رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

الصراع بين «حماس» وإسرائيل، يمضى- فى الوقت الراهن- إلى أخطر مراحله على الإطلاق، ليس فى ميادين «طوفان الأقصى» وحسب، بقدر ما يشغل الفضاء السياسى فى «تل أبيب»، وحتى العواصم العربية المعنية بالقضية الفلسطينية، وعواصم الغرب الداعمة لدولة الاحتلال، فى عدوانها الغاشم والمتواصل، سواء فى غزة حالياً، أو فى عموم الأراضى الفلسطينية، منذ نكبة 1948، والإعلان الأممى عن قيام دولة إسرائيل، وبالتالى أنتج هذا الصراع مرحلة جديدة، يمكن القول إنها مرحلة صراع سياسى، تجرى تفاصيله فى السر والعلن، تتسول فيه إسرائيل موافقة «حماس» على هدنة طويلة، ضمنها تبادل أسرى بين الطرفين.

< لأول مرة، يكشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- وربما كان فى غفلة- عن نقاط الضعف فى الصورة الشاملة للدولة العبرية، أولاً ما يتعلق بالهزائم التى تلاحق الجيش، على جبهات الشمال والجنوب ووسط عزة، وما يصدمه من الخسارة النوعية، فى صفوف الجنود والضباط والآليات العسكرية، وثانياً الضغوط الممتدة داخل إسرائيل وخارجها، ضغوط أهالى الأسرى عهدة «حماس»، وأولئك يتهمون الجيش بقتلهم، بجانب ضغوط دولية وأممية، تدفع فى اتجاه رفع غطاء الدعم الغربى، وتبنى الإدانات للمجازر ضد أبرياء القطاع، الأمر الذى كسر أنف «نتنياهو»، وإجباره على تقديم عروض سخية لـ«حماس»، التى صارت فى الوضع القوى، لأى مفاوضات قد تخضع لها إسرائيل

< والوضع القوى هنا، أن قادة «حماس» يعلمون المكان الصعب، الذى حشر «نتنياهو» نفسه فيه، وأيضاً المكان الواسع، الذى تحاصر فيه الجيش جبهات عدة، ومن بين معطيات أخرى، ترفض «حماس» كل عروض الـ«نتنياهو»، وتشترط هى من موقع القوة، وقف العملية العسكرية على قطاع غزة، مقابل أن تدرس مسألة الإفراج عن الأسرى، ضمن ثوابتها فى وثيقة تأسيس الحركة- حركة المقاومة الإسلامية «حماس»- من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فى عام 1987، بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، غير ما ترفضه من أى تهجير طوعى أو قسرى من قطاع غزة. 

< بالطبع يمكن للمواقف أن تتغير، أو تجرى عليها تعديلات، لكن فى حكم المؤكد، أن قادة «حماس» يفهمون جيداً أنهم لو أطلقوا الأسرى الإسرائيليين، ضمن هدنة إنسانية قصيرة، مثل التى يعرضها «نتنياهو» بأسبوع، سوف يقعون فى فخ التصفية القهرية، ليس لقادة محور المقاومة فقط، لكن للقضية الفلسطينية برمتها، والتخلص نهائياً من فكرة حل الدولتين، التى يعمل العرب والمجتمع الدولى على بلوغها، ويجتمع عليها المكون الفلسطينى، ولذلك ما يجرى حالياً من تفاوضات، تعكس رغبة الوسطاء فى التلاقى عند نقطة، قد تفرض تناولات أو تقدم مغريات، يرتضى عندها الطرفان، وهو ما يتطلب جهوداً شاقة وطويلة، باعتبار أنها لحظة الذروة، فى الصراع بين الحركة وإسرائيل

< هذا الصراع الذى يمتد لـ35 عاماً، منذ بدأت الحركة أولى عملياتها، فى عام 1989، بخطف وقتل جنود إسرائيليين، وعلى الرغم من أنإسرائيل صنفتها «إرهابية»، غير أنها- الحركة- استمرت فى المواجهات ضد جيش الاحتلال، حتى حل اتفاق أوسلو، عام 1993، الذى رفضته واختارت المقاومة بديلاً لإلقاء السلاح، وكانت البداية للانقسامات الداخلية، على خلفية قبول السلطة للاتفاق، ومن ثم كانت نقطة التحول التاريخية، فى أن تتبنى «حماس» منهج المقاومة ضد الاحتلال، وتستمد النفوذ فى القطاع، بعد فك الارتباط الإسرائيلى مع غزة فى عام 2005، ما هيأ للحركة كل شروط السيطرة وتشكيل مؤسسات دولة، غير التى فى رام الله.. من يصمد للنهاية.. «حماس» أم إسرائيل؟ 

[email protected]