رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم عن حالة الكراهية بين الإخوان وحزب الوسط، كانت هذه ربما أكثر المرات التى نرى فيها أبوالعلا ماضى حاداً وغاضباً وكاشفاً، لكن عصام سلطان كان كذلك طوال الوقت، وذلك كلامه أثناء هذه المناوشات بين مأمون الهضيبى وحزب الوسط أن قال إن لديه صورة لمأمون الهضيبى وهو بالمايوه على شاطئ البحر، وإنه سيحضرها ليتم نشرها، وكان واضحاً جداً عندما قال إن لبس المايوه لا عيب فيه، لكن عندما يظهر المرشد العام لجماعة الإخوان وهو يرتديه، فإن فى الأمر إهانة وحطاً من شأنه، وهو ما يحرص عليه ويريده تماماً، طال الانتظار للصورة لكن عصام سلطان تراجع عن رغبته فى النشر، وكان أن اعترف بأنه لا يريد أن يغضب زوجته ابنة شقيقة مأمون الهضيبى التى تمتلك الصورة ضمن ألبوم صورها العائلية، وإذا أخذ الصورة ونشرها فإنه سيفعل ذلك من وراء ظهرها وهو ما لا يريده، لقد كانت هناك حالة من الكراهية الشديدة التى جمعت بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وقيادات حزب الوسط (الإخوان السابقون) وهو ما جعل البعض يستبعد أى تعاون بينهم فى أى وقت ومهما كانت الظروف.

فبمجرد أن وصلت جماعة الإخوان الإرهابية للسلطة عزيزى القارئ عادت حالة الود القديمة بين الفرقاء، وتم استخدام عصام سلطان من قبل الجماعة لصناعة وتمرير قانون العزل للتخلص من عمر سليمان، وتم استخدام أبوالعلا ماضى للتحرش السياسى وضرب جهاز المخابرات، ورغم علمهم بخيانة الجماعة لكل من يتحالف معها، إلا أنهم ارتضوا لأنفسهم دور الخدم فى بلاط السلطان، ولم يكن غريباً أن يجمعهم مع قيادات الإخوان نفس المصير فى نفس السجن، لقد جمعت المصالح رجال الإخوان وقيادات حزب الوسط، وعاشوا جميعاً فى مركب واحد، حرصوا جميعاً ألا تغرق، لكنها فى النهاية غرقت، لأن منطق الصفقات هو الذى جمعهم، رغم أنهم ظلوا طوال سنوات عمرهم الماضية يؤكدون أنهم رجال مبادئ.. تلك المبادئ التى لم يعرفوها أبداً.

لم يغلق نظام مبارك الباب كلية فى وجه جماعة الإخوان المسلمين، كان يسمح بترك الباب موارباً بعض الشىء، حتى يخفف الضغط عليهم كى لا يحدث الانفجار الكبير، ومن مظاهر فتح هذا الباب، أن النظام كان يستقبل بعضاً من الوسطاء الذين كانوا يحملون رسائل طلب التصالح بين الجماعة ومبارك، وهؤلاء كانوا يعملون فى المنطقة الرمادية بين النظام والمعارضة، كانت الجماعة الإرهابية تعتمد على شخصيات بعينها تعرف أنها ذات حيثية وأصحاب كلمة مسموعة وقادرة على التأثير، من بينهم مثلاً الدكتور مصطفى الفقى السياسى والمفكر الكبير، الذى لجأت له عائلة حسن البنا مرتين عندما اعترضتها مشاكل كان جهاز أمن الدولة سبباً فيها، الواقعة الأولى كانت عندما أرادت إحدى حفيدات حسن البنا أن تكمل دراساتها العليا فى الخارج، ولما أرادت السفر، اعترض أمن الدولة على ذلك، فلم يجد سيف الإسلام حسن البنا إلا الدكتور الفقى أمامه، فتحدث معه، وكانت الرسالة التى حملها أنه لا يليق عقاب أحفاد حسن البنا بهذه الطريقة، وتمت الاستجابة له وسافرت حفيدة البنا بالفعل، وأكملت دراساتها العليا، وللحديث بقية.. 

[email protected]