رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

عندما أغلقت البورصة قرابة 55 يومًا، بسبب ثورة يناير 2011، أرادت الدولة عودة الحياة لطبيعتها، واستئناف العمل بالبورصة فى أسرع وقت حفاظًا على سمعة مصر، وإتاحة الفرصة أمام المستثمرين للتخارج.. راحت الحكومة وقتها تفتش عن واحد من «الشجعان»، وأصحاب القلوب الجامدة، و«الميتة» الذى يتحمل مسئولية القرار.

كل من وقع عليهم الاختيار من مشايخ وكبار البورصة، تنصلوا بدعوى أن المسئولية أكبر منهم، إلا واحدًا فقط تحمل تبعات قراره، وبالفعل وافق محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة الأسبق حينها على اتخاذ المبادرة، إنقاذًا لمكانة مصر الاقتصادية.

قبل أن يتخذ «عبدالسلام» قرار استئناف التداول.. استشار رئيس قطاع الرقابة على التداول حسام الجراحى وقتها، فى قلب قاعة التداول «الكوربيه» بقوله «سنعيد العمل بناء على رؤيتك، فما تقرر سيكون، هل جاهز لذلك، وبالفعل ما كان لـ«الجراحي» سوى الإشارة، بما يعنى «على أتم استعداد».

هذه الواقعة تجسد مدى الثقة، والإخلاص فى العمل، والوطنية لـ«الجراحى» وإيمانه بأن المشهد سيمر، حتى ولو كانت ستتعرض الأسهم بصورة مؤقتة للانهيار، وتترك بتراب الفلوس، «ومش ها تلاقى اللى يشتريها» ولكن المهم «سمعة» البورصة المصرية.

ربما يسأل السائل: لماذا كل هذه الذكريات؟ واسترجاع مشهد مؤلم فى فصل من فصول تاريخ سوق المال المصرى.. فى الحقيقة أن شريط الذكريات ارتبط بقرار تعيين «الجراحى» رئيسيًا تنفيذيًا وعضوًا منتدبًا للبورصة المصرية للسلع.

الرجل طوال مسيرته فى سوق الأوراق المالية، وحتى قبل أن يخوض تجربة العمل بالبورصة المصرية بداية من عام 2010 إلى أن صدر قرار تعيينه رئيسيًا للبورصة السلعية، وسطور صفحات مشواره مضيئة، ومحفورة بحروف من ذهب، لما عرف عنه من نزاهة، وإخلاص ووطنية، ودوره الأكبر فى حماية أموال الوطن عندما تم اختياره فى اللجان الخاصة بعدد من قضايا سوق المال عقب ثورة يناير 2011.

تاريخ الرجل مشرف، وأكثر إشراقًا، التحاقه بالعمل فى البورصة لم يكن من فراغ، فهو كان قادمًا من مطبخ «الشغلانة» ويعلم كل كبيرة وصغيرة فى أساليب المتلاعبين، لذلك كان وجوده فى الرقابة على التداول بالبورصة اختيارا ذكيا، وبالفعل أسهم الرجل طوال السنوات فى مواجهة المتلاعبين، وأساليبهم «الشيطانية» للإضرار بسوق المال، ودوره أيضاً فى تطوير الرقابة على التداول، وكل الإدارات التى قدر له العمل بها.

كل ذلك مؤشر إلى أن الرجل وفريق العمل سيضفون قيمة فى تجربتهم الجديدة، وستكلل بالنجاح، بما يصب فى مصلحة الاقتصاد واستقرار سوق السلع.

< يا سادة.. عندما يكون العمل متعة، وإخلاص سيتحقق النجاح لهؤلاء المخلصين.