رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الفترة الناصرية كان لثروت عكاشة رؤية للثقافة، وكلها تنصب على نقطة جوهرية وحيدة ألا وهى الإخلاص والتفانى للنظام.. أما عكس ذلك فالجحيم ملاقيك.
ثروت عكاشة والثقافة:
... لا بد من الإيمان بمبادئ الناصرية وميثاقها، والإيمان بالاتحاد الاشتراكى أو اعتزال العمل السياسى. كانت هذه خطة الثقافة فى المرحلة الناصرية، هذه الخطة التى عملت عليها وزارة الإعلام والثقافة والتعليم والجامعات، فليس مسموحًا ممارسة العمل السياسى ولا الحديث فيه، وعلى المواطن أن يكون رهن إشارة السلطة السياسية.. هكذا كانت الثقافة والإعلام يعملان بتناغم واضح فى هذا الجانب، وقد ظلت الثقافة متهمة لفترات طويلة من قبل مثقفى اليسار بأن مسماها الأول هو الإرشاد القومى، وأنها وزارة ثقافة النظام وليست وزارة ثقافة الشعب، ورغم أن خطة ثروت عكاشة أو دولة ناصر قد انتهت بمجىء السادات الذى أحدث تحولًا كبيرًا من اليسار إلى اليمين، مما أوقع قيادات الوزارة فى متاهة وعدم معرفة ما ينبغى عليهم عمله، وظلوا فى هذه المتاهة لسنوات، خاصة أن السادات اسقط الثقافة من حساباته، ولم يتعامل معها كواحدة من الوزارات السيادية، على نقيض الإعلام الذى أصبح الجناح الأهم للسلطة فى إعادة صياغة رؤية الجماهير، حيث يمكنه أن يدخل بسهولة ويسر إلى البيوت فى أقصى النجوع والقوى، وظلت وزارة الثقافة تؤدى دورها المعتاد، وفقًا لخطتها القديمة، دون تغيير واضح، ولكن بشكل روتينى، فلا النظام يدرك ما يريده منها، ولا هى تدرك ما يريده منها، ولا هى تدرك ما يريده النظام منها، وارتضت أن تتراجع مكانتها من وزارة سيادية إلى وزارة هامشية.
فاروق حسنى والثقافة والحظيرة:
ظل مبارك ينظر إلى الثقافة بريبة وعدم معرفة لما يمكن أن ينجزه من خلالها، ويمكن القول إنه كان حريصا على ألا يغير شيئًا ورثه من السادات، ولم يلتفت للثقافة إلا بمجىء فاروق حسنى إليها.. وانصب اهتمام فاروق حسنى على كيفية التعامل مع الفئات غير المرغوب فيها.. وليس هناك أفضل من خطة المعز لدين الله الفاطمى، حين أشهر سيفه ونثر ذهبه على الرؤوس.. وجميعهم دخلوا الحظيرة ومشروعاتها الثقافية، سواء فى مكتبة الأسرة أو قصور الثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة، جميعهم رغب فى الجوائز والتفرغ والنشر والسفر، وأصبح مكتب فاروق حسنى فى شجرة الدر قبلة للجميع، لذا لم تلجأ الدولة إلى السيف، فما حاجتها لاستعماله مع جماعة من المهادنين.
لكن صدمة فاروق حسنى كانت كبيرة فيمن تصور أنهم دخلوا الحظيرة حين رآهم يصفقون بحماس لصنع الله إبراهيم على رفضه جائزة الرواية العربية عام 2002 فقد كان آخر الماركسيين الرافضين للنظام وحظيرته، وكان انضمامه إليها بمثابة النصر المبين، غير أن صنع الله وقف على عتبة الباب ورفض الدخول، وأعلن رفضه لجائزة.. فوقف الوزير مندهشا، ليس من رفض صنع الله الذى كان بمثابة لطمة على وجه النظام، ولكن من فرح كل الذين ظن أنهم دخلوا الحظيرة. كانت صدمته شديدة وغضبه واضحا،وكان هذا أول يوم يظهر فيه مصطلح الحظيرة، ذلك الذى عمل عليه لسنوات دون أن يعلنه. لكن ثورة الغضب جعلته يبوح بما فى صدره. 
وعليه نتساءل:هل هدفت الثقافة سواء فى العصر الناصرى أو ما بعده إلى خدمة الوعى والارتقاء بالوعى الثقافى؟ الإجابة أظننا تلوناها عبر ما قد عرضه صبحى موسى، وللأسف الأمر ما زال بل أسوأ من السابق.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون