رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يا بلدى

قلبى مع الإعلامى الفلسطينى وائل الدحدوح الذى فقد خمسة من عائلته خلال ثلاثة أشهر على يد العدو الصهيونى الغادر.

هذا الرجل ليس مجرد إعلامى ولكنه بطل من ابطال المقاومة ونموذج نادر للصمود، والصبر والاحتساب، وشاهد على جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين التى تجرى برعاية أمريكية وأوروبية.

الصدمة الأولى لوائل الدحدوح كانت يوم ٢٥ أكتوبر الماضى عندما فقد أربعة من عائلته مرة واحدة هم زوجته وابنه وابنته وحفيده خلال قصف إسرائيلى لمنزل أسرته التى نزحت إليه فى مخيم النصيرات، ضمنَ المنطقة التى زعمَ جيش الاحتلال أنها آمنة ودفعَ الفلسطينيين نحو النزوح لها قسرًا.

وشاهدت كما شاهد الملايين لحظة تلقى الدحدوح نبأ استشهادهم على الهواء مباشرة خلال تغطيته للعدوان الوحشى على قطاع غزة، وظهر وائل على شاشة قناة الجزيرة مكلومًا مذهولًا وهو يتابع انتشال جثث عائلته من تحت الأنقاض فى لحظة إنسانية بائسة وهو يردد «بتنتقموا منا بالأولاد؟ دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال.

ورغم فداحة الصدمة وعمق الجراح تماسك الدحدوح ولم يتوقف عن استكمال دوره فى فضح جرائم الجيش الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.

وبعد حوالى ٧٢ يومًا ومع اكتمال الشهر الثالث للعدوان على غزة وقبل أن تلتئم الجراح فجع وائل الدحدوح بنبأ استشهاد نجله الأكبر المراسل الصحفى حمزة فى قصف إسرائيلى استهدف صحفيين غرب خان يونس بقطاع غزة، وبعقيدة المقاتل وبإيمان راسخ.

بالله وبالوطن شيع الدحدوح ابنه بكلمات ابكت العالم قائلًا: «إن حمزة لم يكن مجرد جزء منى، لقد كان أنا بمعنى الكلمة، كان روح روحى. هذه هى دموع الحزن والخسارة. هذه هى دموع الإنسانية».

وطالب العالم بأن ينظر عن كثب إلى ما يحدث فى غزة.

ونحن معه نطالب شعوب العالم بمؤازرة الشعب الفلسطينى الأعزل، نطالب هذه الشعوب بالضغط على حكوماتهم المتآمرة لوقف المجازر التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد الإنسانية فى غزة.

فقد تجاوز اعداد الشهداء حتى الآن 22000 فلسطينى منذ اندلاع الحرب فى غزة بخلاف 75 صحفيًا فى ظل سياسة العدو الصهيونى لإبادة الشعب الفلسطينى.

وما حدث مع عائلة وائل الدحدوح نموذج للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التى يرتكبها الكيان الصهيونى بحق الشعب الفلسطينى، وهو ما حذر منه خبراء بالإمم المتحدة بعد حوالى شهر من بدء الحرب على غزة والذين أكدوا أن إسرائيل لديها النية للقضاء نهائيًا على الشعب الفلسطينى وأن ما يحدث هو نكبة ثانية فى ظل فشل النظام الدولى فى وقف إطلاق النار ومنع إسرائيل من تنفيذ مخططها لإبادة سكان غزة المحاصرين.

كما كشف تقرير خبراء الأمم المتحدة حجم الكوارث الإنسانية التى يتعرض أهالينا فى غزة، فالأطفال يمثلون 41٪ من القتلى فيما يمثل النساء ما يزيد على 25 من القتلى وأن هناك طفلًا يُقتل ويصاب اثنان آخران كل 10 دقائق خلال الحرب، وهو ما حوّل غزة إلى «مقبرة للأطفال»، وأكد التقرير أن هناك عشرات العائلات تم القضاء عليها نهائيًا وكانت تضمّ أفرادًا من خمسة أجيال سقطوا جميعهم قتلى، ما يؤكد أن ما تعرضت له عائلة الدحدوح من إبادة تعرضت له عائلات اخرى كثيرة على مدار ثلاثة أشهر من الاعتداءات الوحشية للكيان الصهيونى على الفلسطينيين فى غزة.

للأسف لم يعد بمقدورنا فى ظل هذه الحالة من الضعف والهوان إلا الدعاء لإخواننا واهالينا فى فلسطين بالصبر والصمود ولشهدائنا بالرحمة والمغفرة، ولا عزاء للأنظمة المتخاذلة والمتآمرة على الشعب الأعزل.