رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

من غير المصريين قادر على ذلك فى هذه الأوقات العصيبة؟ من غير مصر وأبنائها يستطيع أن يذكى جذوة المقاومة فى النفوس، ويلهم شعوب الأرض، بأن مقاومة المحتل حق و واجب وشرف وحياة. من غير مبدعيها من الشعراء والأدباء والنقاد والكتاب والمفكرين يمكنه أن يستعيد غسان كنفانى، فيعيد للعالم كله تراثه المناضل؟ من غير المصريين يستطيع أن يستعيد زعامة ومقاومة عبدالناصر للاستعمار، ونحن على مقربة من لحظة ميلاده  نحتفل بها فى منتصف يناير الجارى؟ ليست شوفينية أو عنصرية، ولكنه «الجين gene» المصرى، الذى يحفظ للعرب أغلب تراثهم، ويتغنى بأمجادهم على مر العصور، فيذكر للفلاسفة العرب والمسلمين أفكارهم وفلسفاتهم، ويحفظ لهم أشعارهم، من الخنساء إلى غادة السمان، ومن امرؤ القيس إلى محمد إقبال؟ نحفظ لإخواننا العرب مكانتهم فى تأسيس  الصحافة والمسرح  مثلما نذكر لقدمائنا المصريين إبداعهم فى الحضارة والعمارة والعلوم والطب والزراعة والهندسة. ونحفظ لمبدعينا المحدثين إسهاماتهم الروائية والشعرية والمسرحية والسينمائية  والصحافية وغيرها.

< أشعر بقلوب الناس تنزف، وهى يزف إليها تباعًا، أنباء ارتقاء  الشهداء كل لحظة، برصاصاتٍ وقنابل محرمًة دوليًا، يكذب  المستعمرون  كلهم (انجليز وفرنساويين وألمان وأميركان وتابعيهم) حينما ينفون عنها هذه الوصمة..العار الذى يطوقهم جميعًا، إذ  يشاركون معًا  فى انتاجها، بكل ما أوتوا من علم ومال ونهب وسلب،  لمقدرات الأمم والشعوب الصغيرة الضعيفة،  التى مازالت تنكفئ على تخلفها، مكبلة بموروثات تضيق الخناق على مستقبلها.

< اًلف قتيل إسرائيلى حتى لحظة كتابة هذه السطور. وآلاف المصابين، بمن فيهم وزير دفاع أمريكا الذى تردد أنه زار القطاع المحتل، فأصابته الأوبئة المنتشرة فى غزة، وظهر على جسده الطفح الجلدى، نتيجة هذه الاعمال الغاشمة لقوات الاحتلال ومن يطعمون ويلقمون بنادقهم ودباباتهم وطائراتهم بالبارود المسموم المحموم المحرم دوليًا.

< وائل الدحدوح.. زميلنا الكبير الذى ارتقت أسرته تباعًا إلى بارئها، ومع هذا  لم  يتوقف عن خوض معركته، فيوقف رصده ومشاهداته ونقله الحى للمجزرة الصهيونية العالمية المرتكبة على أرض فلسطين. حتى الآن إرتقى ١٠٩ صحفيين، يخوضون معركة الإخبار والإعلام عن هذه الابادة الجماعية . يجب التنويه هنا إلى أن نقابة الصحفيين المصرية نعت هؤلاء الزملاء، وإن كنت ادعو إلى الاحتفال بهم بشكل أكثر تنظيما وتأثيرًا.

< عالم مسعور مجنون لا يتوقف، ولم يبق فى مواجهته  إلا دول من أمثال جنوب افريقيا، تقوده بكل تصميم وعزم إلى المحكمة الجنائية الدولية، واكثر من ألف محام من «شيلى»، البلدٍ المقاوم الثائر على ديكتاتوره بينوشيه، ليأتى حصاد ثورته بعد سنوات  انتصارًا لقيم مقاومة حقيقية، يكذب الغربيون عندما ينسبونها لهم كذبًا على  انها قيم العالم الحر، فليست سوى «قطعة قماش ممزقة»، يمسح بها رجال جنوب أفريقيا ومحامو شيلي  أحذيتهم، ويرتدون ثياب العدالة ليجرجروا الصهاينة فى المحاكم، بعد أن كبل الامريكيون العرب بتهديداتهم الرافضة لتوسيع رقعة الحرب، حيث كل عداء لنتنياهو وعصابته سيصب فى هذه القناة التى جاهدوا لإغلاقها ومازالوا، وإن كنا لا نعرف مصيرًا للبنان  بعد أن اغتيل قادة حزب الله فى حصونهم!

< الحفاوة بالشهادة فى مواجهة الاحتلال والقهر مقاومة..  مصر الكبيرة تستطيع أن ترقى بهم إلى مواضع التبجيل والتكريم والاحترام.