عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم عن علاقة عبدالمنعم أبو الفتوح برجال نظام مبارك، فقد قال إنه كان يجلس معهم، وكان يبعث معهم برسائل واضحة يطلب فيها أن يكون هناك حوار بين النظام وبين جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه لم يكن يأتيه أى رد على أى رسالة من رسائله التى يبدو أنها كانت كثيرة جدا، عصام العريان  تحدث عن هذه العلاقة أنه فى السنوات الأولى من حكم مبارك كان هناك تواصل بدرجة كبيرة، وكان من المعروف أن أى إخوانى يتم الإفراج عنه بعد فترة اعتقاله أو سجنه، كان يجلس معه ضابط من أمن الدولة ليتم التنسيق فيما بعد الخروج، وأكد عصام أن الإخوان كانوا يتفاهمون مع ضباط أمن الدولة، ويطلبون منهم تحديد ما الذى يجب أن يفعلوه بعد الخروج من السجن، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة كان يتم الإفراج عن الإخوان المسلمين دون أن يجلس أو يتفاهم معهم أحد، وكانوا يطلبون أن يجلسوا مع ضباط أمن الدولة، لكن لم يكن أحد يستجيب لهم.

وهنا عزيزى القارئ  نسجل نصا ما قاله  عصام العريان، قال: «بعد أن خرجت من السجن فى العام ٢٠٠٠ بعد خمس سنوات قضيتها هناك، بادرت بالاتصال بجهاز أمن الدولة وجلست بالفعل مع أحد قيادات الجهاز، ويومها سألته ما الذى يريده، وهل له ملاحظات معينة على نشاطى، كنت أريد أن أعرف ما الذى تريده الدولة على وجه التحديد، لأننى لم أعد أحتمل دخول السجن كل فترة، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة حدث تحول، فعندما خرجت من السجن آخر مرة لم يتصل بى أحد، ولم ينبهنى أو يحذرنى أحد من شىء، وتأكدت أن الدولة لا تريد أن تسمع شيئا من الإخوان على الإطلاق وأنها لا تريدهم بأى صيغة من الصيغ»، كان عصام العريان أكثر الإخوان الذين تعاملوا مع رجال الأمن ورجال السياسة داخل نظام مبارك، وقد يكون هذا تحديدا ما عرضه لموقف يجعله يخسر كثيرا داخل الجماعة وخارجها، جرى هذا الموقف  عندما كان العريان نائبا فى مجلس الشعب عن الجماعة فى العام ١٩٨٧، وكان وقتها تقريبا أصغر نائب فى المجلس، كان زكى بدر بكل ما عرف عنه من حماس وعنف فى أداء عمله هو وزير الداخلية، وقعت أحداث فى مدينة السويس استدعت سفر مجموعة من نواب مجلس الشعب للوقوف على حقيقة ما جرى هناك، ومدى تورط وزارة الداخلية فيه، ورغم أن النواب يحملون حصانة برلمانية، إلا أنهم كانوا يخشون من سطوة وبطش ولسان زكى بدر فذهبوا فى جماعات متفرقة.

كان من نصيب عصام العريان أنه عندما نزل من الأتوبيس الذى يركبه أن قابله أحد ضباط زكى بدر، واحتدم النقاش بينهما، فرفع الضابط يده وصفع العريان على وجهه، قامت الدنيا ولم تقعد، وتوسط رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتها للصلح بين النائب ووزير الداخلية، لكن زكى بدر لم يستجب للمحجوب، وبدلا من أن يعتذر للعريان سبه ولعنه على مرأى ومسمع من الجميع فى مكتب رئيس مجلس الشعب، تركت هذه الواقعة أثرا سيئا على موقع وموقعية عصام العريان داخل الجماعة، وأصبح الانطباع عنه أنه رجل خفيف، فرغم أنه هو الذى تم الاعتداء عليه من قبل ضابط الداخلية، إلا أن قيادات الجماعة لامته هو وعابت عليه أن وضع نفسه فى مواجهة مباشرة، جعلته يتلقى الصفعة، وقد ظل العريان يدفع ثمن هذا الموقف طويلا داخل الجماعة.. وربما كانت هذه الصفعة تحديدا هى التى جعلت رجال النظام يستصغرون عصام العريان طوال الوقت، فلم يكن له الوزن الذى حظى به رجال آخرون داخل الجماعة لدى دوائر صنع القرار المحيطة بمبارك، وللحديث بقية.

[email protected]