رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

المرأة التى تبحر فى القراءة والتأملات، يرتفع سقف طموحاتها فى الرجل، لا تعجب بسهولة، تبحث عن معنى عميق جدا ومفقود، لا تبهرها الشكليات، ولا المظاهر الخداعة، تريد شيئًا أعمق، وأكثر معنی، شيئًا روحانيًا يمس المشاعر بقوة، عقلها تجاوز الاعتياد، هى تبحث عن شيء يوازى رغبتها المتجددة فى البحث والفضول، مشاعرها جياشة ومتدفقة وأفكارها وافرة حية، كثيرة التأمل، وموغلة فى التفاصيل، لا شيء يثنيها عن الجلوس لساعات بين الموسيقى والكتب اللوحات والتحف تخلق عالمها الخاص. وحين تختار الشريك تريد أن يستوعب عالمها الغنى بالتفاصيل، تبحث عن شريك روحى وفكرى، يفهم دواخلها، صمتها، هدوءها، يفهم عزلتها ولا يصف غرابتها بالجنون، يستوعب لا تريد الرجل العادى الذى يختصر أقصر الطرق للأنثى بكلمات الغزل، تعرف جيدا أن هذه الكلمات مصيدة، تكره الغزل الفج المثقل بالشهوة الرخيصة، تريد أن يحاور فكرها، ويتغزل بأشياء لها قيمة ومعنى فى روحها، أنثى خلقت من «الصبر» فهى صبورة لدرجة أنه يخيل للآخرين أنها لا تملك مبررًا للغضب.

وتثور فجأة دون سابق إنذار، كانت تجيد الصبر حتى بدا للعامة أنها راضية وسعيدة، مع ذلك كانت شديدة الملاحظة، تمزقها أبسط الأشياء، كل ما يؤلمها تحوله إلى نكتة، عميقة لن يفهمها إلا من لمس روحها!.

أربعة أشياء تقتل الأنثى: رحيل والديها، انعدام مستقبلها، وأن تخدع من شخصٍ أحبته أو وثقت فيه، وفى نفس الوقت فالمرأة لا تبكى على فراق رجل، ولا على انعدام الغزل، ولا ذهاب من يدللها، المرأة تبكى على قلبها، على ثقة زرعتها بقلب أحدهم وحصدتها خذلاناً. 

سيدتى الجميلة، كونى جيشا بلا قائد، كونى أنت، قيمتك فى ذاتك وليست فى عيون الناس، قيمتك فى وجودك، وليست بمن يتواجدون حولك. 

إذا كان الجمال يجذب العيون فالأخلاق تملك القلوب، كونى كالمطر، إذا أقبل استبشر الناس به، وإذا حط نفعهم، وإذا رحل ظل أثره وإذا غاب اشتاقوا إليه فما ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷنثى ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ «ﻣﻠﻜــﺔ» ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻛﺜﺮﺕ ﻓﻴﻪ الجاريات «غاﻟﻴﺔ» ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺭﺧﺼﺖ ﻓﻴﻪ كل الأشياء، «حيية» فى زمن قل فيه الحياء «ﻗﻠﺒﺎً ﺣﻴًﺎ» ﻳﻨﺒﺾ ﺣﺒًﺎ ﻭﻧﻘﺎﺀً، وليس قلبًا رخيصًا يملكه من شاء.

قبل الحب والتعلق والارتباط، عليك تشييد مملكتك بنفسك، أن تقيمى جدار روحك على جسور شخصيتك القوية، أن تجعلى ديمومة البحث عن البراح هى مقصدك والمالك الشرعى لأهدافك وتطلعاتك بلا منازع، وأن يصنع قلبك وعقلك المثقفين قرارك، باعتبارهما خط الدفاع الأوحد، والدرع الواقية ضد تخبط الأفكار ومحاولات استمالة الآخر والأحاديث الملتوية التى تغلفها الكلمات المُنمَقة النابعة من نشوى زائفة مؤقتة، وتواجهين الحياة وقتها بوصفك الكيان المتكامل الذى لا يحتاج إلى الآخر لإكمال نقص فيه، حتى إذا لم تعجبك مملكة أحدهم  تهاجرين إلى حيث عالمك الذى قمتِ برعايتهِ وبنائه على الطراز الخاص بكِ، وبإمضاء أُنثى مثقفه وليست متكبرة، واثقة وليست مغرورة. سيدتى كونى جيشًا بلا قائد برائحة وكبرياء الورد. 

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.

magda [email protected]