عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيق مختوم

يتخذ بعض الحمقى الحمار مضربًا للأمثال فى الغباء وهو الكائن الجميل الذى يؤدى واجباته على أكمل وجه ولا يتذمر ابداً من العمل الشاق، مسالم لا يثير المشاكل، حليم صبور على غلظة وسماجة السفهاء، لذا اتخذه الديمقراطيون أيقونة سياسية وعلامة تجارية تدر عليهم مئات الملايين من الدولارات. وبدأت الفكرة الخلاقة عندما سخر الجمهوريون من سياسات أندرو جاكسون الشعبوية فقرر ان يحول الاهانة الى نقطة قوة فاختار حمارًا رمادى اللون أنيق المظهر رمزًا للتمرد على النخبوية وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية «لنترك الشعب يحكم». 

لكن  هذه الايام انقلب الديمقراطيون على إرثهم العظيم عندما تجاهلوا نبض قاعدتهم  الاساسية من الشباب و الأقليات الغاضبة جدًا من سلوك بايدن المنحاز للاحتلال الاسرائيلى بل تمادى فى غيه و تجرد من الإنسانية وصب الزيت على النار، ووصف نفسه بالصهيونى الأكبر وأصدر شيكًا على بياض لحرب الإبادة الجماعيه ضد المدنيين فى قطاع غزة. هذا الشعور المتنامى بالضيق من فجر الفاشية الاسرائيلية انعكس بجلاء على استطلاعات الرأى الأخيرة التى وضعت بايدن فى حفرة كبيرة لا يعرف كيفية الخروج منها،  ففى استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جالوب  يشير الى تحول كبير تجاه الصراع المعقد فى الشرق الأوسط وازداد تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين حتى أصبح الآن 49% مقابل 38% للإسرائيليين، بإلاضافة إلى أن  80% من الديمقراطيين يوافقون بشدة على الدعوة لوقف إطلاق نار فورى وغير مشروط مع ضرورة ممارسة إدارة بايدن ضغوط جدية على حكومة نتنياهو العنصرية لتجنب المزيد من إراقة دماء المدنيين العزل وإدخال المساعدات الانسانية بشكل عاجل. يرى مسؤول استطلاعات الرأى الجمهورى بيل ماكينتورف فى مؤسسة «PublicOpinionStrategies» إن شعبية بايدن فى أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته، وهذا يعزى إلى حد كبير إلى الطريقة التى ينظر بها الأميركيون إلى تصرفاته فى السياسة الخارجية.

نفاق اللوبى اليهودى تسبب فى تراجع شعبية بايدن لدى أخلص قواعده الانتخابية وحذرت نيويورك تايمز من أن ترامب يتقدم فى 5 ولايات مترجحة و الذى دق ناقوس الخطر لدى قادة الحزب و المانحين، فالمؤشرات الرئيسية تؤكد وجود تحولات حقيقية تحدث فى قاعدة الحزب الديمقراطى ومع ذلك تتجاهل إستطلاعات الرأى و التغطية الإعلامية أن السبب الرئيسى لغضب القواعد الديموقراطية وتراجع شعبية بايدن الكارثية هو الدعم المطلق لسياسة الأرض المحروقة و تكلفتها الباهظة فى أرواح الابرياء، تلعب الصحافة دورًا مشبوهًا بالتدليس ان هنالك أسبابًا اخرى لهذا التراجع بالتركيز على قضايا الاقتصاد و البطالة و الجريمة و الإجهاض و الهجرة 

الرأى العام الأمريكى يغلي، ولكن الصحافة لا ترى البخار.