رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

هناك ثوابت وأساسيات تقف عليها أى دولة للنهوض بشعبها حتى يكون لها شأن أمام جميع دول العالم، ويتحقق ذلك من خلال التعليم والصحة. وقد سبق أن تحدثت قبل ذلك عن أسباب تدهور التعليم، وكيفية معالجته. وحديثى الآن عن الصحة. فى البداية لا بد أن ننتبه إلى أن ملف الصحة كبير ومتشعب، ولا نتهم القضاء والقدر بأنه السبب فى تلك الأمراض. فهناك أسباب ترجع إلى عادات وتصرفات خاطئة يفعلها الأشخاص بأنفسهم تؤدى إلى إصابتهم بالأمراض، ولكن يقع العبء الأكبر على عاتق المسئولين بالدولة وخاصة الهيئات المختصة بالرقابة الغذائية والصحية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر مرض السرطان الذى لم نكن نسمع عنه فى الماضى إلا نادرًا، أصبح اليوم هو مرض العصر الذى لا يترك صغيرًا ولا كبيرًا. ويعد السرطان من أكثر مسببات الوفاة بالعالم، ونجد أن ٧٠٪ من الإصابات والوفيات بالسرطانات بالدول النامية والفقيرة بسبب تلوث الغذاء ومياه الشرب والبيئة وسوء استعمال وتداول الكيماويات، حيث أصبحت نسبة انتشار هذا المرض فى مصر ما يقارب من 170 ألف مصاب بالسرطان سنويًا. وإذا عدنا إلى مسبباته نجد أن المختصين بالرقابة على الصحة الغذائية مع عدم الوعى الكافى للمواطنين سبب رئيسى فى هذا الانتشار الواسع للسرطان. ويجب على الدول والحكومات أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الأغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم، فهناك أغذية تباع على الأرصفة يتراكم عليها عوادم السيارات المسرطن، وترى من يبيعون غزل البنات أو ما يسمى بالحلوى الشعر وعليها ألوان صناعية مسرطنة، وكذلك الفلافل والباذنجان والبطاطس تقلى بزيت تم تدويره لعشرات المرات، والفول الذى تتم إضافة مادة ادينا لتسويته سريعًا، والبليلة والكشرى تعبأ فى اكياس بلاستيكية أو اكواب بلاستيكية، والشاى وحمص الشام والمشروبات الساخنة التى تباع امام المدارس وامام كورنيش النيل واسفل الكبارى ومواقف الميكروباصات وبالقطارات تصب فى عبوات بلاستيكية مسرطنة، لأن البلاستيك حين توضع به مادة غذائية ساخنة ينتج عنه ٥٢ نوعًا من السرطانات، وأيضاً مرقات الدجاج والاندومى بطعم الكباب والكفتة والشاورمة، كل تلك الاطعمة من كيماويات ومواد مسرطنة ضارة بالصحة، وكذلك الألوان الصناعية التى تضاف على الأغذية والمشروبات بشكل عشوائى مع مكسبات الطعم والرائحة مما تشكل كوارث على صحة الإنسان. 

وبعض المناطق السكنية العشوائية تكون فيها مياه الشرب ملوثة بمياه المجارى، والمصانع الملوثة للبيئة داخل الكتل السكنية والورش الفنية المختلفة لا يزالون يلقون بمخلفاتهم المضرة فى أوجه الناس وفى صدورهم. ومخلفات المجازر والحيوانات النافقة تفرم وتخلط بالملح والدقيق وتجفف لتضاف على الأعلاف كمركزات اعلاف مسرطنة، ليكسب التاجر والمربى للدواجن واللحوم المصنعة تضاف عليها مواد خطرة على الصحة وممنوع استخدامها دوليًا كنيتريت الصوديوم لتثبيت اللون الأحمر المضاف للحوم. 

هنا يجب على الدولة أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الاغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم. كما يجب على السلطة التشريعية أن تغلظ العقوبات على كل من يصنع أو يبيع منتج غذائى ملوث ومسرطن لنستطيع مقاومة هذا المرض اللعين الذى يكلف الدولة مليارات الجنيهات لتقديم الخدمات الصحية والعلاج منه دون فائدة.

وللحديث بقية