رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

الذى على حكام إسرائيل، وفى المقدمة منهم، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومعه الوزيران الأكثر تطرفا وخطرا، فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى، بتسلئيل سيموتريتش وإيتمار بن غفير، أن يكفوا عن الترويج لأفكارهم الخبيثة، حول طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء بطريق التهجير القسرى، تحت قصف وتدمير بيوتهم، وإجبارهم على الهروب إلى حواف الحدود، أوبالأسلوب «المحسن»، الذى يتحدث عن الهجرة الطوعية، وكأنهم يمتلكون ناصية التصرف، فى مصيرشعب كامل السيادة على أرضه، التى هى جزء أساسى من دولة فلسطين، ومن ثم تسقط ولاية قوة الاحتلال عن مستقبل أبناء القطاع، الذى يقررونه دونما إذن من «تل أبيب».  

< السعار السياسى الذى يعبئ مخيلة أصحاب الرؤوس الساخنة، «نتنياهو» ووزيريه، للمالية «سيموتريتش» وللأمن القومى «بن غفير»، بتفريغ القطاع وتهيئته لاستيطان اليهود، ليس أكثر من أوهام، يتصورونها غطاء لهزائمهم، التى كشفت فشلهم أمام المجتمع الإسرائيلى، عندما صدمتهم هجمة طوفان الأقصى، داخل تجمعاتهم الاستيطانية، وكسرت عيونهم بمئات من الأسرى والقتلى، بفضيحة ما اعتادت إسرائيل عليها، إلا فى هزيمة حرب أكتوبر1973، وبالتالى يشعرون بأنهم على هامش الوعد اليهودى، طالما خسروا- من قبل- فكرة أرض داود من ناحية، وتطاردهم- فى الحال- كوابيس الهزيمة، من ناحية أخرى، للدرجة التى فقدوا الإتزان، فيما يعلنون من أوهام.

< لقد انكشف غطاء القوة، عن الضعف الذى تمكن من حكومة «تل أبيب»، أمام الموقف المصرى- الأردنى، عندما كانت الرسالة، أنه لن يكون هناك تهجير من غزة، أو تصفية للقضية الفلسطينية، الأمر الذى خيب آمال القادة الإسرائيليين، عندما فقدوا الدعم الدولى والأممى، وعلى وجه الخصوص الدعم الأمريكى، لمخططهم الصهيونى لتفريغ غزة فى سيناء، وتحت تأثير الصدمة، راحوا إلى بديل أكثر صعوبة، فيما لو رفضت أى دولة قبول لاجئين من غزة، وأظن أن أى من دول العالم لن توافق على مثل هذا النوع من اللجوء، طالما هو فى الأساس تهجير قسرى وليس طوعياً، كما تروج له حكومة «تل أبيب»، من أجل العودة لإحتلال القطاع. 

< لكن..هل يجب أن نصدق رفض «واشنطن» لتهجير الفلسطينيين؟..أنا أقول انه ليس فى الصالح العربى، وبشكل خاص الصالح الفلسطينى، أن نطمئن لهذا الرفض، لأنه لا يعبر عن قناعة الإدارة الأمريكية، بحق الفلسطينيين فى عموم أرضهم المحتلة، بأن يحملوا السلاح ويدافعوا عن قضيتهم، لأجل حياة آمنة فى دولة مستقلة، بقدر ما هو التفاف مؤقت لإنتاج موقف جديد، يمكنه تجميل الصورة الأمريكية أمام الضغط الدولى، فى اتجاه إدانة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر فى غزة، وفى الوقت نفسه الحاجة لتعويم فرصة الرئيس جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية، التى تشير استطلاعات الرأى، إلى تراجع حاد فى كتلة مؤيديه، مع تعاظم فرصة منافسه دونالد ترامب. 

< ومع ذلك.. نرى الأمريكيين منشغلين بمستقبل غزة، مثلما إسرائيل فى مسألة ما يقولون عنه «اليوم التالى»، وكأن غزة نجمة على العلم الأمريكى، يخططون لإدارة عربية هناك، أو سلطة فلسطينية غير الحالية، والتمثيل هنا أن حكومة «نتنياهو» ترفض ما تطرحه «واشنطن»، مقابل أن تتحدث الإدارة الأمريكية، عن ضغوط لتضييق حلقات الدمار والمجازر فى غزة، فى فضاء من الجدل السياسى «المصطنع» ربما، من دون الكلام عن حق الفلسطينيين فى تقرير مستقبل غزة، وهو الحق الذى تكفله الأعراف والقوانين الدولية.. من هذه النقطة، يجب أن يسرع العرب فى العمل مع الجانب الفلسطينى، على صياغة ما ستكون عليه إدارة غزة، لكن برؤية فلسطينية وليس كما تريد «تل أبيب».  

[email protected]