رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أشرف بتمثيل مصر منذ 2020 فى اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا- اليونسكو، باريس. وهى اللجنة الوحيدة التى تعمل فى مجال أخلاقيات البيولوجيا على مستوى العالم. «أخلاقيات البيولوجيا» بتعبير بسيط هو المبحث الذى يدرس التطورات الحادثة فى علوم الحياة وما ينتج عنها من تقنيات جديدة من أجل ضمان أن تظل علوم الحياة قائمة على قيم وأسس أخلاقية.

تختار اللجنة كل عامين موضوعين يتولى أعضاؤها دراستهما والخروج فى النهاية بتوصيات يتم إرسالها إلى صناع القرار فى الحكومات والمجتمع العلمى والأفراد العادية تنبيهًا وتحذيرًا للغرض نفسه وهو أن تظل المبادئ الأخلاقية هى ما يقود ويوجه كل علم.

أحد الموضوعين اللذين انتهت اللجنة فى سبتمبر الماضى من دراستهما يتعلق بالدروس المستفادة من وباء كورونا والإجراءات المقترح اتخاذها لمواجهة أى وباء مستقبلي- لا قدر الله- بشكل أفضل يقلل من عدد الوفيات والإصابات.

ولما كان إيصال هذه التوصيات لأكبر عدد من الناس مسؤولية أخلاقية فى ذاتها- إذ إنها صدرت باللغة الإنجليزية-، وكانت الأخطار تتهدد مصر من كل جانب، بحيث إنها ليست فى حاجة لمخاطر أخرى، فسأحاول تلخيص التوصيات فى هذا المقال.

أوصى التقرير الدول أن تستعد من الآن من حيث إن الاستعداد والجاهزية أفضل من انتظار وقوع الوباء ثم تبدأ أجهزة الدولة فى الحركة. فالوباء يعنى انتشارًا سريعًا للمرض وبالتالى فهو يتطلب حركة سريعة فى المواجهة.

على الدول فى إدارتها لأى وباء بما فى ذلك الإجراءات الوقائية والعلاجات والأمصال أن تعتمد فى قراراتها على أفضل وأحدث معرفة وأدلة علمية. يجب على الدولة أن تستمع للعلماء قبل اتخاذ قراراتها، فالعالِم هو من يمكنه تقدير حجم المخاطر التى على أساسها يمكن للدولة اتخاذ قراراتها. كذلك يجب إجراء حوار بين الساسة والعلماء ورجال القانون والأخلاقيات، فلكلِّ منظور قد يكون من المفيد أن يعرضه قبل اتخاذ القرارات. يجب إيصال هذه القرارات بسرعة للمواطنين لضمان سرعة الأخذ بها ولإغلاق الباب أمام الإشاعات التى تجد سبيلها فى مثل هذه الظروف وتحدث بلبلة وذعرًا بين صفوف المواطنين.

يجب إمداد مجتمع الإعلام بثقافة علمية كافية بصفة عامة وخاصة بالوباء وذلك منعًا لكتابة ونشر معلومات خاطئة نتيجة فهم خاطيء، وحتى لا يمدهم أحد بأية معلومات خطأ. فخلفيتهم العلمية الكافية والخاصة بالوباء تقف حائط صد ضد أية معلومات خاطئة أو مضللة.

يجب إمداد العامة بمعلومات صحية عن الوباء وكيفية التعامل معه صحيًا وأخلاقيًا، وذلك من خلال ورش عمل تجريها المجتمعات المحلية مثل قصور الثقافة المنتشرة فى كل محافظات الدولة توضح كل المسائل المتعلقة بالوباء وطرق التعامل معه. كما يجب التركيز على أهمية تطبيق مباديء التضامن وعدم الإضرار والشفافية وتشاطر المنافع. فالوباء مثله مثل أى أزمة لا يحلها بشكل جيد سوى التضامن والتكاتف والوقوف صفًا واحدًا. ولنا فى حروب 56، 67، 73 أمثلة للكثير من صور التكاتف والتضامن التى أظهرها شعب مصر العظيم.

لذا فعندما يكون الوباء عالميًا، فإن مباديء التضامن والتكاتف يجب أن يظهر حتى فى علاقات البلاد بعضها مع بعض. هنا يجب على الدول الغنية أن تساعد الدول الفقيرة بالأجهزة والأمصال لتقليل عدد الوفيات وحدة المعاناة. ويجب على العلماء أن تتبادل أية معلومات خاصة بأى علاج أو مصل يتم اكتشافه. وهنا يظهر دور المنظمات الدولية مثل اليونسكو. إذ يجب أن تعمل على نشر قيمة أن منتجات العلم الخاصة بالوباء مثل الأمصال ليست للتربح ولكنها للصالح العام. لم تنجح الأصوات الإنسانية أثناء وباء كورونا فى حل هذه الجزئية للأسف عندما طالبت الهند وجنوب أفريقيا- وأيدتهم مصر- بتعليق وقتى لحقوق الملكية الفكرية فى اختراع الأمصال تخفيضًا لثمنه وتسريعًا لتوزيعه، ورفضت الدول الكبرى هذا الاقتراح.

[email protected]