رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خليط بين المسكنات والكورتيزون والمضاد الحيوى:

«حقنة هتلر» كارت أحمر للخروج من الدنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

الحقنة مخصصة لعلاج الإنفلونزا وتهدد مرضى الحساسية وضعاف المناعة بالموت 

أطباء يحذرون من استخدامها لمرضى كورونا 

 

خلال فصل الخريف وبداية الشتاء تنتشر الإصابة بنزلات البرد مما يدفع الكثيرين إلى الاعتماد على وصفات الآخرين عملًا بالمثل القائل «اسأل مجرب»، ومن أهم هذه الوصفات وأخطرها حقنة البرد المعروفة بـ«حقنة هتلر»، والتى تقوم العديد من الصيدليات، خاصة فى المناطق بتعبئتها ووصفها للمريض، وفى ظل ارتفاع أسعار فيزيتا الأطباء وأسعار الأدوية المبالغ فيها وجدت مثل هذه الحقن سوقًا رائجًا، رغم كل الكوارث التى تسببت فيها من قبل. 

«هى حقنة وتريح ساعة وتعرق وتبقى زى الفل».. جملة كانت كفيلة بالإطاحة بأرواح العديد من المواطنين الذين فضلوا الحلول السريعة للتخلص من نزلات البرد، مع ذلك ما زالت هذه الحقن منتشرة ويزداد الإقبال عليها مع بداية موسم الشتاء من كل عام. 

تحذيرات عديدة وجهها الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، من هذه الحقنة التى اشتهرت باسم «حقنة هتلر» للتخلص من نزلات البرد الشديد، حيث قال إن هذه الحقنة ليس لها محل من الناحية العلمية، واستخدام الأدوية بطريقة عشوائية يؤدى لمشكلات صحية كثيرة، مشيرًا إلى أن هناك فارقًا ما بين نزلات البرد والإنفلونزا، وبعض حالات الكورونا.

وأكد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية أن هناك حالات إصابة بكورونا تتشابه أعراضها بشكل كبير مع الإنفلونزا وتعاطى مثل هذه الحقنة يمثل خطرًا كبيرًا على هؤلاء المرضى.

 

جولة الوفد 

ورغم تحذيرات الدكتور عوض تاج الدين إلا أن الجولة الميدانية التى أجرتها «الوفد» على عدد من الصيدليات كشفت عن وجود كوارث تهدد حياة المواطنين، فالحقنة منتشرة فى عدد كبير من الصيدليات خاصة فى الأحياء الشعبية وسعرها يتراوح بين 45 و50 جنيهًا، وبحسب حديث الصيادلة فإن سعرها لم يختلف عن العام الماضى، وقال أحد الصيادلة إن الحقنة موجودة فى العديد من الصيدليات ولكن تباع بحذر شديد للأشخاص المعروفين فقط حتى لا يعرض الصيدلى للمساءلة القانونية. 

وحول ثبات سعر الحقنة قال الصيدلى إن جميع الحقن المتواجدة فى الصيدليات مخزنة من العام الماضى، ولم يتم شراء شحنات جديدة، ولهذا تكون الخطورة مضاعفه. 

حقنة هتلر يقبل عليها الشباب وعمال اليومية لمواصلة حياتهم الشاقة.. يستكمل صيدلى آخر الحديث وأضاف: إن الكثيرين يعلمون خطورة الحقنة ولكنهم يقبلون عليها من منطلق المثل الشعبى «اللى رماك على المر». 

«التعبان الشقيان كل همه يخف بسرعة».. قالها أحد الصيادلة، مستكملاً حقنة البرد تشمل على مضادات حيوية قوية جدًا تدمر الجهاز المناعى وتصيب الفرد بحساسية شديدة جدا، وأكد الصيدلى أن بيع حقنة هتلر داخل الصدليات يتم بحذر شديد فلا تخرج لأشخاص أغراب عن المنطقة حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون. 

وللتأكد من الأمر حاولنا شراء الحقنة من عدة صيدليات مختلفة ورفض أصحابها بيعها، وبإرسال أحد أفراد المنطقة لشرائها حصل عليها بكل سهولة. 

وقال أحد الصيادلة إن الحقنة تكون مميته لكبار السن والأطفال لضغف جهازهم المناعى والكثير من الشباب أيضاً ممن لديهم حساسية فيمكن أن تهدد هذه الحقنة حياتهم. 

وأشار الصيدلى إلى أن كثيرًا من المواطنين ما زالوا يصابون بمتحورات كورونا وعادة ما تكون عندهم حساسية شديدة وضعف مناعة ومع الحصول على الحقنة فتكون حياتهم معرضة للخطر. 

 

تحذيرات هيئة الدواء 

بيان تحذيرى صادر عن هيئة الدواء المصرية بشأن «حقنة هتلر»، أو ما يطلق عليها الخلطة السحرية «3 *1» لعلاج نزلات البرد، والتى تحتوى على خليط من المضاد الحيوى، والكورتيزون، ومسكن الألم.

وشددت ​​الهيئة على المواطنين بضرورة تجنب الحقنة والابتعاد عن تناول الأدوية بشكل عشوائى وضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلى المختص، مشيرة إلى خطورة استخدام الكورتيزون الذى يسبب ضعف فى المناعة، ويؤثر بشكل مضر على مرضى السكرى، وارتفاع ضغط الدم.

وأشارت الهيئة إلى أن ​​المضاد الحيوى بشكل عام لا يعالج نزلات البرد لأنها مرض فيروسى، ولكنه يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، فضلًا عن أن الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية يجعل الجسم مقاوماً لها على المدى البعيد. ​​

وتابعت أن الاستخدام الزائد لمسكنات الآلام وخافض الحرارة؛ يسبب مشكلات صحية لمرضى الكبد والقلب والسكرى والربو، والإفراط فى استخدامه يسبب قرحة فى المعدة واختلال فى وظائف الكلى.

 

خطر 

فى سياق ما سبق، قال الدكتور أمجد الحداد، استشارى المناعة والحساسية، إن عددًا كبيرًا من ضحايا مستخدمى حقنة هتلر يكونون من العمال والشباب الذين يعملون لأوقات طويلة، مشيرا إلى أن الحقنة تتكون من مضاد حيوى وكورتيزون ومسكن، ولهذا فهى تمثل خطورة بالغة لأنها تشمل الكورتيزون والمسكن معا، ولهذا يحظر على مرضى الحساسية استخدامها.

وأضاف استشارى المناعة أن المناطق الشعبية هى الأكثر استخداما لهذه الحقن وفى الأرياف ومحافظات الصعيد، وأوضح أنها تمثل كارثة كبرى تهدد المريض الذى يعانى من ضعف المناعة والحساسية وتؤدى إلى الوفاة فى بعض الأحيان، وعدم التدخل السريع يؤدى إلى الإصابة بأمراض أخرى كمقاومة البكتيريا.

الدكتور أحمد سيد موسى وكيل مديرية الصحة بأسيوط 

كارثة 

وأوضح الدكتور أحمد سيد موسى وكيل مديرية الصحة بأسيوط لشئون الطب الوقائى، أن دور البرد يسمى بـ«الإنفلونزا الموسمية» وعادة ما ينتشر فى فصل الشتاء، مشيرا إلى أنها تنتج عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا، والفيروسات لها ملايين الأشكال، فهى عبارة عن كائنات حية دقيقة لا ترى بالعين المجردة، مؤكدا أن استخدام المضاد الحيوى مع الفيروس يفاقم من الأزمة الصحية التى يعانى منها المريض، ولذلك لا يحبذ استخدام المضاد الحيوى مع الفيروسات. 

وأشار الدكتور موسى إلى أن معظم البكتريا مقاومة للمضادات الحيوية سواء بالحقن أو الأقراص فهى تستطيع التعرف على المضاد الحيوى وتكون مقاومة ضده، ولهذا فكثير ممن يستخدمون المضادات الحيوية لا يشفون بسرعة بل تتفاقهم معهم الأزمة الصحية. 

وأكد الدكتور موسى أن الفيروسات ليس لها علاج محدد لتحورها بشكل مستمر ولكن ما يتم هو أخذ عينات من الفيروسات التى تم عزلها فعليًا لعمل المصل الخاص بها، وعادة ما يخرج هذا المصل للنور بعد عام من اخذ العينة، وكثيرًا ما توصى منظمة الصحة العالمية بضرورة أخذ المصل خاصة للحوامل وكبار السن والفرق الطبية وضعاف المناعة، لأنه يقلل من فرص الإصابة بالمرض أو يقلل من أعراضه مثلما يحدث فى حالات الإنفلونزا.

ووجه المتخصص فى شأن مكافحة العدوى نصائح للمواطنين بعدم الإقبال على المضادات الحيوية فور الإصابة بنزلات البرد وأعراضها المختلفة واللجوء فورًا للطبيب المختص لتحديد الفيروس هل هو كورونا أم غيره؟

ونوه الخبير فى مكافحة الفيروسات إلى أن ممارسات الصيدليات وبيعها لحقنة «3*1» والتى تسبب الموت السريع للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة أو ضعف المناعة، منوهًا إلى أن هذه الحقنة تعتبر بمثابة كارت أحمر يهددهم بالخروج من الدنيا.

وأكد أن وزارة الصحة حريصة على أخذ العينات بشكل مستمر من العديد من المواقع على مستوى الجمهورية وتحليلها، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الأنفلونزا H1n1 وH3n2، مؤكدا أن معظم تحاليل كورونا تخرج سلبية. 

 

الموت السريع 

والتقط أطراف الحديث الدكتور ياسر مختار، استشارى أمراض الباطنة، موضحا أن فيروس كورونا لم ينته وكثير من الحالات التى تعرض عليه تكون مصابه بمتحوراته ولا يعلمون ذلك، بل يعتقدون أنهم مصابون بالإنفلونزا. 

وأضاف استشارى أمراض الباطنة أن ثقافة المجتمع كلمة السر فى الموت السريع، فالجميع مع ظروفهم الاقتصادية الطاحنة يعزفون عن اللجوء للطبيب ويفضلون الحلول السريعة البسيطة منها حقنة البرد وغيرها من الوصفات الطبية الخاطئة من منطلق «اسأل مجرب». 

وأشار أستاذ أمراض الباطنة إلى أن هذه الحقنة إذا حصل عليها أحد الأشخاص المصابين بمتحورات كورونا فهى تعد بمثابة الموت السريع لهم، منوها إلى أن هذه الممارسات مستمرة وكان آخرها لصيدلى تسبب فى وفاة عامل منذ عدة أشهر أعطاه حقنة البرد وتمت إحالته للجنايات الشهر الماضى بتهمة القتل. 

وحول مخاطر حقنة هتلر قال الدكتور ياسر، إن متعاطى الحقنة بعد مرور ساعة أو ساعة ونصف يشعر بتورم بجسده واحمرار وارتفاع بدرجة الحرارة.