رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

تحدثنا من قبل عن تأثير الأزمة الحالية لانقطاع الكهرباء يومياً لمدة ساعتين على كافة مناحى الحياة، خاصة فى المحافظات، الأمر الذى لم يعد يعرف له المواطن المصرى حلا حتى الآن، ولا نعرف موعد نهاية الظلام اليومي، وإلى متى ستظل الحياة بهذا الشكل الذى لا يليق بدولة بحجم وتاريخ مصر؟!.

والحقيقة التى يجب أن يعلمها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وقيادات الشركة القابضة لكهرباء مصر أن انقطاع الكهرباء فى القرى تحكمه العشوائية والعبث فى مواعيد انقطاع التيار ليصل الأمر إلى التفرقة الواضحة والتمييز فى المعاملة بين القرى وبعضها دون مراعاة للكثير من الاعتبارات.

والواقع الذى نعيشه فى قرى مصر يؤكد عدم مراعاة القائمين على الأمر لمصالح البلاد والعباد، بعد أن تم تعديل مواعيد الانقطاع فى بعض القرى التى يوجد بها الوحدات الخدمية، خاصة الإنترنت ومحطات المياه وغيرها، مع الإبقاء على نفس المواعيد لقرى مجاورة تستمد خدماتها عبر المنشآت الخدمية من القرى الأم.

وبالتأكيد جاءت العشوائية فى القرارات لتحرم بعض القرى من الخدمات لمدة أربع ساعات يومياً، ساعتان لانقطاع الكهرباء عن القرى المجاورة التى بها موطن الخدمات، وساعتان لانقطاع الكهرباء فى القرى التابعة، وكأن القرى التابعة للوحدات المحلية تعيش فى كوكب آخر، وفى مثال صارخ على التفرقة فى المعاملة بين أبناء الوحدة المحلية الواحدة.

المثال الواضح على ما أذكره تعيشه قرية دمنكة مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، مسقط رأس كاتب السطور، والتى ينقطع التيار الكهربائى فيها من الحادية عشرة مساءً حتى الواحدة صباحاً، فى حين أصبحت القرى المجاورة للقرية من الناحيتين تنقطع فيها الكهرباء من الثالثة وحتى الخامسة عصراً، مع العلم بالارتباط الكامل بين القرى وبعضها فى كل مظاهر الحياة الاجتماعية.

كما أنه من غير المقبول حرمان الطلاب، خاصة طلاب الثانوية العامة من استغلال وقت المساء، وهو الوقت المفضل لهم للمذاكرة فى إنجاز ما يريدونه أسوة بأقرانهم فى القرى المجاورة وهم جميعا فى مدارس ومعاهد واحدة رغم كونهم من قرى مختلفة، فهل يعقل قطع الكهرباء عن قرية تتبع وحدة محلية إداريا، وتتبع وحدة محلية أخرى خدميا فى موعد مخالف للوحدتين المحليتين المجاورتين لها؟!.

ومن غير المقبول أن يعيش طلاب المرحلة الثانوية، خاصة الثانوية العامة والأزهرية هذه المأساة وهم على مشارف تحديد مستقبلهم، كذلك طلاب الدبلومات الفنية فى ظل ما نسمعه مراراً وتكراراً من الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى عن تشجيع هؤلاء الطلاب وغيرهم للالتحاق بالجامعات التكنولوجية. وهؤلاء الطلاب الآن أقل حظا من الطلاب السابقين، وهو ما يمكن أن نطلق عليهم فعلياً «ثانوية الظلام».

إن هناك تفرقة واضحة فى التعامل مع أبناء القرى يجب أن تعلمها الحكومة جيداً، ولابد من التدخل العاجل لإنهاء هذا الأمر، ويجب أن تكون كل وحدة محلية مرتبطة ببعضها البعض، تحسباً لأى طارئ مثل الحرائق وغيرها من الطوارئ، وهو ما لم يكن فى الحسبان، لتبقى بعض القرى حائرة تعانى الأمرين نتيجة عدم التخطيط الجيد للأزمة وإدارتها بشكل جيد.

خلاصة القول. إن استمرار الأزمة يشعرنا بالتفرقة والتمييز وعدم المساواة بين المواطنين وبعضهم، خاصة الطلاب، كما نشعر بالقلق تجاه ما تحمله الأيام القادمة مع قرب امتحانات نهاية العام لتحديد مستقبل الطلاب، وقرب حلول شهر رمضان المبارك، فالمواطن لن يتحمل أى موعد لانقطاع الكهرباء من ناحية، ولا الحكومة تتحمل دعاء المواطنين عليها أثناء الصيام من ناحية أخرى.. وللحديث بقية إن شاء الله.