عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

فى أحد الأيام رأى فرعون فى منامه أنّ نارًا خرجت من بيت المقدس ودخلت بيوت مصر فأحرقتها، ولم تحرق ديار بنى إسرائيل، فجمع الكهنة والسّحرة فأخبروه أنّ الأمر خطير، وأنّ هناك من أحبار بنى إسرائيل من قال إنّه سيخرج واحد منهم يكون على يديه هلاك فرعون مصر.. هنا انتفض فرعون وقرر قتل مواليد بنى إسرائيل الذكور، وجنّد المخبرين وهدد القوابل بقتلهنّ وعوائلهنّ إن تسترن على المواليد.. وقد فعل فرعون ما فعل ولم يترك طفلا من بنى إسرائيل إلا قتله.. ورغم ذلك ولد سيدنا موسى ونجا من القتل.. وتربى وترعرع فى قصر فرعون.. وأصبح رسولا أرسله الله إلى فرعون الذى تجبر فى الأرض وحارب موسى وأخاه هارون.. لكن النصر كان حليفا لموسى وأهلك الله فرعون وتحققت النبوءة.

وتمر الأيام ويأتى مجرم الحرب نتنياهو ليسير على نفس النهج ويقتل 8 آلاف طفل فلسطينى فى واحدة من أكبر المجازر فى التاريخ ظنا منه أن ذلك سيقضى على الأجيال القادمة ويكتب النهاية للقضية الفلسطينية، ويحقق أمن إسرائيل.. تصور نتنياهو كما–تصور فرعون–أن الحل يكمن فى قتل أطفال غزة لأن ذلك يضمن نهاية المقاومة ونهاية جيل ونهاية القضية.. ولكن أبدا لن يكون له ما يريد، وكما جاء موسى الرسول وقضى على فرعون.. ستأتى أجيال تحمل الرسالة وتحرر الأرض وتثأر للآباء والأجداد.. وتقضى على نتنياهو ومن سيخلفه فى الحكم من أبناء الصهاينة جيلا بعد جيل.

ويبدو أن هذا الهاجس لا يقتصر على نتنياهو وحده ولكن يمتد ليسيطر على كل قادتهم سواء كانوا داخل إسرائيل أو خارجها.. ولعل التصريحات الأخيرة التى أدلى بها مستشار أوباما السابق للأمن القومى هى أبلغ دليل على ذلك.. التصريحات الوقحة التى هزت العالم مؤخرًا والتى قال فيها إن قتل 4000 طفل فلسطينى فى غزة لا يكفى.. إنه الرعب والخوف من الأجيال القادمة والوهم بأن قتل الأطفال هو الحل حتى ينعموا بالأمن والأمان.

وهنا تكون رسالتنا لأطفالنا بأن عدوكم جبان يخشاكم.. قلوب الساسة منهم ترتجف منكم وأنتم أطفال.. فما بالكم عندما تتحملون المسئولية وترفعون الراية..

رسالتنا لأطفالنا هى أن قلوب الصهاينة تملؤها الكراهية تجاهكم.. وهذا شعور راسخ لن يتغير أو يتبدل، وأن الحديث عن السلام هو حديث كاذب لا تنخدعوا به أبدا.. وتذكروا دائما واقعة الجندى الإسرائيلى المجرم الذى أجرى اتصالا بابنته من قلب غزة وهو يهديها تفجير منزل لأسرة فلسطينية ويقول لها هذه هديتك فى عيد ميلادك..

رسالتنا لأطفالنا.. كونوا رجالا ولا تنسوا رسالتكم وهى استرداد وحماية المقدسات والثأر للشهداء.. واعلموا أن العالم لا يعترف إلا بالقوى.. وأنه لا مكان فيه للضعفاء.