عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

الاعترافات التى أدلى بها الجندى الإسرائيلى أفيخاى ليفى أمام الكنيست منذ أيام تستحق أن نتوقف أمامها كثيرًا، وذلك لعدة أسباب أولها: أن هذه الاعترافات جاءت عفوية، والثانى أنها جاءت أمام أعضاء الكنيست الذين أرادوا الاطلاع على حقيقة الأوضاع فى غزه، أما السبب الثالث فيتمثل فى التوقيت الذى أدلى فيه بهذه الاعترافات، حيث جاءت فى أعقاب الانسحاب المخزى والإجبارى من غزة بعد الخسائر الفادحة التى تكبدوها على أيدى المقاومة الباسلة.. أما السبب الرابع فيتمثل فى التفاصيل الصادمة التى كشفت عنها هذه الاعترافات.. والخامس يتعلق بالرسالة التى وصلت إلى كل إسرائيلى من وراء هذه الاعترافات الصادمة.

تحدث الجندى الإسرائيلى بتلقائية وعفوية ودون أى ترتيب مسبق لما سيقوله وترك لنفسه العنان.. تحدث الجندى بعصبية شديدة وهو ما يعبر عن غضب مكتوم داخله وداخل كل جندى إسرائيلى.. انفعل فى حديثه وفقد أعصابه وهو يروى وقائع المعركة وحالة الجنود سواء وقت الحرب أو ما بعدها.

ويبدو أن الحالة التى ظهر عليها هذا الجندى المجرم هى نفسها الحالة التى تسيطر على أغلب جنود جيش الاحتلال.. فقد دفع بهم مجرم الحرب نتنياهو إلى معركة لا يقدرون عليها.. فهم جبناء لا يستطيعون الصمود أمام طوفان المقاومة الباسلة التى يدافع أبناؤها عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والمقدسات.

وتكتسب هذه الاعترافات أهميتها لكونها جاءت أمام أعضاء الكنيست وليست مجرد تصريحات صحفية لإحدى الصحف يمكن التراجع عنها أو التشكيك فيها.. الاعترافات كانت على الهواء وأمام الأعضاء المسئولين عن محاسبة الحكومة على جميع قراراتها وأولها قرار الحرب.. ليس هذا فحسب بل إن الجندى الذى تحدث وجه لهم اللوم واعتبرهم مسئولين عن الدفع بهم إلى الهلاك.. ووجه لهم اتهامات صريحة بالتخلى عنه وعن زملائه خاصة بعد عودتهم من غزة.. لم يترك لهم هذا الجندى الوقت لاستيعاب تلك الاعترافات الصادمة وباغتهم بحقائق مفزعة وجحيم يعيش فيه هو والعائدون معه.

تزامن التوقيت الذى أدلى به الجندى الإسرائيلى بهذه الاعترافات مع انسحاب جنود لواء غولانى الذى يمثل نخبة المقاتلين فى جيش الاحتلال وهو ما يؤكد الهزيمة المدوية التى لحقت بهم على الأرض والتى يحاول قادة الحكومة إخفاءها عن الشعب.

الانسحاب المخزى جاء بعد مصرع عدد من القادة والجنود على أيدى الأبطال.. وهو الانسحاب الذى هز الكيان الصهيونى لأنه كشف حجم المأساة التى يعيشها جنوده والفضيحة المدوية التى لحقت بهم وظهور الحقيقة بكل وضوح وهو أنه جيش هلامى.. لا يملك القوة على الحرب أمام مجموعات من الفدائيين، فما بالنا بمواجهة الجيوش النظامية.

أما التفاصيل الصادمة للاعترافات والرسالة التى وصلت إلى كل إسرائيلى ففى المقال القادم إن شاء الله.