رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

35 عاماً من الحرب بين «حماس»- التى هى حركة المقاومة الإسلامية- وبين «إسرائيل»- التى هى دولة الاحتلال وفى العرف العسكرى والسياسى، قد تكون هذه المدة كافية، لأن تكتسب «حماس» خبرة الميدان، فيما يتعلق بالتدريب والتخطيط، وربما تقنيات التصنيع العسكرى، ولو للأسلحة التى تمكن جنود الحركة، من مواجهة قوات البر من جيش إسرائيل، بالبنادق الآلية والصواريخ المحمولة، وما ظهر فى معارك «طوفان الأقصى»، من صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، وكانت عنصر المفاجأة، ليس لقادة «تل أبيب» وحسب، ولكن لأغلب العواصم فى العالم، عندما ظهرت على شاشات المحطات العالمية، هجمة الـ7 من أكتوبر، بالطائرات الشراعية على مستوطنات الغلاف. 

< وإلى جانب هذه الخبرات على الأرض، تبقى الإيديولوجية التى تأسست عليها حركة «حماس»، ضمانة قوية لبقاء وتطور أساليب الحركة، على الصعيدين السياسى والعسكرى، جنباً مع فصائل وجبهات فلسطينية عدة، تشكل محوراً للمقاومة، أقرب بالشبه إلى الجيوش النظامية، إنما يميزها أنها صاحبة قضية مشروعة، غايتها إزالة قوة الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وهنا يتعين على بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن يفهم مخرجات الحرب الجارية فى غزة، الثابت أنها الحق المشروع للمقاومة، يصعب معه تحقيق الهدف المعلن، حول تفكيك «حماس»، رغم المذابح والتدمير فى غزة، التى هى للتغطية على فشل العملية العسكرية على القطاع. 

< على ما يبدو، أنه لا «نتنياهو» ولا القادة العسكريين فى إسرائيل، اطلعوا ودرسوا تاريخ الصراع مع «حماس»، منذ أن تأسست فى عام 1987، فى ظل غضب الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأعلنت عن باكورة عملياتها بعد مرور عامين، بخطف وقتل جنود إسرائيليين، وكانت البداية لأن تتسع شهرة الحركة، وأن تفقد قادة «تل أبيب» أعصابهم، إلى الدرجة التى قرروا وضعها- حركة حماس- على قائمة الجماعات التى تصنفها إسرائيل إرهابية، ومنذ اللحظة هذه، تفتحت ميادين المواجهة بين الجانبين، حتى توقيع اتفاق «أوسلو»، فى عام 1993، المعنية بمنح حكم ذاتى للسلطة الفلسطينية، وهو ما رفضته «حماس»، واستمرت فى عملياتها بديلا لإلقاء السلاح. 

< ومع التطور الدراماتيكى للأحداث، لم تقبل الحركة عروض إسرائيلية، بالانسحاب من قطاع غزة والتنازل عن أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وأراضٍ من صحراء النقب، ومن بين أمور أخرى، إشراف فلسطينى على القدس القديمة، وكان المبرر عند «حماس»، ألا تحتفظ إسرائيل بالمستوطنات الرئيسية، ولا الحق فى الوصول إلى الجزء اليهودى من القدس الشرقية، وقد خدمت الظروف اللاحقة موقف الحركة، مع فشل مفاوضات «كامب ديفيد» التى رعاها الرئيس الأمريكى، بيل كلينتون، ثم اقتحام إرئيل شارون، رئيس الوزراء الأسبق للمسجد الأقصى، وكانت الشرارة للانتفاضة الثانية، فى عام 2000، ما أعطى دافعا جديدا لأن توسع «حماس» مواجهاتها مع قوات الاحتلال. 

< وتحت الضغط، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، فى عام 2005، وهو ما أعطى «حماس» فرصة التمكين والسيطرة على القطاع، للدرجة التى فازت بانتخابات 2006، وتشكيلها برلمان وحكومة فى غزة، رفضتها- بالطبع- السلطة الفلسطينية فى رام الله، وهكذا تطورت الأدوار السياسية والعسكرية، التى وفرت للحركة شروط المواجهة مع إسرائيل إلى اللحظة، ولو أن «نتنياهو» أراد الأمن لإسرائيل، فلن يكون عبر الحرب الجارية، لأنها غير قادرة على تدمير «حماس»، لكن ذلك يتحقق مع سلام دائم، ودولة فلسطينية مستقلة، تتحول فى إطارها «حماس» وكل فصائل المقاومة إلى أحزاب سياسية، وهى النقطة التى يأمل العالم الوصول إليها.. وليفهم «نتنياهو» ذلك.

[email protected]