رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يحقق جيش العدو الصهيونى أى هدف من الأهداف التى حددها من حربه على غزة.. فهو أبدا لم يتمكن من الثأر لنفسه وإزالة آثار الهزيمة المخزية المدوية فى 7 أكتوبر والتى أسقطت الهيبة والهالة التى وضعها لنفسه طوال السنوات الماضية.. فما حدث فى 7 أكتوبر سيظل فى ذاكرة التاريخ العسكرى فترة طويلة من الزمن كما قال أحد قادتهم السابقين من أن هذا الهجوم العسكرى سيظل يدرس طوال 50 عاما القادمة.. أى أنه طبقا لتصريحاتهم فإن عار الهزيمة سيظل يلاحقهم مهما طال الزمن ومهما حاولوا من تحقيق نصر وهمى من خلال تدمير البيوت والمنازل والبنية التحتية وقتل المدنيين العزل.

لم يحقق جيش العدو أيا من أهدافه وأولها تدمير حماس والقضاء عليها، وجاءت تصريحات قادتهم سواء السياسيين أو العسكريين من أن الحرب ستطول لتؤكد أن مسألة القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة من مختلف الفصائل مجرد أضغاث أحلام.

لن ينعم الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وحرقوا الزرع والنسل بالسلام.. أبدا لن يتحقق لهم ما أرادوا.. لن يعيشوا إلا فى رعب واضطراب وقلق وتوتر وانهيار وهذا أمر طبيعى لأن السلام لن يتحقق إلا بالعدل.. أما الحروب التى تحاول فرض واقع ظالم أبدا لن تستطيع أن تحقق السلام.

الأخبار التى تأتينا من هناك تؤكد أن الإسرائيليين يعيشون فى رعب.. فعندما تعلن هيئة البث الإسرائيلية أن منتدى مدير مستشفيات الأمراض النفسية يطالب بإعلان الطوارئ بسبب ارتفاع معدلات الانتحار والإصابة بالأمراض العقلية فإن هذا يكشف الواقع المدمر الذى يعيشه الشعب الإسرائيلى.

وجاءت التصريحات الأخيرة للجندى أفيخاى ليفى الذى انسحب من الحرب على غزة لتؤكد هذا الواقع وتكشف عن مدى الحالة التى وصل إليها الإسرائيليون.

فعندما يقول هذا الجندى إنه يتبول على نفسه فإن هذا يكشف أن الإسرائيليين يعيشون فى صدمة ورعب منذ 7 أكتوبر وأن الحرب على غزة لم تنجح فى معالجة هذه الحالة.. بل أن الأمر ازداد سوءا طبقا لهذه التصريحات التى جاءت على لسان أحد الجنود وليست منقولة عنه.

دائما وأبدا يكون القتل أسهل شىء فى الحروب لأن الجندى المقتول يموت مرة واحدة.. أما القتل البطىء الذى يموت فيه الجندى كل يوم وهو على قيد الحياة فإن ذلك يعد أسوأ أنواع القتل لأن فيه من العذاب ما لا تستطيع النفس البشرية أن تتحمله.. وأعتقد أن التبول على النفس هو أصعب أنواع القتل والتدمير لأن الأمر هنا يتعلق بحالة نفسية تدمر كل شىء.

ويكمل الجندى الإسرائيلى تصريحاته بقوله: أتخيل أن قذائف «آر بى جى» تطير فوق رأسى فأعلم أن الرعب قد وصل مداه وأن الإسرائيليين يعيشون واقعا أقل ما يقال عنه بأنه الجحيم بعينه.