رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع كل يوم يمر تثبت الأحداث أن عمليات القتل وتقييد الظروف الأساسية للحياة المرتكبة ضد الفلسطينيين فى غزة، تشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة تنفذ بنية للإبادة الجماعية. يبدو أن اللغة التى تستخدمها الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعيد إنتاج الخطابة والاستعارات المرتبطة بالإبادة الجماعية والتحريض على الإبادة الجماعية. وكانت الأوصاف اللاإنسانية للفلسطينيين سائدة. ومنها ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت فى 9 أكتوبر: «أننا نحارب الحيوانات البشرية ونتصرف على هذا الأساس».  وأعلن بعد ذلك أن إسرائيل تتجه نحو «رد واسع النطاق» وأنه «أزال كل القيود» المفروضة على القوات الإسرائيلية، كما قال: «غزة لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل. سوف نقضى على كل شىء». فى 10 أكتوبر، وجه رئيس منسق الأنشطة الحكومية فى الجيش الإسرائيلى فى الأراضى، اللواء غسان عليان، رسالة مباشرة إلى سكان غزة: «يجب معاملة الحيوانات البشرية على هذا النحو. لن يكون هناك كهرباء ولا ماء، ولن يكون هناك سوى الدمار. أردت الجحيم، سوف تحصل على الجحيم».  وفى اليوم نفسه، اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانييل هاجارى بالطبيعة الوحشية والتدميرية المتعمدة لحملة القصف الإسرائيلية فى غزة: «يتم التركيز على الضرر وليس على الدقة».

منذ عام 2007، صنفت إسرائيل قطاع غزة ككل على أنه «كيان معاد».  وفى 7 أكتوبر، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن سكان غزة سيدفعون «ثمناً باهظاً» بسبب تصرفات مقاتلى حماس. وأكد أن إسرائيل ستشن هجوماً طويل الأمد وستحول أجزاء من المراكز الحضرية المكتظة بالسكان فى غزة إلى «أنقاض».  وشدد الرئيس الإسرائيلى على أن السلطات الإسرائيلية تعتبر جميع السكان الفلسطينيين فى غزة مسئولين عن أعمال الجماعات المسلحة، وبالتالى يخضعون للعقاب الجماعى والاستخدام غير المقيد للقوة: «إن الأمة بأكملها هى المسئولة. ليس صحيحاً هذا الخطاب حول عدم علم المدنيين أو عدم تورطهم. هذا غير صحيح على الإطلاق».  وأضاف وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلى إسرائيل كاتس: «لقد أمر جميع السكان المدنيين فى غزة بالمغادرة فوراً. سنربح. لن تصلهم قطرة ماء ولا بطارية واحدة حتى يرحلوا عن الدنيا».

وكانت الأدلة على التحريض على الإبادة الجماعية موجودة أيضاً فى الخطاب العام الإسرائيلى. ويتراوح ذلك بين تصريحات المسئولين المنتخبين – مثل دعوة عضو الكنيست آرييل كالنر فى 7 أكتوبر إلى «هدف واحد: نكبة ستلقى بظلالها على نكبة عام 1948» – إلى اللافتات العامة المعروضة فى المدن الإسرائيلية التى تدعو إلى «النصر» الذى يعنى «صفر عدد السكان فى غزة» و«إبادة غزة». نقل المراسل الأمنى ألون بن دافيد على شاشة التليفزيون الوطنى خطة الجيش الإسرائيلى لتدمير مدينة غزة وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. مثل هذه التصريحات ليست جديدة، ويتردد صداها فى خطاب إسرائيلى أوسع يظهر نية القضاء على الشعب الفلسطينى وإبادة الشعب الفلسطينى. وفى وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، وصف وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريش الفلسطينيين بأنهم «بغيضون» و«مثيرون للاشمئزاز» ودعا إلى «محو» قرية حوارة الفلسطينية بأكملها فى الضفة الغربية.

يشكل الفلسطينيون فى قطاع غزة نسبة كبيرة من الشعب الفلسطينى، وتستهدفهم إسرائيل لأنهم فلسطينيون. يبدو أن السكان الفلسطينيين فى غزة يتعرضون حالياً على يد القوات والسلطات الإسرائيلية للقتل على نطاق واسع، والأذى الجسدى والعقلى، وظروف معيشية غير قابلة للحياة- على خلفية التصريحات الإسرائيلية التى تشير إلى وجود علامات على نية التدمير الجسدى للسكان.