]