عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

لنتخيل أميركا وأوروبا من دون عالِم كأحمد زويل أو فاروق الباز أو مجدى يعقوب أو هانى عازر إلى آخر هؤلاء المصريين الأفذاذ، الذين قدموا أفضل ما جادت به عقولهم وتجاربهم وخبراتهم للبلدان التى انتقلوا للدراسة والبحث والحياة والعمل فيها، حيث تتوافر ظروف تتيح لهم التقدم العلمى والابتكار. بحسب إحصائية -أيام ما كنا بنجرى إحصائيات!- أجراها اتحاد المصريين فى الخارج فإن (مصر تأتى فى المركز الأول فى عدد العلماء على مستوى العالم، برصيد يبلغ ٨٦ ألف عالِم، وحتى ٢٠١٥ كان هناك أكثر من 42 عالمًا مصريًا فى وظيفة رئيس جامعة، إلى جانب وزير بحث علمى، وكذلك يوجد 3 آلاف عالم مصرى فى أمريكا من كافة التخصصات.)

هذا العدد من مصر وحدها، فما بالنا بالعراقيين والسوريين واللبنانيين والمغاربيين والتونسييين. ما بالنا أيضًا بالكويتيين والسعوديين الذين درسوا فى هارفارد والينوى واكسفورد وكامبريدج وبرنيستون الخ، ومنهم مرموقون الآن فى مجالات عديدة داخل بلدانهم وخارجها. لنتخيل أن دول أوروبا وأميركا لم يتح لها أن تستفيد من انتقال هذا العدد الهائل إليها والعمل والبحث فى مختبراتها! هذه البلدان الأوربية والأمريكية من المعروف أنها تتقدم اعتمادًا على العقول المهاجرة، وبالتالى فإن عدم وجود هؤلاء هناك حتما كان سيؤثر على تقدمها وتطورها.

السؤال هنا: كيف يكون لدينا هذه العقول النابغة وشعوبنا –بل ودولنا– تحت رحمة الغرب؟

كشفت حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها العصابات الصهيونية فى غزة، عن فداحة ما ألحقناه بأنفسنا على مدار عقود، حيث تركنا دول العالم المتقدم تستفيد من علمائنا ولا نستفيد نحن! أعظم عقول مصر كانت وراء أغلب التقنيات الحديثة، والتى ساهمت فى خلق منظومة عالمية من التقدم الرهيب، أتاحت تطورات فى مختلف المجالات، من بينها شبكات الإعلام ووسائل الاتصال التى حولت العالم كله إلى «قرية»، المعرفة التى تنقل إلى أهل القرية محدودة ولا تتيح لها الاستفادة من العلوم والأفكار (إنتاجًا وتصنيعًا وتحديثًا) فى الذرة والطاقة النووية، حتما محدودة، والقليل المتاح بشق الأنفس تكلفته تفوق الطاقة والقدرة!

فى محنة غزة، يحصل «العربي» على المعلومات والأخبار والأسرار بالطريقة والشكل الذى يريد كبار رجال القرية الكونية أن يوصلوه لأهلها. يفرضون عليك أفكارهم وتوجهاتهم ومصالحهم! أنت ضد الكيان الصهيونى والدولة اليهودية العنصرية، تتهم بأنك بلد يعادى السامية وتوضع تحت طائلة العقوبات الدولية لتركيعك وإسقاطك، حتى تقول: «حقى برقبتي»!

لا تستطيع أن ترد على الإرهاب الصهيونى فى وسائل إعلام العالم لأن الصهاينة يحكمونها. لا تجد صحيفة أو موقعًا أو فضائية تفتح صدرها لتستكشف الحقيقة، وإنما لتجميل ثيابها المرقعة بالكذب والتزييف. قد تجد كاتبًا هنا أو مذيعًا ما أو شخصية شهيرة ترفض الأكاذيب وتفضح ما يعرضه الإعلام الغربى الكذوب، لكنها لا تستطيع أن تخترق هذه المنظومة «الغاشمة»، وتجعل منها اتجاهًا مثلًا! وإذا كان مارك زوكربيرج وفيس بوكِهِ قد سقطا فى محنة غزة، فى مقابل أن صاحب تويتر ( العلامة X الآن) تحلى بشرف وإتاحة فرصة التعبير والنشر لجميع الأطراف، فإن علينا كعرب أن نفكر فيما أهدرناه بأنفسنا، عندما توافر لنا العلماء والأموال، ومع هذا مازلنا تحت رحمة الغرب!