رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عام الإنجازات والطعنات.. أحداث ثقافية ورحيل مؤلم

وقائع أثرت فى المشهد الثقافي.. أبرزها حرب غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

معارض وفعاليات.. جوائز وتكريمات ومعرض فرانكفورت.. جدال لم ينته

 

ما بين إنجاز يتلو آخر، وفقد يجر فقدًا، مر عام ٢٠٢٣، بأحداثه وتقلباته، مفاجآته وطعناته، حلوه ومره، فعلى الصعيد الثقافى كان من أبرز الأحداث التى خيمت بظلالها المؤلمة على المشهد الثقافى العالمى برمته، ما يحدث بغزة الحبيبة، حيث تم إلغاء الكثير من الفعاليات المحلية والدولية، تضامنًا مع كفاح وصبر أبناء غزة ونصرة لهم واحتجاجًا على ما يقع عليهم من اعتداء غاشم، وذلك على مستوى مصر والدول العربية، حيث تم تأجيل مهرجان الجونة بمصر، ومهرجان القاهرة السينمائي في دورته 45، ومهرجان الموسيقى العربية، وإلغاء بعض الحفلات والنشاطات الثقافية ببلدان عربية مثل الكويت وتونس والأردن ولبنان.

وفى التقرير التالى نستعرض معًا أهم الأحداث والمحطات الثقافية الاستثنائية الأهم فى مصر والعالم، والتى شهدها عام ٢٠٢٣.

< أحداث دولية:

< جائزة نوبل

فاز الكاتب النرويجى يون فوسه بجائزة نوبل للآداب 2023، وبرز فوسه ككاتب مسرحى على الخشبة الأوروبية، بفضل مسرحيته «شخص ما سيأتى إلى المنزل» التى تولى إخراجها المسرحى كلود ريجى عام 1999 فى باريس.

الكاتب النرويجى يون فوسه 

< معارض دولية:

وشهد العام العديد من معارض الكتاب على المستوى العربى والعالمى، بدءا بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ومعارض عربية مثل: معرض أبوظبى، الرياض، بغداد، الشارقة، تونس.. وغيرها.

< معرض فرانكفورت:

وهو المعرض الأقدم والأهم على مستوى العالم، حيث يرجع إلى خمسة قرون مضت، وقد شهدت دورته الخامسة والسبعون هذا العام حدثًا مؤسفًا، شغل الشارع الثقافى وأثار جدلا واسعا، حيث

أعلن منظمو معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، أكتوبر الماضى، تضامنهم الكامل مع إسرائيل، وبالمقابل ألغى حفل توزيع جائزة الروائية الفلسطينية عدنية شبلى، ما أغضب اتحاد الكتاب العرب ومشاركين آخرين بالمعرض ودفع عدة مؤسسات للانسحاب.

وكان من المقرر أن تتسلم الكاتبة الفلسطينية -المقيمة فى برلين- عدنية شبلى، جائزة أدبية تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية «ليتبروم» فى معرض فرانكفورت عن روايتها «تفصيل ثانوي».

< إنجازات وأحداث ثقافية مصرية:

_ الهيئة المصرية العامة للكتاب:

أصدرت الهيئة خلال العام 450 عنوانًا تنوعت بين النشر العام والسلاسل وكتب الأطفال والمجلات، وأصدرت الهيئة قرارًا باستئناف سلسلة أدباء القرن العشرين، كما صدرت سلسلة «حكايات النصر»، احتفاءً بمرور 50 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة، إلى جانب إطلاق مشروع «استعادة طه حسين»، احتفاءً بالذكرى الـ 50 لوفاة عميد الأدب العربى، حيث يقدم 12 عنوانًا تنوعت بين التأليف والتأليف المشترك والترجمة.

_ المركز القومى للترجمة

أصدر المركز القومى للترجمة، برئاسة الدكتورة كرمة سامى، 122 عنوانًا مترجما خلال العام منها: الجزء الخامس من القاموس الموسوعى فى العلوم النفيس، موسوعة علم الاجتماع، مغامرة المنهج، التدين والحراك فى مصر، مقدمة فى التصوف المسيحى، الاستشراق هيمنة مستمرة، مقدمة فى الأناجيل الثلاثة، الكتاب البري، وغيرهم من الموضوعات التى تناقش وتطرح كافة القضايا المشكلات .

_  دار الكتب والوثائق

وطبعت الدار خلال العام 40 عنوانًا من الكتب التراثية والتاريخية من خلال مراكزها العلمية المتخصصة، ومن بين أهم العناوين التى أصدرتها الدار: العقاد الذى لا يعرفه الكثيرون، الحسن بن الهيثم «جزئين»، أيام العرب فى الجاهلية، كامل الكيلانى، دار الكتب المصرية ١٨٧٠-٢٠٢٠، محمد على وعصره، صحافة تيار اليسار فى مصر خلال ربع قرن، البرلمان المصرى فى الصحافة المصرية (ببليوجرافيا)، ومعجم المصطلحات الصيدلانية.

العقاد

< أحداث ومهرجانات

شهد العام احتفال الجمعية المصرية للكاريكاتير بمرور أربعين عامًا على تأسيسها، فقد سعى عدد من فنانى الكاريكاتير إلى تكوين «الجمعية المصرية للكاريكاتير» عام 1983 بمشاركة 25 رسامًا، وتم اختيار الفنان محمد عبدالمنعم رخا رئيسًا لها.

كما شهد العام إقامة الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، برئاسة الناقد د. سامح مهران، وشارك فى المهرجان هذا العام 19 دولة عربية وأجنبية، بتسعة عشر عرضًا مسرحيًّا، وشاركت مصر بعرضين هما «الرجل الذى أكله الورق» والمأخوذ عن مسرحية »تاجر البندقية» لوليم شكسبير، والعرض من إخراج أحمد الحضرى، والعرض الثانى هو «من أجل الجنة إيكاروس» من إخراج أحمد عزت الألفى، ويشارك عرض «فريدة» فى المسابقة الرسمية وهو من إنتاج فرقة الرقص الحديث تصميم وإخراج  سالى أحمد.

كما أقيمت الدورة السادسة عشرة من مهرجان سماع الدولى للغناء والإنشاد، وشارك فى المهرجان هذه الدورة فرق من كل من الكونغو وجنوب السودان وقبرص وباكستان ورومانيا وتتارستان، كما أقيم المهرجان القومى للمسرح.

< جوائز وتكريمات

جاء فوز الناقد والمترجم الراحل د. محمد عنانى بجائزة النيل فى الآداب، ليعطى للجائزة قيمة إضافية، نظرا لأن الراحل الكبير كان أحد أهم النقاد والمترجمين العرب خلال القرن العشرين، ويكفى ترجماته للأعمال الكاملة لشكسبير، فعلى مدار أكثر من ستين عامًا فى العمل الثقافى، قدم عنانى للثقافة العربية عشرات الكتب المترجمة، حتى أطلق عليه لقب عميد المترجمين العرب.

د. محمد عنانى 

كما فاز بجائزة النيل فى الفنون الفنان د. عبدالسلام عيد رائد الجداريات الفنية فى مصر. ويعد الفنان عبدالسلام عيد 1943 أحد أبرز الفنانين الذين يستخدمون التقنيات الحديثة والوسائط المتنوعة فى أعمالهم الفنية وهو صاحب الجداريات الشهيرة وأهمها جداريات مكتبة الإسكندرية، والجدارية الشهيرة فى مدخل محافظة الإسكندرية، وهو أول فنان تشكيلى من هذا الجيل يحصل على جائزة الدولة التقديرية عام (2005). 

أما جائزة الدولة التقديرية فى الآداب فقد فازت بها الروائية هالة البدرى، صاحبة «رقصة الشمس والغيم» و«منتهى» و«أجنحة الحصان» و«طى الكتمان» و«ليس الآن» و«امرأة ما» وغيرها.

الروائية هالة البدرى

وفاز بنفس الجائزة الناقد د. أحمد يوسف على أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة الزقازيق، وهو ناقد بارز صاحب تجربة مهمة فى التجديد اللغوى من خلال مؤلفاته المختلفة ومنها«قراءة النص- دراسة فى الموروث النقدي».

أما الجائزة التقديرية فى الفنون فقد حصل عليها الموسيقار هانى شنودة، وتعد الجائزة تتويجا لجهود نصف قرن من التجديد الموسيقى.

كما حصل على تقديرية الفنون أيضا الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية والأستاذ بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ورئيس أكاديمية الفنون الأسبق، أما جائزة الدولة للتفوق فقد فاز بها فى فرع الآداب كل من الشاعر فتحى عبدالسميع والناقد المسرحى الراحل د. مصطفى سليم.

وفاز بجائزة كتارا هذا العام كل من الكاتب الروائي أشرف العشماوي عن روايته «الجمعية السرية للمواطنين»، والكاتبة رشا عدلي عن روايتها «أنت شرق أنت تضيء»، كما فاز الشاعر د. حسن طلب بجائزة العويس الثقافية فى الآداب، ويأتى فوز الشاعر حسن طلب بجائزة العويس الثقافية هذا العام تتويجًا لرحلة شعرية تمتد لأكثر من نصف قرن، عبر مجموعة من الدواوين منها «لا نيل إلا النيل» و«آية جيم» و«طهطا المهد.. طهطا اللحد» و«إنجيل الثورة وقرآنها» وغيرها.

الشاعر حسن طلب

< عام الفقد والرحيل:

كما شهد العام رحيل مجموعة من الرموز الثقافية منهم الفنان والأديب عز الدين نجيب، والذى قدم تجربة مميزة فى الفن التشكيلى وفى القصة القصيرة والنقد التشكيلى، على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان. قدم خلالها مجموعة من الكتب المهمة منها «النار والرماد» و«موسوعة الفنون التشكيلية فى مصر»، و«فنانون وشهداء».

الأديب عز الدين نجيب

كما شهد العام رحيل الروائى حمدى أبوجليل، وقد ولد أبو جليل فى مدينة الفيوم عام 1967، من جذور بدوية، وتميزت لغته السردية بحس مختلف انحاز فيها إلى لغة الهامش وهذا ما نراه فى روايته «الفاعل» والتى حصل بها على جائزة نجيب محفوظ فى الرواية من الجامعة الأمريكية عام 2008، وكان أول أبناء جيله حصولا عليها.

كما رحل المترجم والمفكر شوقى جلال شوقى، والذى يعد من أهم المفكرين والمترجمين الذين بذلوا عمرهم للثقافة والفكر، فقد كان مثقفا نوعيا، وقد ظهر ذلك فى كتبه المهمة ومنها «الفكر العربى وسوسيولوجيا الفشل» و«نهاية الماركسية».

وفقدت الحركة المسرحية واحدًا من أهم كتابها وأحد فرسان المسرح، الكاتب محمد أبو العلا السلامونى، والذى رحل عن دنيانا عن اثنين وثمانين عامًا، وقدم للمسرح عشرات المسرحيات التى حققت نجاحًا ملحوظًا منها «الثأر ورحلة العذاب» والتى أخرجها عبدالرحيم الزرقانى، و«رجل القلعة» والتى أخرجها ناصر عبدالمنعم، و«مآذن المحروسة» إخراج سعد أردش، و«ديوان البقر» والتى أخرجها كرم مطاوع وغيرها.

ومما قدم للتليفزيون: «جمهورية زفتى»، «الحب فى عصر الجفاف»،«الفراشات تحترق»، «سنوات الحب والملح».

كما ودعت الحياة الثقافية الشاعر محمود قرنى، كان محمود قرنى شاعرًا صاحب موقف جمالى وفكرى من الحياة.

وعلى المستوى العربى فقد شهد العام رحيل عدد من الكتاب العرب مثل السورى حيدر حيدر، والذى تمثل تجربته واحدة من أهم التجارب الروائية فى العالم العربى فى جيل الستينيات، فهو كاتب ينتمى للتيار العروبى الوحدوى، صدرت مجموعته القصصية الأولى «حكايا النورس المهاجر» عام 1968، فى تلك الفترة قام «حيدر» مع مجموعة من الأدباء السوريين بتأسيس اتحاد الكتاب عام 1968، وكانت مجموعته القصصية «الومض» من الكتب الأولى التى أصدرها الاتحاد.

صدرت له مجموعة من الأعمال الروائية والقصصية منها «رواية الفهد» و«التموجات»، وفى عام 1984 صدرت روايته الأشهر «وليمة لأعشاب البحر»، والتى أثارت جدلًا واسعًا حينما أعيد طبعها من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مصر عام 2000م.

ونعته وزارة الثقافة الفلسطينية بأنه «من الكُتاب القوميين الذين نذروا أنفسهم دفاعًا عن قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث شارك بالمقاومة الفلسطينية من خلال دوره فى الإعلام الفلسطينى الموحد واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين فى بيروت».

كما ودعنا أيضا الشاعر العراقى كريم العراقى الذى رحل عن عالمنا عن عُمرٍ ناهز الـ68 بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، ويمتلك العراقى سيرة مهنية حافلة بالمجد، إذ ألّف عشرات المسرحيات والقصائد التى غنّاها أكبر نجوم الوطن العربى مثل كاظم الساهر وأصالة وماجد المهندس وصابر الرباعى وسميرة سعيد وغيرهم الكثير.