رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم عن علاقة الإخوان بنظام مبارك، ففى العام ٢٠٠٨ كانت الجماعة قد وصلت تقريبًا إلى مرحلة اليأس من التواصل مع نظام مبارك، كانت عبر مرشدها تعلن أنها مستعدة للجلوس والتفاهم والحوار، لكن لا أحد يستجيب أو يرد، فى نهاية العام كان مهدى عاكف يتحدث فى مكتبه بمقر مكتب الإرشاد، يجلس حوله ممثلون عن القوى السياسية المختلفة، ذهبوا إليه لمناصرة قطاع غزة، كانت إسرائيل وقتها تشن حربًا شرسة على أهل القطاع، لكن عاكف وبدلا من أن يركز على نصرة غزة، إذا به يخرج عن النص المرسوم أو أنه فعل ذلك مع سبق الإصرار والترصد، قال لمن حوله «هناك رموز وشخصيات كبيرة عرضت على الجماعة مقابلة حسنى مبارك، لكن هؤلاء جميعا كانوا يذهبون دون أن يعودوا»، وقتها لم يفصح مهدى عاكف عن حاملى الرسائل هؤلاء، ولم يحدد أسماء الذين قاموا بوساطات أو حاولوا على الأقل أن تجرى المياه بشكل طبيعى بين النظام والجماعة، رغم أن هذه نقلة فى علاقة الإخوان بمبارك، فمعنى أن يقوم بعضهم بعرض الوساطة أن هناك أملًا فى التواصل، فقبل أن يأتى عاكف إلى مكتب الإرشاد كانت كل القنوات مغلقة، وعند سؤال مأمون الهضيبى ساكن مكتب الإرشاد قبل عاكف لماذا لا تتحاور مع النظام؟، فقال بصراحته التى كانت تكشف كثيرًا من أوراق الجماعة السرية يا ريت إحنا بس عاوزين أى حد يعبرنا، طلبنا كتير أن نجلس مع أى حد من النظام لكنهم يتعاملون معنا وكأننا لسنا موجودين.

كان عاكف مختلفًا تمامًا عن الهضيبى، كان يتحدث عما يجرى وما لم يجر، ولذلك لم يكن من السهل أن تصدقه طول الوقت، وهو ما جعل البعض يصدق الوجه الآخر من العملة، الوجه الذى يقول إن الإخوان هم الذين طلبوا الوساطة والصلح مع النظام، لكن النظام فى كل مرة كان يرفض ويأبى، لقد كانت هناك بالفعل أكثر من واقعة أحاط بها الغموض، ولم يكن معروفًا على وجه التحديد من يقف وراءها، هل أنتجتها الجماعة لإحراج النظام، أم أن النظام هو الذى أنتجها لإحراج الجماعة.. الغريب أن هذه الحكايات نشرت وبالأسماء دون أن يحتج أو يصحح أحد، الحكاية الأولى اجتهد عدد من أعضاء جماعة الإخوان الذين دخلوا مجلس ٢٠٠٥ ضمن مجموعة الـ٨٨ أن يمدوا جسور الود مع بعض قيادات الحزب الوطنى، وكان على رأس هذه القيادات الدكتور زكريا عزمى، ليس باعتباره نائبًا فى المجلس فقط، ولكن باعتباره رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهو ما يجعله الأقرب إلى مبارك والأكثر ثقة ومصداقية لديه.

لم يتحدث نواب الإخوان مع الدكتور زكريا فى مجلس الشعب، ولكن ذهبوا إليه فى مقره الانتخابى فى دائرة الزيتون، حيث كان يلتقى بشكل دورى مع أهالى الدائرة، تحدثوا إليه، طلبوا منه مباشرة أن يتوسط لدى الرئيس من أجل أن يجلسوا إليه، ومن أجل تصفية الأجواء بين النظام وبين الجماعة، استمع منهم زكريا جيدا، ولم يرد عليهم، دون أن يعرف أحد هل عرض الرسالة على مبارك الذى رفض رسالة الإخوان، أم أنه لم يعرض الرسالة من الأساس، الحكاية الثانية بطلها الدكتور يحيى الجمل الذى كان معروفا بعلاقته الطيبة بجماعة الإخوان المسلمين، أشارت المصادر إلى أنه بعد قضية غسيل الأموال التى اتهم فيها خيرت الشاطر وحسن مالك وعدد من قيادات الجماعة وأدانهم القضاء العسكرى، حمل الجمل رسالة من النظام إلى مهدى عاكف مضمونها أن تعقد الجماعة جلسات سرية مع قيادات الحزب الوطنى، للتفاهم من أجل تخفيف الحرب المتبادلة بين الطرفين، وقتها قالت بعض المصادر إن مهدى عاكف قال ليحيى الجمل معاك كارت بلانش، فى إيحاء إلى أنه سيوافق على كل ما يقرره الجمل، وللحديث بقية

[email protected]